وقال إن نيابة الأموال الكلية عملت على رفع توصيات للجهات التشريعية المختصة لإعادة النظر في ايجاد نصوص تجريم خاصة لجرائم توظيف الأموال وتشديد العقوبات فيها، حيث إن التكييف القانوني للواقعة يخضع للنص التجريمي لجرائم الاحتيال، مع تضمين القانون نصوصاً تتعلق برد الأموال المستولى عليها أسوة بجرائم الاستيلاء على المال العام، والاستمرارية في تحديث التشريعات التي تكفل حماية الأفراد والمجتمع، وزيادة حملات التوعية والتثقيف بجرائم توظيف الأموال ومخاطر المحافظ الوهمية، من خلال الحملات الإعلامية المستمرة من جهات الاختصاص.
وكانت النيابة العامة بأبوظبي وردها، خلال فبراير الماضي، تقرير من إدارة التحريات والمباحث الجنائية بشرطة أبوظبي ينص على وجود متهم رئيس بالاشتراك مع آخرين بمزاولة نشاط اقتصادي من دون ترخيص، حيث قاموا باستدراج عدد كبير من الضحايا الراغبين في الاستثمار، وتسلم مبالغ مالية منهم لاستثمارها مقابل أرباح خيالية بلغت 70% من رأس المال خلال ستة أشهر دون أن يقابلها نشاط حقيقي، مستغلين في ذلك معارض سيارات يملكونها كغطاء لنشاطهم غير القانوني.
وتم ضبط وإحضار المتهمين والبالغ عددهم 22 متهماً والتحفظ على حساباتهم في البنوك، وضُبط بحوزتهم مبالغ مالية بلغت 53 مليون درهم نقداً مخبأة في معارض السيارات وعدد من الشيكات وعقود بيع وشراء، وتم إحالتها مع المتهمين الى النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية في حقهم.
وباستجواب المتهمين في تحقيقات النيابة العامة، ومن ضمنهم المتهمون الرئيسون أصاحب المحافظ الوهمية تبين صحة ما جاء بتقرير البحث والتحري وعدم وجود استثمار حقيقي، وأن ما تم في المحافظ الوهمية المضبوطة عبارة عن تدوير أموال الضحايا في ما بينهم، وتبين كذلك وجود ثلاث محافظ وهمية متعلقة بتجارة السيارات، حيث أقر المتهمون بمزاولة نشاط اقتصادي (توظيف الأموال) من دون ترخيص، فيما ارتفع عدد المتهمين بعدما تبين اشتراك آخرين معهم ليصل العدد الإجمالي الى 64 متهماً، وهم أربع فئات: المتهمون الرئيسون أصحاب المحافظ الوهمية، والمندوبون، والوسطاء، وملاك معارض السيارات المضبوطة، وبعد استكمال التحقيقات تم إخلاء سبيل 38 متهماً، ومازال 22 متهماً محبوساً على ذمة التحقيق، في حين يوجد أربعة متهمين فارين من وجه العدالة خارج الدولة.
وتبين من خلال التحقيقات أن اجمالي المبالغ المضبوطة بعد تفتيش معارض السيارات، ومحل اقامة المتهمين بناء على إذن النيابة العامة 53 مليون درهم، كانت مخبأة في أكياس بلاستيكية، اضافة الى 110 ملايين درهم مودعة في حساباتهم البنكية. في حين بلغ اجمالي السيارات المتحفظ عليها على ذمة التحقيق 446 سيارة تم ضبطها في 16 معرضاً مملوكة للمتهمين.
كما تبين أن المبالغ المضبوطة لا تتجاوز 20% من قيمة المبالغ المودعة في تلك المحافظ، بسبب الأسلوب الذي يتبعه المتهمون في تدوير تلك الأموال بين الضحايا والاستيلاء على جزء كبير منها.