شهدت الأراضي الفلسطينية يوم غضب دعت إليه اللجنة الوطنية لمتابعة إضراب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال. ووقعت مواجهات عنيفة في كل المحاور ونقاط التماس في محافظات الضفة الغربية مع قوات الاحتلال ضمن الفعاليات التضامنية مع الأسرى في إضرابهم المفتوح عن الطعام المتواصل لليوم الثالث عشر على التوالي.

 وفي قطاع غزة نجح الأسرى في إضرابهم تحقيق وحدة الكل الفلسطيني في قطاع غزة حيث فشلت حركتا فتح وحماس.
وخلفت المواجهات عشرات الإصابات بعضها بالرصاص الحي. وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمها تعاملت مع نحو 60 إصابة في مواجهات متفرقة في أنحاء الضفة الغربية والقدس، منها إصابات بالرصاص الحي والمعدني وحالات اختناق بالغاز، بعدما ألقت قوات الاحتلال بعشرات قنابل الغاز على خيم الاعتصام في مدن وقرى ومخيمات الضفة. وأصيب 5 منهم بالرصاص الحي و»التوتو» المتفجر في قرية النبي صالح شمال رام الله، وآخر بالرصاص الحي بالقدم في بلدة سلواد شرق رام الله، و4 آخرين في محيط حاجز قلنديا، و3 شبان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في المواجهات المندلعة في محيط معتقل «عوفر» قرب بلدة بيتونيا، فيما أصيب العشرات بالاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع الذي أطلقه جنود الاحتلال نحو المتظاهرين.
وشنت قوات الاحتلال حملات اعتقال، طالت حسب شهود عيان عددا غير محدد من الشبان الفلسطينيين على خلفية مشاركتهم في المواجهات. 
وشهدت مدينة القدس الشرقية، كما باقي المدن الفلسطينية، سلسلة فعاليات تضامنية. فنظم عشرات الفلسطينيين وقفة في المسجد الأقصى في القدس الشرقية. ورفع الفلسطينيون، عقب انتهاء صلاة الجمعة، صورا للمعتقلين وأعلاما فلسطينية ورددوا الشعارات الداعية للإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية.
وكان الشيخ محمد سليم، خطيب المسجد الأقصى، قد تعرّض في خطبة الجمعة إلى الظروف الصعبة للمعتقلين في السجون الإسرائيلية. ودعا الفلسطينيين للتضامن معهم، فيما دعا السلطات الإسرائيلية لـ»الاستجابة إلى مطالبهم العادلة».
وكانت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس قد قالت في تصريح مقتضب إن نحو 30 ألفا أدوا صلاة الجمعة اليوم (أمس) في الأقصى. مع المعتقلين الفلسطينيين منذ بدء الإضراب قبل 12 يوما.
ووقعت المواجهات الأكثر عنفا في محيط معسكر عوفر من جهة القدس، وحاجز قلنديا شمال المدينة المقدسة، وبلدة سلواد شرق رام الله، والنبي صالح غرب رام الله، وبلدة سنجل شمال رام الله.
وفي مدينة الخليل، شارك المئات في صلاة الجمعة التي اقيمت في خيمة الأسرى على دوار ابن رشد، حيث تحدث خطيب الجمعة عن الأسرى ودورهم النضالي والكفاحي في مسيرة الثورة وإقامة الدولة الفلسطينية، وداعياً لاستمرار الفعاليات السلمية المؤيدة للأسرى في مطالبهم العادلة. واندلعت المواجهات في العديد من مدن وبلدات وقرى المحافظة.
ووقعت مواجهات أيضا في بلدة بيتا جنوب نابلس، والناقورة شمال المدينة، ومخيم عسكر الجديد، وبلدة فوريك إلى الشرق. وشب حريق كبير داخل حسبة بيتا جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، بفعل قنابل الغاز المسيل للدموع خلال المواجهات عند مدخل البلد، تقدر تكاليفه بملايين الشواكل. وقال رئيس بلدية بيتا أن الحريق أتى على محتويات محلات للصناديق والمواد الغذائية.