أحدث الأخبار
  • 12:10 . ماكرون: فرنسا والسعودية تقودان مساراً ملزماً للاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 12:09 . الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري... المزيد
  • 11:34 . استطلاع: أغلبية الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين ودعم المدنيين في غزة... المزيد
  • 10:50 . رغم مخالفته الشريعة وهوية الدولة.. تسجيل 43 ألف عقد "زواج مدني" في أبوظبي منذ 2021... المزيد
  • 10:48 . انخفاض درجات الحرارة وفرصة أمطار غداً في بعض المناطق... المزيد
  • 09:58 . قرقاش: الإمارات ثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وأهالي غزة... المزيد
  • 09:58 . انتخابات تاريخية للمجلس الإسلامي في إثيوبيا بمشاركة أكثر من 13 مليون ناخب... المزيد
  • 02:03 . التربية: إلغاء امتحانات الفصل الثاني وتطبيق منهج الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 02:03 . الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ترامب... المزيد
  • 02:02 . مقتل 27 على الأقل في هجوم على مسجد أثناء صلاة الفجر شمالي نيجيريا... المزيد
  • 10:09 . لجنة برلمانية بريطانية: أبوظبي تمارس قمعًا عابرًا للحدود وانتهاكًا لسيادة المملكة المتحدة... المزيد
  • 10:08 . "إسرائيل" تصادق على خطط احتلال غزة وتستدعي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط... المزيد
  • 10:07 . برعاية أمريكية.. الكشف عن مباحثات "سورية ـ إسرائيلية" في باريس لخفض التصعيد بجنوب سوريا... المزيد
  • 05:42 . ترامب يعلن عن ترتيبات للقاء بين بوتين وزيلينسكي... المزيد
  • 05:37 . بوركينا فاسو تعلن منسقة الأمم المتحدة شخصا غير مرغوب فيه... المزيد
  • 05:35 . عشرات الشهداء بينهم 5 أطفال في هجمات إسرائيلية على غزة منذ الفجر... المزيد

مناهج التعليم

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 28-04-2017


لا حاجة إلى التأكيد على أهمية المنهج الدراسي في حياة المجتمع، بحكم الدور الكبير الذي يلعبه المنهج في تشكيل عقل الأمة ووجدانها وثقافتها وشخصيتها. فالمنهج يمثل كل شيء يتصل بالعملية التعليمية، وهو يقوم على أسس أهمها: الأساس الفلسفي، والذي يركز على ترسيخ القيم الأساسية للمجتمع ولشخصيته. ثم الأساس الاجتماعي، وهو يُعنى بمراعاة الحاجات الحضارية والتاريخية والثقافية والأخلاقية للأمة. إلى جانب الأساس النفسي، والذي يهتم ببناء النمو النفسي للتلميذ وفق النظريات النفسية، مُراعياً خصوصية المجتمع وثوابته.

هذا علاوة على الأساس المعرفي المتصل باكتساب المعرفة العلمية والفكرية والتقنية والتكنولوجية.

تلك هي أسس المناهج التعليمية، وأي خلل يصيب واحدة منها تنعكس آثاره على عقل المجتمع وتقدمه أو تخلفه، وهذا في الواقع ما أصاب العديد من المناهج التعليمية العربية، وهو خلل تناولته العديد من الكتابات التي قرأتها في الفترة الأخيرة، إذ يشكو بعضها من أن هذه المناهج التعليمية أضرت بالحياة الأسرية المستقرة للأطفال، وجعلتها حياة «غير سعيدة»، فيما أشار بعضها الآخر إلى أنها ولّدت داخل الأطفال كراهية حادة للتعليم والمدرسة.

علاوة على من يرى أن هذه المناهج رفعت نسبة الرسوب، خاصة في المرحلة الابتدائية. فيما يقول آخرون، إنها أوجدت هجرة معاكسة من المدرسة الحكومية إلى الخاصة هرباً من كثافة المناهج، فضلاً عمن يقول إنها مسؤولة عن ظاهرة الدروس الخصوصية.

ووسط هذا التباين، فإن أهل الاختصاص أنفسهم أصابتهم الحيرة، وقد لمست ذلك لدى بعض المعلمين الذين يشكون من عدم القدرة على هضم المنهج وتوصيله بالصورة الصحيحة وتحمل كثافته، ما دعا بعضهم للاستقالة. كما يشكو الطالب من عدم القدرة على استيعاب المنهج لأنه أكبر من فهمه.

جوهر المشكلة في هذه المناهج التربوية، هو أن القائمين عليها يستسهلون الاستيراد ويحاولون اختزال الثقافة التربوية والفكرية في الفلسفات والأفكار المستوردة وتفريغها في عقل الطالب بصورة غير مناسبة، دون القيام بتجارب «دقيقة ودراسات منهجية واسعة»، ودون محاولة التبيئة الفكرية والمنهجية لهذه المقررات حتى تتفق مع خصوصية الطالب وبيئته المحلية. فما ينطبق على الطالب في الولايات المتحدة لا ينطبق على الطالب في العراق أو السعودية أو الإمارات. وقد علمتنا التجارب أن الحلول الجاهزة ليست أكثر من «حبوب مهدئة» تعمل على تسكين الألم دون أن تعالجه أو تزيله، لذلك فقد فشل غالبيتها في تحقيق معادلة التطوير المطلوبة.

نعم، هناك حاجة ماسة إلى تطوير المناهج التعليمية، كما يوجد شعور عام بضرورة الإصلاح التربوي حتى يستطيع العرب خوض المنافسة وملاحقة التغيرات العلمية والتعليمية، لكن شريطة ألا يتم ذلك على حساب «سعادة» الطالب والأسرة العربيين، أو يضر بالخصوصية الثقافية والحضارية للمجتمع العربي. لذلك يتعين إشراك المجتمعات في معرفة ما يتم تقريره في هذا الخصوص، وفي تحديد نوع الإصلاح التربوي المطلوب، وحجمه، ونوع مخرجاته.. إلخ.

العملية التعليمية، كما يقول أستاذ التربية الأميركي الشهير «كونانت»، في كتابه «التربية الحرة»، ليست بيعاً وشراءً أو بضاعة يمكن استيرادها، لذلك فقد خسرت أميركا في فترة من التاريخ أكثر مما ربحت، عندما استوردت نظريات التعليم الإنجليزية والأوروبية.