أحدث الأخبار
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد
  • 11:46 . عبدالله بن زايد وروبيو يبحثان استقرار اليمن.. ما دلالات الاتصال في هذا التوقيت؟... المزيد
  • 11:38 . موقع عبري: أبوظبي تقف وراء أكبر صفقة في تاريخ “إلبيت” الإسرائيلية بقيمة 2.3 مليار دولار... المزيد
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد

مناهج التعليم

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 28-04-2017


لا حاجة إلى التأكيد على أهمية المنهج الدراسي في حياة المجتمع، بحكم الدور الكبير الذي يلعبه المنهج في تشكيل عقل الأمة ووجدانها وثقافتها وشخصيتها. فالمنهج يمثل كل شيء يتصل بالعملية التعليمية، وهو يقوم على أسس أهمها: الأساس الفلسفي، والذي يركز على ترسيخ القيم الأساسية للمجتمع ولشخصيته. ثم الأساس الاجتماعي، وهو يُعنى بمراعاة الحاجات الحضارية والتاريخية والثقافية والأخلاقية للأمة. إلى جانب الأساس النفسي، والذي يهتم ببناء النمو النفسي للتلميذ وفق النظريات النفسية، مُراعياً خصوصية المجتمع وثوابته.

هذا علاوة على الأساس المعرفي المتصل باكتساب المعرفة العلمية والفكرية والتقنية والتكنولوجية.

تلك هي أسس المناهج التعليمية، وأي خلل يصيب واحدة منها تنعكس آثاره على عقل المجتمع وتقدمه أو تخلفه، وهذا في الواقع ما أصاب العديد من المناهج التعليمية العربية، وهو خلل تناولته العديد من الكتابات التي قرأتها في الفترة الأخيرة، إذ يشكو بعضها من أن هذه المناهج التعليمية أضرت بالحياة الأسرية المستقرة للأطفال، وجعلتها حياة «غير سعيدة»، فيما أشار بعضها الآخر إلى أنها ولّدت داخل الأطفال كراهية حادة للتعليم والمدرسة.

علاوة على من يرى أن هذه المناهج رفعت نسبة الرسوب، خاصة في المرحلة الابتدائية. فيما يقول آخرون، إنها أوجدت هجرة معاكسة من المدرسة الحكومية إلى الخاصة هرباً من كثافة المناهج، فضلاً عمن يقول إنها مسؤولة عن ظاهرة الدروس الخصوصية.

ووسط هذا التباين، فإن أهل الاختصاص أنفسهم أصابتهم الحيرة، وقد لمست ذلك لدى بعض المعلمين الذين يشكون من عدم القدرة على هضم المنهج وتوصيله بالصورة الصحيحة وتحمل كثافته، ما دعا بعضهم للاستقالة. كما يشكو الطالب من عدم القدرة على استيعاب المنهج لأنه أكبر من فهمه.

جوهر المشكلة في هذه المناهج التربوية، هو أن القائمين عليها يستسهلون الاستيراد ويحاولون اختزال الثقافة التربوية والفكرية في الفلسفات والأفكار المستوردة وتفريغها في عقل الطالب بصورة غير مناسبة، دون القيام بتجارب «دقيقة ودراسات منهجية واسعة»، ودون محاولة التبيئة الفكرية والمنهجية لهذه المقررات حتى تتفق مع خصوصية الطالب وبيئته المحلية. فما ينطبق على الطالب في الولايات المتحدة لا ينطبق على الطالب في العراق أو السعودية أو الإمارات. وقد علمتنا التجارب أن الحلول الجاهزة ليست أكثر من «حبوب مهدئة» تعمل على تسكين الألم دون أن تعالجه أو تزيله، لذلك فقد فشل غالبيتها في تحقيق معادلة التطوير المطلوبة.

نعم، هناك حاجة ماسة إلى تطوير المناهج التعليمية، كما يوجد شعور عام بضرورة الإصلاح التربوي حتى يستطيع العرب خوض المنافسة وملاحقة التغيرات العلمية والتعليمية، لكن شريطة ألا يتم ذلك على حساب «سعادة» الطالب والأسرة العربيين، أو يضر بالخصوصية الثقافية والحضارية للمجتمع العربي. لذلك يتعين إشراك المجتمعات في معرفة ما يتم تقريره في هذا الخصوص، وفي تحديد نوع الإصلاح التربوي المطلوب، وحجمه، ونوع مخرجاته.. إلخ.

العملية التعليمية، كما يقول أستاذ التربية الأميركي الشهير «كونانت»، في كتابه «التربية الحرة»، ليست بيعاً وشراءً أو بضاعة يمكن استيرادها، لذلك فقد خسرت أميركا في فترة من التاريخ أكثر مما ربحت، عندما استوردت نظريات التعليم الإنجليزية والأوروبية.