أحدث الأخبار
  • 07:36 . قوات الاحتلال تطلق النار على دبلوماسيين في جنين.. وإدانات دولية واسعة... المزيد
  • 07:17 . بجوائز تبلغ 12 مليون درهم.. إطلاق الدورة الـ28 من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم... المزيد
  • 06:50 . لماذا تُبقي الشركات على المدير السيئ؟... المزيد
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد
  • 11:14 . أبوظبي تقحم نفسها كلاعب أساسي في إدخال المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد
  • 07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد
  • 11:09 . روسيا تحظر نشاط منظمة العفو الدولية... المزيد
  • 11:08 . القبض على سوري مشتبه به في طعن خمسة أشخاص بمدينة بيليفيلد الألمانية... المزيد

اليمين إلى العرش الأوروبي

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 25-04-2017


في إطار الانتخابات المتلاحقة هذا العام أوروبياً، تأتي الانتخابات الفرنسية متسقة مع السياق اليميني العام، اليسار يكاد يكون خارج المعادلة، اليمين الأوروبي يستفيد من ظروف متنوعة أدت لوصوله، تبدأ هذه الظروف من فشل حكومات يسارية متعددة، والمد القومي المتزايد، نتيجة الأزمات المادية، وتزايد أعداد اللاجئين، وبعد فوز ترمب -وكما توقع كثير من المحللين- تحقق لأحزاب اليمين المتطرف الأوروبية زخم لم يتحقق لها سابقاً، لأول مرة منذ نهاية الحرب العالمية الأولى يبدو اليمين المتطرف جزءاً من التيار العام ومنافساً سياسياً حقيقياً، بعد الانتخابات الهولندية تنفس الأوروبيون الصعداء إلى حدٍّ ما، بخسارة اليمين المتطرف هناك، والآن مع نتائج الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية، يبدو أن أحلام اليمين المتطرف الفرنسي في الوصول للسلطة باتت سراباً، وفي بريطانيا، عوض الاستفادة من نتيجة الاستفتاء الداعمة للخروج من الاتحاد الأوروبي، انحسر اليمين المتطرف هناك، ولكن تصور المسألة على أنها صراع بين اليمين المتطرف وبقية القوى السياسية الأوروبية فيه شيء من التسطيح، فحين ينهزم اليمين المتطرف في الانتخابات، هو في الحقيقة لا يخسر المعركة، المهم بالنسبة لليمين المتطرف هو الدفع بأجندته في البرامج الحكومية، وهذا ما يحدث بشكل متكرر في العواصم الأوروبية، أحزاب يمين الوسط، وحتى بعض أحزاب يسار الوسط تحاول اليوم حرف بوصلتها قليلاً، لتبدو أكثر جاذبية للناخب الذي يتجه يميناً سخطاً عليها، قضايا الهجرة تحتل الصدارة، والحس القومي يزداد تدريجياً.
أوروبا خلال الأعوام القادمة ستشهد دفعة يمينية، بغض النظر عن النتائج التي يحققها اليمين المتطرف في الانتخابات، في الحالة الفرنسية يبدو ماكرون المعتدل أقرب لكرسي الرئاسة، لكنه سيحتاج إلى الاتجاه يميناً، إذا أراد المحافظة على مكتسباته لصالح حزبه الجديد وتمثيله البرلماني، في الحالة البريطانية تستغل تيريزا ماي الفرصة في تعزيز أغلبيتها البرلمانية، من خلال حل البرلمان، والدعوة لانتخابات مبكرة، وتقول الاستطلاعات، إن حزبها سيحصل على نسبة قد تتجاوز النصف من كراسي البرلمان، وهو أمر لم يحصل منذ أربعينيات القرن الماضي، وفي هذه الحالة يتحقق للمحافظين كل ما يريدونه تحت قبة البرلمان بالأغلبية البسيطة، أما اليسار البريطاني فهو يترنح تحت قيادة كوربن العجوز، الذي أراد العودة بالحزب إلى جذوره اليسارية، مما وصل به إلى حالة لا يستبعد معها أن يحل ثالثاً، لأول مرة منذ عقود في الانتخابات.
بندول اليمين واليسار تحركه طبيعة الأحداث من حول البيئة السياسية، الضعف الاقتصادي وانعدام الأمن أو التهديد الخارجي ينتجون حالة قومية عالية، وردة فعل تجاه الهجرة، وانكفاءً ثقافياً وقيمياً، الرفاهية والاستقرار تدفع بالقيم الغربية المثالية إلى الواجهة، مما يدعم العولمة وحقوق الإنسان والمجتمع التكافلي، والأجندة الليبرالية اليسارية، واليوم، العالم في حالة فوضى، وتهديدات من كل حدب وصوب، وفي كل اتجاه، والاقتصاد العالمي يتباطأ منذ عقد تقريباً، لذلك لا يستبعد ما نراه اليوم من صعود لليمين وأجندته، ويتوقع أن يتزايد ذلك، فحتى لو خسر اليمين المتطرف معركته اليوم، فأمامه معارك قادمة انتخابية وشعبية ستزيد فرصه في تحقيق نجاحات فيها.
اليمين بأجندته القومية خطر على الاستقرار العالمي، فهو يدفع للتنافس والحدية في التعامل بين القوى المختلفة، ويعزز النشاط العسكري، وانحسار حقوق الإنسان بدعوى الأمن، أو حماية الثقافة المحلية، ونحن هنا نتكلم عن اليمين في سياقه الغربي بشكل عام، ولكن لذلك انعكاسات شبيهة عبر العالم، تتمثل أساساً في التركيز على المحلي على حساب العالمي، والتنافس على حساب التآزر في المجتمع الدولي، الظروف التي أتاحت لليمين هذا الصعود لا يبدو في الأفق أنها تنحسر، ولكن لا شك أن ما سيفرزه اليمين من برامج حكومية، والطريقة التي سيتعامل بها مع القضايا الشائكة، سيترك طعماً مراً في أفواه الشعوب التي تتوق لحلول لمشاكلها اليومية، وهذا بحد ذاته كفيل بإيقاف المد يوماً ما، ولكن السؤال هو، متى سينتبه الشارع الغربي إلى خطورة وفداحة أثر دعمه لليمين وأجندته؟ هذا ما ستكشف عنه الأحداث.;