كشفت صحيفة واشنطن بوست الأميركية في تقرير لها أن إيران تقوم بتسليح ضخم لعناصر مجموعات تدعمها في البحرين من خلال تدريبهم ودعمهم ونقل أسلحة إليهم. وقالت، إن السلطات البحرينية في سبتمبر 2015 كشفت أنها ألقت القبض على عصابة تتبع الحرس الثوري الإيراني كانت تقيم مجمعاً ضخماً تحت الأرض في إحدى ضواحي العاصمة المنامة. وأشارت «الداخلية» البحرينية، إلى تجهيز المنشأة لاستيعاب شبكة موسعة من المخابئ تحت أرضية فيلا، مشيرة إلى وجود مدخل واحد للمصنع أقيم بشكل مخفي وراء خزانة المطبخ. وفوجئت شرطة البحرين عندما وجدت عدداً كبيراً من المخارط والمكابس الهيدروليكية لصنع قذائف خارقة للدروع، كما عثرت على صندوق للمتفجرات العسكرية من نوع C-4، وجميعها من أصل أجنبي، بكميات يمكن أن تغرق سفينة حربية.
وقال المحققون في العملية، في تقرير تقني سري قُدِّم إلى مسؤولين أميركيين وأوروبيين في الخريف الماضي إن «معظم هذه المحجوزات لم يسبق رؤيتها في البحرين».
وقالت «واشنطن بوست»، إن المسؤولين البحرينيين اتهموا، أكثر من مرة، طهران بالتحريض على العنف، مضيفة أن وكالات الاستخبارات الغربية لاحظت «جرأة جديدة» من قبل إيران في دعم المتمردين المسلحين في البحرين. وكشف التقرير، من خلال الوثائق والمقابلات التي أُجريت مع مسؤولي الاستخبارات الحاليين والسابقين، أن المسلحين يستفيدون من برنامج تدريبي متقدم، ينظمه الحرس الثوري في طهران، حول تقنيات التفجير المتقدمة وحرب العصابات. وعثرت البحرين، على مدى السنوات الثلاث الماضية، على مجموعة واسعة من الأسلحة المتطورة، والكثير منها مرتبط بإيران، بما في ذلك مئات المتفجرات العسكرية.
وقالت «واشنطن بوست»، إن هذه العمليات الإيرانية تهدف إلى «بناء شبكة من الجماعات المسلحة الموالية لطهران في مناطق أخرى من الشرق الأوسط من اليمن إلى إلعراق وسوريا». وذكر مسؤول في المخابرات الأميركية، يتمتع بخبرة طويلة في مراقبة الاضطرابات المدنية والسياسية في البحرين: «إننا نشهد المزيد من الدلائل على جهود إيران الرامية إلى زعزعة الاستقرار». ووفقاً لتقرير سري صدر عن عناصر استخبارية أوروبية وأميركية في الخريف الماضي، فقد عثر خلال السنوات الثلاث الماضية على ترسانة كبيرة من الأسلحة المعدة لتغيير قواعد اللعبة في البحرين، حسب توصيف الصحيفة التي كتبت إن الاستخبارات الغربية تشعر بعدم الارتياح إزاء تدخلات إيران في البحرين لا سيما في ظل تزايد امتلاك أسلحة خطيرة تؤثر في المعادلة الأمنية في البلاد. وعلى الرغم من تحفظ إيران السابق حول اتهام إيران المباشر بالمسؤولية عما يجري في البحرين، إلا أن الأميركيين و الأوروبيين باتت لديهم قناعة كبيرة بخطورة ما تفعله إيران في المملكة حسب الصحيفة.
وكشف التقريرالعثور على وثائق وإجراء مقابلات مع مسؤولي مخابرات سابقين وحاليين تؤكد أن هناك برنامجا تدريبيا مفصلا ينفذه الحرس الثوري في إيران، ويتضمن تدريب مجموعات على تقنيات صنع القنابل وحرب العصابات، إضافة إلى قائمة أسلحة متطورة.
وتنقل الصحيفة عن مسؤول في المخابرات الأميركية أن خبرة السنوات الماضية أكدت أننا عثرنا على ما يكفي من الأدلة التي تثبت تورط إيران في البحرين، مشيراً إلى أننا كنا نقول إن «البحرين تبالغ في عرض الحقائق»، لكن «هذا الأمر حقيقي». ومارس الماضي اعتقلت السلطات الألمانية رجلا بحرينيا قدم إلى ألمانيا لتقديم طلب لجوء، بتهمة الإنتماء إلى كتائب عشتار الإرهابية المتورطة في قتل عناصر من الشرطة البحرينية. وقامت وزارة الخارجية الأميركية بفرض عقوبات على اثنين من قادة جماعة بحرينية موالية لإيران، كما رفعت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرار الحظر الخاص بتوريد طائرات مقاتلة إلى البحرين.