أحدث الأخبار
  • 10:16 . صحوة متأخرة للضمير الأوروبي... المزيد
  • 10:05 . "فلاي دبي" تستأنف رحلاتها إلى دمشق بعد 12 عاماً من التوقف... المزيد
  • 07:36 . قوات الاحتلال تطلق النار على دبلوماسيين في جنين.. وإدانات دولية واسعة... المزيد
  • 07:17 . بجوائز تبلغ 12 مليون درهم.. إطلاق الدورة الـ28 من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم... المزيد
  • 06:50 . لماذا تُبقي الشركات على المدير السيئ؟... المزيد
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد
  • 11:14 . أبوظبي تقحم نفسها كلاعب أساسي في إدخال المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد
  • 07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد

لماذا نحب الكتب؟

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 04-03-2017

لا أتفق تماماً مع البعض من الذين يقولون بأننا إذا اقتنينا أو منحنا كتاباً، وبدأنا في قراءته، فإن علينا أن ننهيه أياً كان مستوى ذلك الكتاب، لأن هذا البعض من القراء من أصحاب نظرية الواجب تجاه الكاتب والكتاب، يقرأون وفق اعتبارات تختلف عما يجب أن تكون عليه قراءة الكتب، فمن قال إننا مجبرون على تجرع قراءة كتاب لأن صاحبه بذل جهداً لإعداده وإكماله؟ إن هذه الفرضية العجيبة تشبه تلك التي تقول بأن علينا أن نتحمل التهام قالب الكيك الرديء أو المحروق، لأن الطاهي بذل جهداً كبيراً في سبيل إعداد القالب!

لنأخذ ما قاله الشاعر الأرجنتيني بورخيس، كما جاء على لسان الشاب الذي كان يتردد عليه ليقرأ له ساعتين كل يوم، يقول بورخيس: (أنا قارئ ينشد المتعة، لم أشأ أن يكون للشعور بالواجب يد في شأن شخصي كشراء الكتب أو قراءتها).

وفي مكان آخر يقول (لم أجد نفسي مرغماً على قراءة كتاب حتى الصفحة الأخيرة)، مع ذلك فقد كان بورخيس يحاضر بكل سعادة عن خلود اللغة عند الشاعر والكاتب الإيرلندي جيمس جويس الذي عدّ كتابه المثير للجدل «عوليس» أعظم كتاب في اللغة الإنجليزية في القرن العشرين، مع ذلك فإن بورخيس لا يخجل من الاعتراف بأنه لم يتمكن من إنهاء كتابه الشهير يقظة فينيكان الذي أمضى جويس 17 سنة في كتابته!

كان بورخيس يعتبر نفسه قارئاً أكثر منه كاتباً أو شاعراً، وهو الذي طالما تخيل الفردوس على شكل مكتبة، كما ذكر عنه كتاب سيرته، مع ذلك فلم يكن يمتلك تلك المكتبة التي نظنها، أو يكونها البعض في بيته لأجل التباهي بمكوناتها.

كان بورخيس مغرماً بالموسوعات والقواميس، وكان يعرف تماماً موضع كتبه في البيت، في غرفته أو حجرة والدته، أو على ذينك الرفين في غرفة الجلوس، أو في حبائب الكتب المكدسة في ممرات شقته المتواضعة التي تهكم عليها كاتب بيرو الشهير باراغاس يوسا، حين قال بعد أن زار بورخيس في شقته «كان يتوجب على المعلم أن يسكن في مكان مختلف عن ذلك»، فحزّ ذلك في نفس الشاعر ورد عليه بقسوة «ربما يحدث ذلك في ليما، لكننا هنا في الأرجنتين لا نميل للتباهي»!!

نحن نقرأ للقراءة، للمعرفة، للمتعة، للامتلاء، لنكون مختلفين، ولنصنع فرقاً واضحاً وقوياً في ذواتنا وشخصياتنا، لذلك فنحن نشتري الكتب حيثما توجهنا، ولذلك نحن نقرأ الكتب التي تصنع لنا ذلك الفرق، وتحقق لنا تلك المتعة، الذين يزينون بيوتهم بالمكتبات يهينون الكتب، ويرفعون شأن غرف الجلوس لا أكثر، لكنهم حتماً لا علاقة لهم بالقراءة، الكتب تمنحنا المتعة وتبهجنا فعلاً، تلك واحد من أعظم أسباب حبنا للكتب!