أحدث الأخبار
  • 10:16 . صحوة متأخرة للضمير الأوروبي... المزيد
  • 10:05 . "فلاي دبي" تستأنف رحلاتها إلى دمشق بعد 12 عاماً من التوقف... المزيد
  • 07:36 . قوات الاحتلال تطلق النار على دبلوماسيين في جنين.. وإدانات دولية واسعة... المزيد
  • 07:17 . بجوائز تبلغ 12 مليون درهم.. إطلاق الدورة الـ28 من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم... المزيد
  • 06:50 . لماذا تُبقي الشركات على المدير السيئ؟... المزيد
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد
  • 11:14 . أبوظبي تقحم نفسها كلاعب أساسي في إدخال المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد
  • 07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد

هل لإيران مستقبل معنا؟

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 23-02-2017


على إثر تهديدات الإدارة الأمريكية الجديدة لإيران والخلاف المتصاعد تدريجياً مع روسيا في الملف السوري، يقوم النظام الإيراني بمحاولات هزيلة لتحييد بعض الملفات مع دول المنطقة، ومن الممكن أن يستشف ذلك من خلال الزيارات الأخيرة التي قام بها الرئيس الإيراني للكويت وعمان، ويترقب، وخاصة إذا تزايد الضغط الأمريكي، أن نشاهد المزيد من هذه المحاولات وخاصة مع دول الخليج التي تمثل رأس الحربة في مقاومة النفوذ الإيراني في المنطقة، ولكن السؤال هنا، هل يمكن أن يكون هناك مستقبل مع إيران يتجاوز خصومة اليوم؟
العلاقة مع إيران كانت دائماً وبشكل أو بآخر ندية، وليس ذلك في إطار الثورة الإيرانية فقط بل يمتد لما قبلها مع دولة الشاه حين كانت إيران تمارس نفوذاً من نوع آخر متسلحة بالدعم الأمريكي حينها، وربما يمكن العودة إلى ما قبل ذلك والأطماع الإيرانية المختلفة في نفوذ على الخليج العربي يعود إلى أعماق التاريخ، ولكن لا يجب أن يستحضر هذا النموذج التاريخي كلما دار الحديث حول إيران اليوم حتى وإن كان له دلالات واضحة على واقعها الحالي، صحيح أن حاضر إيران التوسعي يستوحي من ماضيها الإمبراطوري إلا أنه يرتبط كذلك بعوامل واقعية سياسية مرتبطة بالنموذج الذي رسمته الثورة وفرضته طبيعة التحالفات والتقلبات السياسية.
حتى نعرف إذا ما كان هناك أمل لمستقبل خال من الصراع مع إيران أم لا، لا بد من التعرف على حقيقة الخلاف معها، الخلاف مع إيران قائم على أساسين رئيسيين، الأول سياسي بحت وهو تضارب مشاريع في المنطقة منطلق من سياسة التدخل الإيرانية والتي، كما يؤكد الخبير في الشئون الإيرانية الدكتور محجوب الزويري، تهدف إلى إيجاد حالة فوضى في المنطقة تكون لها القدرة على بسط نفوذها من خلالها وتؤسس لكيانات ضعيفة سياسياً لا يمكنها تحدي إيران مستقبلاً، وبذلك لا يهمها بشكل كبير التوسع الجسدي إذا صح التعبير ولكنها معنية بالتوسع المعنوي من خلال إيجاد أجسام تدين لها بالولاء المصلحي على الأقل في المنطقة تحركها في الفراغات التي تحدثها الفوضى.
الأساس الثاني للخلاف هو صراع هوية، هذا الصراع ينطلق من ثوابت أساسية دينية واجتماعية بين الطرفين، البناء الطائفي المذهبي لإيران والبعد العرقي الذي يجعل النظام الإيراني ينظر بدونية للعرب يقف خلف الكثير من سياسات إيران المعادية للمذهب السني داخلها ابتداءً وللعرب وغيرهم، ولكن من الممكن أن نقول إن هذا الموقف الطائفي العرقي هو حالة اجتماعية يتم استغلالها من قبل النظام لإكساب نفسه الشرعية أمام قواعده التقليدية ولدى المكونات المذهبية المتوافقة معه عبر العالم، ولكن حتى لو قلنا ذلك فلا يمكن إغفال أهمية هذا البعد في التركيبة العقلية لشخوص النظام وقياداته.
الآن التفكير في مستقبل لا يكون لإيران فيه طموح توسعي ويكون نظامها متحرراً من عصبية الطائفة والعرق ليس سهلاً، النظام والمجتمع مركبان بطريقة معقدة على هذين الأساسين والتحلل منهما لن يكون سهلاً وربما يكون غير ممكن، السيناريو الأقرب هو انهيار النظام الإيراني لصالح نظام آخر مغاير في الشكل والمضمون، ولكن هذا ليس مستقبلاً مشرقاً للمنطقة لأنه لا يمكن أن يتصور معه أن تبقى إيران متماسكة سياسياً وحالة فوضى في إيران مماثلة لتلك القائمة في سوريا أو اليمن سيكون لها انعكاس خطير جداً على المنطقة، النظام الحالي على الأقل يوفر حالة من الاستقرار في دولة متعددة الأعراق والانتماءات ومن الممكن أن تتحول إلى جحيم إذا لم يوجد نظام يضبط الإيقاع.
المصير الوحيد المشرق في المنطقة هو حالة تعايش مصلحي وتوازن قوة يكون من خلالها النظام الإيراني مضطراً للالتزام بحدوده وكف اليد عن الآخر بقوة الواقع السياسي والسلاح، وهذا يستلزم تحالفاً حقيقياً في البيت العربي يقف في مواجهة النظام الإيراني ويحشد ضده عالمياً، وهذا مع الأسف غير وارد حسب المعطيات الحالية، إيران مستفيدة بشكل كبير من الانقسام العربي ومن المواقف المتعددة فيه، وحتى هذا الموقف الأمريكي المؤقت المعادي لإيران لن ينجح في حلحلة الوضع وكبح جماح الإيرانيين ما لم يوافقه فعل عربي حقيقي يقوده طرف قادر على ضبط الصف.
ربما يرسم المستقبل صورة تكون فيها إيران شريكاً لا عدواً، تلتزم فيها إيران بمصالح مشتركة مع المنطقة عوض التدافع مع جيرانها في مغامرات هوجاء، ولكن الواقع الذي نراه أمامنا اليوم لا تتوفر من خلاله معطيات تشير إلى ذلك، الواقع اليوم يقول إن الخلاف مع إيران مستمر ويتعزز، ولن يخفف منه إلا هزيمة حقيقية لإيران في الميدان تضطرها إلى إعادة حساباتها.;