أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، الاثنين، أن وفداً سيزور السعودية الخميس المقبل؛ للتفاوض حول مشاركة الإيرانيين في مناسك الحج القادمة.
ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية عن قاسمي، قوله: إن "الزيارة ستتم الخميس المقبل؛ بهدف التباحث حول شروط مشاركة الحجاج الإيرانيين في أداء مناسك الحج للعام الحالي، وذلك بعد تلقي دعوة من الجانب السعودي".
ولم توفد إيران حجاجها إلى السعودية في موسم الحج الماضي، وسط اتهامات متبادلة في المفاوضات المتعلقة بترتيبات الحج، بعد انقطاعها بسبب تبني طهران أعمال عنف، وتسبب حجاج إيرانيون في حادث مشعر منى عام 2015.
وبعد ساعات على حادثة التدافع التي وقعت في سبتمبر/2015 بشارع 204، المؤدي إلى جسر الجمرات بمشعر "مِنى" في مكة المكرمة، ونتج عنه وفاة 717 حاجّاً، وإصابة 863 آخرين، اتهمت السلطات السعودية حينها الطوافة الإيرانية بالتسبب في حادثة التدافع.
ومع تصاعد التصريحات الإيرانية التي وصلت إلى حد دعوة مرشد إيران الأعلى علي خامنئي الحكومة السعودية إلى "تحمُّل مسؤوليتها الثقيلة"، قال وزير الصحة السعودي حينها خالد الفالح، إن التدافع سببه عدم التزام بعض الحجاج بالتعليمات. وأضاف الفالح لقناة "الإخبارية" الرسمية: "لو التزم الكل بالتعليمات لما حصلت مثل هذه الحوادث".
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" حينها عن مسؤول في مؤسسة مطوفي حجاج إيران، قوله إن قرابة 300 حاج إيراني "خالفوا تعليمات التفويج المحددة"، ما تسبب في حادثة التدافع بشارع 204 في مشعر منى.
وفتحت الحادثة المجال أمام طهران وتجاوزت القوانين الدولية والأعراف الدبلوماسية والدينية، للتدخل في الشأن الداخلي السعودي، وتبني أحداث وأعمال عنف تستهدف السعودية داخلياً وخارجياً.
وشكل عام 2016 أكبر قطيعة في العلاقات بين طهران والرياض، على خلفية تنفيذ السعودية حكم الإعدام بحق 47 شخصاً مداناً بالإرهاب، أبرزهم نمر النمر، لتشتعل الاحتجاجات في إيران ويتم حرق مقر السفارة السعودية في طهران، والقنصلية السعودية في مدينة مشهد.
ودفعت أعمال العنف وانتهاكات طهران للقوانين والأعرف الدبلوماسية، إلى قطع السعودية علاقاتها مع إيران وسحب بعثتها الدبلوماسية من هناك، وطرد دبلوماسيي إيران من أراضيها، رافق ذلك تأييد عربي وخليجي واسع للقرارات السعودية وتصعيد ضد طهران.