شيع آلاف الكنديين يتقدمهم رئيس الحكومة جاستن ترودو، ثلاثة من القتلى الستة الذين سقطوا في الاعتداء على مسجد كيبيك، في مراسم طغى عليها الحزن والتأثر والتأكيد على الوحدة بين الأديان، في هذا البلد المتعدد المذاهب والمستقر اجتماعيا.
ولُفّ اثنان من النعوش الثلاثة، التي وُضعت عليها أكاليل من الورود البيضاء، بعَلم الجزائر والثالث بعلم تونس.
في بداية المراسم، تلا الشيخ مسعد البلتاجي آيات من القرآن أمام الحشد الصامت الذي ضم كنديين من كل الديانات، مسلمين ومسيحيين ويهودا.
وقال رئيس الحكومة جاستن ترودو، الذي بدا عليه التأثر وبكى على الضحايا «إن بلدا بأكمله هزه هذا الاعتداء الوحشي والمقيت، لكن في هذه اللحظات القاتمة، عبر بلدنا عن الاتحاد والتضامن».
وقال رئيس حكومة مقاطعة كيبيك الناطقة بالفرنسية فيليب كويار «لا للعنف، ولا للترهيب ولا للعنصرية ولكره الأجانب».
وتوجه الى المسلمين الذين يبلغ عددهم نحو 1.1 مليون من أصل 36 مليونا في كندا «اعرفوا أنكم هنا في بلدكم».
فيما رأى رئيس مجلس أئمة كيبيك سعيد فواز أن هذه المأساة التي تترك وراءها 17 يتيما تثير «بعض الخوف لدى مجموعتنا». وأضاف أن على المسلمين «عدم الانعزال والانغلاق على أنفسهم»، كما يريد «جارنا الجنوبي»، في إشارة الى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وإلى جانب ترودو، شارك قرابة خمسة آلاف في مراسم التشييع، التي أقيمت بعد صلاة الظهر، في ملعب موريس ريتشارد في مدينة مونتريال (كبرى مدن المقاطعة)، ورئيس وزراء مقاطعة كيبيك فيليب كويار، ورئيس بلدية مونتريال دينس كودير، ورئيس بلدية كيبيك ريجس لابوم، ورئيس حزب الديمقراطي الجديد توماس مولكير، ونواب في البرلمان ورجال دين يهود ومسيحيون.
في هذه الأثناء تعرض مسجد آخر في مدينة مونتريال الكندية، لهجوم نفذه مجهولون، استخدموا فيه الحجارة والبيض، وذلك بعد أربعة أيام فقط من هجوم إرهابي استهدف مسجدًا في مقاطعة كيبيك (شرق).
وقال بيان للشرطة الكندية، أمس، إن مسجد ومركز خديجة الثقافي في مونتريال، تعرض، لهجوم نفذه مجهولون، استخدموا فيه الحجارة والبيض، وأن الهجوم أدى لتكسر بعض نوافذ المسجد، فيما بدأت الشرطة إجراء تحقيقات في الحادث.
وقال مدير المسجد والمركز، آسيك أحمد: «إن المسجد تعرض من قبل لهجوم لم نأخذه على محمل الجد، إلا أن الهجوم الأخير كان صادما وأدى لتكسر زجاج المسجد».