كشف محمد الشامي، عضو وفد المعارضة السورية المشارك بمؤتمر استانا، عن وصول تسريبات إليهم عن وجود اتفاق تركي روسي يدور حول عملية انتقال سياسي دون المساس بشخص رئيس النظام بشار الأسد، أي تشكيل حكومة وطنية أو ما شابه لا يعني قيامها بأي حال إسقاط النظام بشكل كامل.
وشدد الشامي وهو- القيادي في الجيش السوري الحر- في اتصال هاتفي بوكالة الأنباء الألمانية على أن “ذلك الاتفاق الذي سربت أخباره بنهاية الجلسة الأولى لم يعرض عليهم بالمعارضة، وكذلك لم يطرح على الإيرانيين أو على وفد النظام ليبدي أي طرف منهم الرأي فيه، وإنما هو حديث عن اتفاق روسي تركي صرف. هذا الحديث خارج نطاق المباحثات “لافتا إلى أنه “حديث واحد فقط ما بين عدد غير قليل من الموضوعات والأحاديث التي طرحت بالجلسة الأولى بالمؤتمر ولكن تحت الطاولة وليس بشكل معلن”.
وأضاف “هناك صعوبات وأحاديث عن اتفاقات سرية عدة… ولكن أهم ما تم التوصل إليه، وأعلن لنا هو أن المفاوضات بين وفدي المعارضة والنظام ستكون بطريقة غير مباشرة، وأن الثامن من فبراير القادم سيكون موعد لبدء مباحثات جنيف”.
وأردف “الروس يريدون فعليا أن يكونوا جهة محايدة وجهة راعية للمحادثات، وهم حريصون على استمرارها، وقد حاولوا، خلال الجلسة الأولى، بالتعاون مع الأتراك تقريب وجهات النظر إلى حد كاف ومقبول لبدء المحادثات، فمثلا وفد النظام كان رافضا لحضور أي تمثيل للمملكة العربية السعودية وقطر، ولكن تم الضغط عليه، كما كانت المعارضة رافضة لوجود الوفد الإيراني ولكن تم الضغط عليها.
والمح الشامي إلى أن ابرز الأحاديث التي لم تتضمنها خطة وبرنامج الجلسة” كانت تتركز حول تحديد الفصائل التي ستكلف بمهمة محاربة الفصائل الإرهابية والتي سيصدر المؤتمر قائمة بأسمائها، حيث حرصت الدول الراعية والداعمة للمؤتمر كروسيا وتركيا وإيران على الاتفاق مع المعارضة على ضرورة مقاتلة الإرهابيين، وهنا صار الخلاف حول من سيقصد بهذه التسمية تحديدا”.
وأضاف موضحا ” المعارضة بلا شك متفقة على ادراج تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ككيان وتنظيم إرهابي لائحة التنظيمات الإرهابية التي سيصدرها المؤتمر، ولكنها طالبت أيضا بضرورة ادراج 42 فصيلاً اخرا في القائمة، من بينهم 40 فصيلا شيعيا، في مقدمتهم حزب الله اللبناني، وحزب الله العراقي، وحركة النجباء العراقية، وميليشيا أبو الفضل العباس، وما يسمي بجيش سورية الديمقراطية وقوات صالح مسلم”.
وأردف “المواقف لم تتضح حتى الآن، ولم يتم تحديد الفصائل التي سوف تقاتل ضد الجماعات المدرجة في لائحة الإرهاب، ولكن الروس وتركيا قرروا الاستمرار بضرب داعش، وكذلك جبهة فتح الشام” النصرة سابقا” في إدلب… واعتقد ان النقاش والخلاف حول هذا الأمر سيطرح مجددا بالجلسة الأخيرة بالاجتماع″.
كانت محادثات سلام سورية قد انطلقت صباح الاثنين في أستانة عاصمة كازاخستان بحضور وفدي الحكومة والمعارضة السوريين، برعاية تركية سورية وبحضور إيراني.