يطرح قرب إحكام سيطرة القوات العراقية على الجانب الشرقي لمدينة الموصل، بعد ثلاثة شهور من المعارك العنيفة، مصير الجانب الغربي ومدينتي تلعفر وسنجار، فهذه المناطق مرتبطة ببعضها جغرافياً ويحتاج تحريرها إلى تسويات سياسية، في مقدمها دور «الحشد الشعبي» في المعركة، فهو ما زال يواجه معارضة داخلية وخارجية، فضلاً عن موقف إقليم كردستان الذي يطالب بضم مناطق يعتبرها جزءاً منه.
وأعلن قائد حملة استعادة الموصل اللواء الركن عبد الأمير يارالله في بيان أن «قطعات المحور الشمالي حررت حي الكفاءات الثاني ورفعت العلم الوطني فوق مبانيه، بعد تكبيد العدو خسائر فادحة، وأصبحت على تماس مع مجمع القصور الرئاسية. كما تم تحرير حي الأندلس»، الذي تفصله منطقة الغابة عن الضفة الشرقية لنهر دجلة.
وقال القائد في جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي إن «أحياء الشرطة والمجموعة الثقافية والغابات ستحرر خلال ساعات، ولا يفصلنا عنها سوى شارع. لكننا لم نصل بعد إلى فندق نينوى المطل على النهر، وبعد تحرير منطقة المجموعة والشرطة سنصل إلى ضفته قرب الجسر الثالث، ولا تفصلنا عنه سوى مسافة محدودة».
لكن تحرير هذا الجانب من الموصل لن يحسم معركة الموصل، فأمام الجيش تحد أكبر في الجانب الغربي، حيث المدينة القديمة التي يقطن فيها نحو 900 ألف شخص، وصعوبة تحريره ليست عسكرية، بل ترتبط بتعقيدات سياسية لم تحسم حتى الآن، إذ إن غرب الموصل مرتبط بتلعفر التي تحاصرها قوات «الحشد الشعبي» منذ أسابيع من دون أن تقتحمها بسبب تحفظات محلية وإقليمية، فتركيا تلمح إلى تدخل عسكري في حال اقتحامها متذرعة بوجود غالبية تركمانية من السنة والشيعة فيها.
والمشكلة ذاتها تواجه مدينة سنجار ذات الغالبية الإيزيدية، ويسيطر عليها حزب «العمال الكردستاني»، وسط تحفظات تركيا وقوات «البيشمركة» التابعة لـ «الحزب الديموقراطي الكردستاني»، بزعامة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني الذي يتعرض لضغوط كبيرة من أنقرة كي يتخلص من «الكردستاني»، فضلاً عن ضغوط داخلية كردية تطالبه بضم المدينة إلى الإقليم.