أعلن وزير التعليم التركي عصمت يلماز عملية واسعة لتغيير مناهج التعليم الابتدائي في تركيا، هدفها تحسين نوعيته كما قال، مشيراً إلى حذف كثير من «مواضيع الحشو غير اللازمة في الحياة العملية للطالب» من المناهج الجديدة، التي شدد على أنها ستركّز على نوعية التعليم لا على كمية المعلومات المُعطاة للطلاب.
ويقلّص المنهاج الجديد الحديث عن سيرة مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة، والتي تُدرّس في مراحل مبكرة من التعليم، في خطوة يعتبرها كثيرون جريئة ومهمة، من أجل نزع القدسية عن شخصيته ووضعها في إطار اعتباري صحيح، بحسب صحيفة "الحياة" اللندنية.
لكن تيارات أتاتوركية اعتبرت ذلك جزءاً من حملة على النظام العلماني في تركيا، خصوصاً مع تشديد الضغوط أخيراً على ناشطين سياسيين يتحدثون عن ضرورة بقاء النظام العلماني.
ويفترض أن يبدأ تنفيذ هذا المشروع الطموح بصورة تدريجية في السنة الدراسية المقبلة، وأثار الاعلان عنه سجالاً بين مؤيّدين له لدى المدرّسين والطلاب، وبين ساسة معارضين.
وأعلن يلماز حذف نظرية النشوء والارتقاء التي وضعها البريطاني تشارلز داروين من المنهاج، بعد سجال طويل في شأنها بين الإسلاميين والعلمانيين. ولفت يلماز إلى أن «الوزارة ملزمة بكل ما هو علمي وحقيقي»، في إشارة إلى اعتبار نظرية داروين «غير علمية».
وذكر إعلاميون أن تعليم اللغة الأجنبية سيبدأ من الصف الخامس الابتدائي، وسيشمل الإنكليزية أو العربية أو لغات أوروبية لمَن يشاء، ما يشكّل تراجعاً عن خطط سابقة لدعم اللغة الإنكليزية وبدء تعليمها منذ الصف الأول الابتدائي.
وأشارت صحيفة «جمهورييت» المعارضة إلى تغييرات أُدخلت على منهاج مادة «التربية والدين والأخلاق»، وزادت: «لوحظ حذف مواضيع كثيرة تتحدث عن الأخلاق والفضائل العامة، لمصلحة التركيز أكثر على مواضيع الشريعة الإسلامية، مع دخول مفهوم الجهاد في سبيل الله والاستشهاد في منهاج الصف السابع».
ورأت جمعيات تعليمية في تحديث المناهج خطوة على الطريق الصحيح، من أجل تطوير المنظومة التعليمية، لكن المعارضة اليسارية انتقدت الأمر، مشيرة إلى أن «حزب العدالة والتنمية يحكم تركيا منذ 15 سنة، مع خمسة وزراء تعليم، كلّ منهم جاء ليبني مشروعه الخاص، بعد هدم مشروع سلفه، ما يشتّت أي استراتيجية للتعليم».