قالت تقارير إعلامية جزائرية إن ضباط جهاز المخابرات عادوا إلى الوزارات والإدارات الرسمية والشركات الحكومية، تماماً مثلما كان عليه الحال قبل عملية إعادة هيكلة الجهاز التي تمت ما بين 2013 و2016، والتي كانت قد أدت إلى سحب هؤلاء الضباط، وهو قرار يأتي بالتزامن مع قرار إعادة صفة الضبطية القضائية لضباط الأمن العسكري.
وذكرت صحيفة «الخبر» (خاصة) في عددها الصادر الأربعاء (4|1) أن عودة الضباط التابعين إلى جهاز الاستخبارات إلى المواقع التي كانوا يحتلونها في الوزارات والإدارات الرسمية والشركات الحكومية يأتي في سياق ما يتم تداوله منذ أسابيع عن عودة جهاز الاستخبارات إلى مكانته السابقة، وحتى ضمن عودة الفريق محمد مدين المعروف باسم الجنرال توفيق القائد السابق للجهاز إلى دائرة أصحاب القرار، مذكرة بالقرار الصادر عن مجلس الوزراء الأخير الذي ترأسه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، والذي يتحدث عن منح صفة الضبطية القضائية إلى رجال الأمن العسكري، علماً أن صفة الضبطية القضائية كانت قد نزعت عن ضباط الاستخبارات سنة 2013، في إطار عملية إعادة هيكلة الجهاز، التي وصفها بعض المعارضين آنذاك بعملية إضعاف لجهاز الاستخبارات وقائده السابق الفريق مدين، والتي انتهت بإقالته وإحالته على التقاعد في سبتمبر 2015.
جدير بالذكر أن جهاز الاستخبارات كان يعين ضباطاً في كل الوزارات والإدارات والمؤسسات والشركات، والذين يكونون عيوناً للجهاز في المواقع التي يتواجدون فيها، ليتحول إلى "وسيلة ردع لكل من تسول له نفسه العبث بالمال العام أو نهبه أو تبديده، أو تجاوز القانون"، وقد كان هؤلاء الضباط مرهوبي الجانب، لأن الجميع كان يخشى ما يكتبونه في تقاريرهم، ومع هذا الزعم فإن الأمر لم يسر دائماً مثلما كان مسطراً له، كما أن تواجد عناصر المخابرات في العديد من المواقع لم يمنع الكثير من التجاوزات والسرقات والأخطاء في التسيير التي أدت إلى تبديد المال العام.
وتأتي هذه الأخبار المنشورة في الصحف بخصوص جهاز الاستخبارات وضباطه لتعزز النظرية المتداولة منذ حوالي ثلاثة أشهر، والتي تتحدث عن عودة الجنرال توفيق إلى تسيير الشأن العام، خاصة بعد إبعاد عمار سعداني زعيم حزب جبهة التحرير الوطني (الأغلبية) بطريقة غريبة وسريعة.
فضلاً عن عودة عدد من المحسوبين على الفريق إلى مواقع المسؤولية، والذين كانوا قد أبعدوا في وقت سابق، كما أن الحملة التي كانت تدور رحاها ضده في بعض وسائل الإعلام توقفت فجأة، فاتحة المجال أمام الكثير من التساؤلات.