عد رئيس تحرير موقع ميدل إيست آي، ديفيد هيرست، أن الخاسر الوحيد من التقارب الروسي التركي الذي بدأ مؤخراً، وتكلَّلت نتائجه في سوريا حتى الآن، هي إيران.
وقال الكاتب البريطاني إن إيران هي العقل المدبر لخطة إعادة رسم خريطة التقسيمات الإثنية والعرقية في وسط سوريا.
فهم لا يريدون وجود أي مناطق يسيطر عليها السنة بين دمشق والحدود اللبنانية.
ولقد جلبت إيران ثلاثمائة عائلة من العراق لتستقر في داريا من ضواحي دمشق، بعد استسلام وخروج المعارضة منها في أغسطس الماضي. وشحنوا إلى سوريا عائلات شيعية لحماية مقام زينب. بمعنى آخر، التخطيط الإيراني استراتيجي وطويل المدى وموغل في الطائفية.
وقال إن الأطراف التي ستخسر نتيجة للحلف التركي الروسي، والذي يحظى بمباركة ترامب، هي المليشيات المدعومة من قبل إيران ووحدات حماية الشعب الكردية. مما تجدر الإشارة إليه وجود توترات بين إيران وبعض الأكراد، وخاصة مع جماعة أكثر ارتباطا بالحزب الديمقراطي الكردي الذي يتزعمه البرزاني، وهي مجموعة معارضة كردية إيرانية مسلحة تعرف باسم الحزب الديمقراطي لكردستان الإيرانية.
وقال إن هؤلاء اتهموا إيران بقصف "كوي سنجق"، وهي بلدة تقع إلى الشرق من إربيل عاصمة كردستان العراق، ما نجم عنه مقتل خمسة من مقاتليهم إضافة إلى شرطي عراقي.
وشهد العام الماضي أول اشتباكات دموية فتاكة منذ سنين عديدة بين مقاتلي الحزب الديمقراطي لكردستان الإيرانية والحرس الثوري الإيراني في شمال غرب إيران. وحتى هذه اللحظة، لا تزال القوات الكردية السورية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، والمدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، مستمرة في زحفها باتجاه الرقة.
وبين أنه ما من شك في أن تحالف الأمر الواقع ما بين روسيا وتركيا واتفاقهما على اقتطاع مناطق نفوذ لكل منهما داخل سوريا سيحظى بمباركة الملك سلمان. فقد وصل الخوف بالسعوديين بسبب التدخل الروسي، وبسبب الاتفاق النووي مع إيران، وكذلك بسبب قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب (جاستا) الذي أجازه الكونغرس الأمريكي، الحد الذي جعلهم يعربون عن استعدادهم لفعل أي شيء يتطلبه الانسجام مع توجهات الإدارة الأمريكية الجديدة.
وقال إن سياستهم الخارجية تقوم أولاً وقبل كل شيء على الخوف، ولهذا السبب أسكتوا جمال خاشقجي أفضل صحفي لديهم وحظروا عليه حتى مجرد التغريد عن الموضوع.