أحدث الأخبار
  • 11:50 . واشنطن تراجع أوضاع 55 مليون أجنبي يحملون تأشيرات دخول سارية... المزيد
  • 11:41 . نتنياهو يأمر بمفاوضات فورية لإطلاق الأسرى ويعتمد خطة احتلال غزة... المزيد
  • 10:32 . التربية تعتمد مواعيد الدوام المدرسي للعام الدراسي الجديد... المزيد
  • 10:30 . اجتماع طارئ "للتعاون الإسلامي" الاثنين لبحث مواجهة احتلال غزة... المزيد
  • 10:29 . السعودية وأمريكا توقعان اتفاقية شراكة عسكرية جديدة... المزيد
  • 12:10 . ماكرون: فرنسا والسعودية تقودان مساراً ملزماً للاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 12:09 . الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري... المزيد
  • 11:34 . استطلاع: أغلبية الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين ودعم المدنيين في غزة... المزيد
  • 10:50 . رغم مخالفته الشريعة وهوية الدولة.. تسجيل 43 ألف عقد "زواج مدني" في أبوظبي منذ 2021... المزيد
  • 10:48 . انخفاض درجات الحرارة وفرصة أمطار غداً في بعض المناطق... المزيد
  • 09:58 . قرقاش: الإمارات ثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وأهالي غزة... المزيد
  • 09:58 . انتخابات تاريخية للمجلس الإسلامي في إثيوبيا بمشاركة أكثر من 13 مليون ناخب... المزيد
  • 02:03 . التربية: إلغاء امتحانات الفصل الثاني وتطبيق منهج الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 02:03 . الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ترامب... المزيد
  • 02:02 . مقتل 27 على الأقل في هجوم على مسجد أثناء صلاة الفجر شمالي نيجيريا... المزيد
  • 10:09 . لجنة برلمانية بريطانية: أبوظبي تمارس قمعًا عابرًا للحدود وانتهاكًا لسيادة المملكة المتحدة... المزيد

الصدمة الإسرائيلية الجديدة

الكـاتب : عبد الله جمعة الحاج
تاريخ الخبر: 31-12-2016


في الثالث والعشرين من ديسمبر 2016 صوّت مجلس الأمن الدولي على قرار أممي يمنع إسرائيل من بناء مستوطنات جديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة ويطالبها بإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية. حظي القرار بأغلبية 14 من أصوات أعضاء المجلس وامتنعت دولة واحدة عن التصويت هي الولايات المتحدة الأميركية، في الوقت الذي لم تستخدم فيه حق النقض (الفيتو) لإفشال تمرير القرار، وهذه هي المرة الأولى في التاريخ التي لم تتخذ فيها الولايات المتحدة موقفاً معارضاً لقرار يمس إسرائيل، وهي بادرة تاريخية، ربما قد تعني الكثير بالنسبة للقضية الفلسطينية وللصراع العربي- الإسرائيلي، في الوقت الذي يتوجب على العرب النظر بتريث إلى المسألة وعدم المبالغة في تفسير الموقف الأميركي الجديد على أنه تحول كبير في مواقف الولايات المتحدة من الممارسات الإسرائيلية غير المسؤولة تجاه الفلسطينيين بشكل عام.

وبالنسبة للحذر والتريث الذي ننادي العرب إلى اتخاذه تجاه مواقف الولايات المتحدة من إسرائيل يعود إلى أسباب موضوعية نراها، خاصة فيما يتعلق بخلافات نشبت بين العديد من رؤساء الولايات المتحدة الأميركية ابتداء بأيزنهاور وانتهاء بباراك أوباما، وهي خلافات كان البعض منها ليس هيناً، وسنعود للحديث عنها في مقال خاص قادم توضيحاً للأمر. والمهم أن عدم استخدام «الفيتو» من قبل الولايات المتحدة لإيقاف قرار مجلس الأمن الخاص بمنع إسرائيل من الاستمرار أثار ردود أفعال وأصداء واسعة حول العالم، مثلما لقي الكثير من الترحيب والاستحسان، وربما إلى درجة الفرح لدى الدول العربية والمواطنين العرب على حد سواء، فهي المرة الأولى التي يتخذ فيها رئيس أميركي ما زال يواصل سلطاته في البيت الأبيض حتى كتابة هذا المقال، موقفاً ليس حامياً أو مسانداً لإسرائيل.

وأهم ردود الأفعال التي ثارت حول القرار هو رد الفعل الإسرائيلي الذي جاء متشنجاً وغاضباً في أقل وصف يمكن أن يوصف به، وجاء ذلك الرد بكل وضوح على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي وصفه بأنه «مخزي». مثل هذا الرد الإسرائيلي ليس مستغربا، فهو رد على موقف جديد من قبل الشريك الأكبر لإسرائيل في هذا العالم، خاصة في أروقة هيئة الأمم المتحدة، وبالأخص في مجلس الأمن الدولي الذي أوقفت فيه الولايات المتحدة جميع القرارات التي كان يمكن أن تُتخذ ضد إسرائيل منذ إنشائها وحتى لحظة اتخاذ هذا القرار.

وما يثير الاستغراب في التصريحات النارية التي أطلقها نتنياهو ضد الأمم المتحدة هو التهديدات التي قال فيها بأنه سيمنع المعونات والمساعدات عن المنظمة الدولية متناسياً حجم إسرائيل الضئيل ذاتها فيها، دع عنك جانباً ما تسهم به من دعم ومعونات ضئيلة جداً لا تساوي شيئاً، هذا إذا كانت تدفع فعلاً مالاً يدعم أنشطة الأمم المتحدة. لقد قال نتنياهو بأنه أصدر أوامره لكي تقوم جميع أجهزة وزارة الخارجية الإسرائيلية بوقف تعاونها مع كافة منظمات وأجهزة ونشاطات الهيئة الدولية، وبأنه سيوقف عنها أموالاً تقدر بسبعة ملايين ونصف المليون دولار أميركي. وهنا يقف المرء ضاحكاً، فمن يصدر عنه مثل هذه التصريحات ربما يعتقد في مخيلته بأن الأمم المتحدة ستنهار في صباح الغد لأن المبلغ الإسرائيلي المشار إليه لن يصل إليها، وبأن دولة عظمى هي التي ستقاطع الأمم المتحدة وليس إسرائيل. على أية حال كان الأجدى والأجدر برئيس الوزراء الإسرائيلي أن يفيق من غفلته وسباته العميق والأوهام التي يغرق فيها هو وغيره من ساسة إسرائيل، فالعالم يتغير والأزمنة دوارة والدنيا سجال، يوم لك ويوم عليك. ما أتمناه شخصياً هو أن يكون قرار مجلس الأمن الدولي بشأن وقف بناء المستوطنات واحتلال الأراضي الفلسطينية هو نقطة البداية لما هو أشد وأمر لإسرائيل مستقبلاً.