أحدث الأخبار
  • 11:50 . واشنطن تراجع أوضاع 55 مليون أجنبي يحملون تأشيرات دخول سارية... المزيد
  • 11:41 . نتنياهو يأمر بمفاوضات فورية لإطلاق الأسرى ويعتمد خطة احتلال غزة... المزيد
  • 10:32 . التربية تعتمد مواعيد الدوام المدرسي للعام الدراسي الجديد... المزيد
  • 10:30 . اجتماع طارئ "للتعاون الإسلامي" الاثنين لبحث مواجهة احتلال غزة... المزيد
  • 10:29 . السعودية وأمريكا توقعان اتفاقية شراكة عسكرية جديدة... المزيد
  • 12:10 . ماكرون: فرنسا والسعودية تقودان مساراً ملزماً للاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 12:09 . الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري... المزيد
  • 11:34 . استطلاع: أغلبية الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين ودعم المدنيين في غزة... المزيد
  • 10:50 . رغم مخالفته الشريعة وهوية الدولة.. تسجيل 43 ألف عقد "زواج مدني" في أبوظبي منذ 2021... المزيد
  • 10:48 . انخفاض درجات الحرارة وفرصة أمطار غداً في بعض المناطق... المزيد
  • 09:58 . قرقاش: الإمارات ثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وأهالي غزة... المزيد
  • 09:58 . انتخابات تاريخية للمجلس الإسلامي في إثيوبيا بمشاركة أكثر من 13 مليون ناخب... المزيد
  • 02:03 . التربية: إلغاء امتحانات الفصل الثاني وتطبيق منهج الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 02:03 . الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ترامب... المزيد
  • 02:02 . مقتل 27 على الأقل في هجوم على مسجد أثناء صلاة الفجر شمالي نيجيريا... المزيد
  • 10:09 . لجنة برلمانية بريطانية: أبوظبي تمارس قمعًا عابرًا للحدود وانتهاكًا لسيادة المملكة المتحدة... المزيد

في روما لن تفعل كما يفعل أهلها!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 31-12-2016


تقول إليزابيث جيلبيرت صاحبة كتاب »طعام، صلاة، حب«، إنها عندما كانت تعاني أزمة ما بعد الطلاق التي عصفت بحياتها وصحتها وكادت تودي بها للموت، قررت أن تحقق رغبة قديمة لطالما حلمت بها، وهي أن تتعلم اللغة الإيطالية، وبعد أن أصبحت الظروف ملائمة لتحقيق هذه الأمنية قررت السفر إلى إيطاليا مباشرة، فقد يسهم ذلك في إخراجها من الوضع النفسي المقلق الذي كانت تتخبط فيه!

ومع يقينها بأهمية ذلك، إلا أنها فكرت فيما يمكن أن يقوله أصدقاؤها وزملاؤها في العمل وأقرباؤها، فلماذا عليها الآن أن تتعلم الإيطالية؟ ما الذي ستجنيه من تعلم اللغة الإيطالية تحديداً؟ لماذا لا تتعلم شيئاً أكثر نفعاً كما يفعل من هم في مثل حالتها؟

ففي مجتمع متحرر، كالولايات المتحدة على الفرد أن يفكر فيما يفضله الناس المحيطون به ويوافقون عليه، أي أن يفعل كما يفعل الآخرون، تماماً كما يؤكد المثل الإنجليزي (إذا كنت في روما فتصرف كالرومان) أو إذا كنت في إيطاليا فافعل كما يفعل أهلها!!

كنت في العاصمة الإيطالية روما قبل أسبوعين، قلت لنفسي لأودع هذه السنة بكل متاعبها الأليمة، على طريقة أهل روما الذين يتعاملون مع الحياة باعتبارها طبق سباجيتي وثياباً أنيقة والكثير من الثرثرة والاستمتاع، لكنك مهما حاولت أن تجاري أهل روما أو الإيطاليين فستجد صعوبة كبيرة، فالإيطاليون يختلفون عن كل شعوب أوروبا الذين زرت مدنهم وتعاملت معهم. ليسوا ببرودة الإنجليز، ولا صلافة الألمان. ولا عنجهية الفرنسيين.

ولا تزمت السويسريين، إنهم يعيشون على طريقتهم، على الطريقة الإيطالية التي تناسبهم تماماً، لأنهم مزيج من كل تلك السمات التي تطبع سكان السواحل والجزر، فهم يشبهون أهل الإسكندرية وبيروت وطنجة، هم في الشمال أكثر تحفظاً وفي الجنوب أكثر دفئاً وتودداً للآخرين، وهم يجدون دائماً طريقة للتفاهم معك حتى لو كانت معرفتهم بالإنجليزية لا تتعدى بضع كلمات!

يقولون لك في أكثر المقاهي رقياً إنه عليك أن تنتظر دورك لكنك ببساطة يمكنك اجتياز الطابور والجلوس على الطاولة الفارغة التي لاحت لك من بعيد، وستبتسم لك النادلة وسيسارع النادل بوضع سلة الخبز وقائمة الطعام أمامك، وستشكر ربك أنك في روما، لأنك لو فعلت ذلك في ألمانيا فتوقع أن يطردك النادل من المطعم بكل جلافة! ستأكل أشهى الأطعمة هناك وستعرف عادات طعام لا يحتملها الإيطاليون، ستلمس مرونتهم مع الوقت، وأن وجبة الغداء يمكن أن تمتد لأكثر من ساعتين ما بين طبق يجيء وآخر يرفع وما بين فنجان كابوتشينو وصحن تيراميسو، الإيطاليون يطهون طعامهم بحرفية ويتناولونه على مهل تاركين مساحات كبيرة للثرثرة والأحاديث الودودة ولكن بصوت عالٍ دائماً! يحدثونك عن الفساد بدقة وأنه السبب في ما هم عليه من أزمات لكنهم يمارسونه بشكل طبيعي جداً!