أحدث الأخبار
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:52 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

أوروبا والإرهاب في عام 2016

الكـاتب : فاطمة الصايغ
تاريخ الخبر: 25-12-2016


ربما كان عام 2016 بالنسبة الى أوروبا عاماً دموياً بامتياز حيث اتسع نطاق العمليات الإرهابية وامتد ليغطي بلداناً أوروبية كان آخرها ألمانيا. وقد اشتدت وتيرة تلك العمليات الإرهابية حتى لم يسلم منها الا القليل من دول اوروبا.

وفي تحليل البعض فإن أوروبا تدفع ثمناً باهظاً نتيجة لمواقفها السياسية السابقة من القضايا العربية والإسلامية أو نتيجة لمواقفها الراهنة من قضايا اللاجئين من الحروب والإبادة الاثنية التي حدثت في مناطق النزاعات المسلحة.

فألمانيا وفرنسا وبلجيكا وبريطانيا قد عانت جميعها من العمليات الإرهابية كما تشعر الولايات المتحدة هي الأخرى بالحذر خوفاً من عمليات ارهابية مشابهة تهدد امنها الداخلي وتشعل ناراً فيها تضيف وقوداً الى قلاقلها الداخلية.

لقد دفعت كل تلك الدول ثمناً باهظاً نتيجة للعمليات الإرهابية التي حدثت على أرضها ذلك الثمن الذي كلفها الكثير من أمنها القومي ومن اقتصادها ومن القيم التي تؤمن بها.

والملاحظ على تلك العمليات الإرهابية أنها ارتكبت تحت غطاء الدين لتغطية مواقف سياسية وأفكار ايديولوجية متطرفة واجندات مشبوهة لا علاقة لها بالدين.

فالإرهابيون الذين يقومون بتلك العمليات ينفذون أجندات سياسية لا دخل لها بالدين ولا بحقوق الإنسان والديمقراطية وإنما لها علاقة بلعبة الأمم والقوى السياسية المتنفذة. وربما يكون عام 2016 قد شهد أكبر عملية تصفية للحسابات السياسية في تاريخ البشرية.

فقد ضرب الإرهاب بلداناً كثيرة وتأثرت اقتصايادت دول أخرى نتيجة للاضطرابات التي عمت العديد من دول العالم الأمر الذي جعل من عام 2016 عاماً صعباً على جميع الصعد بالنسبة لبلدان عديدة.

ونظرة معمقة على الإرهاب وتسلسله نجد أنه بدأ من المشرق ليمتد الى المغرب وينتشر كالسرطان في دول كانت تعتبر بحكم علمانيتها والقيم التي تؤمن بها أنموذجاً للأمن والتعايش السلمي. فما هي اسباب انتشار الإرهاب في تلك الدول؟ وما تعليل ذلك الانتشار بهذه الوتيرة السريعة وفي هذا التوقيت بالتحديد؟ وما هو مستقبل العالم في ظل هذا التهديد الايديولوجي؟

لم تكن دول أوروبا العلمانية والتي فتحت أبوابها للجميع تتوقع يوماً أن يكون الدين مصدراً لتهديد أمنها القومي ومصدراً للقلاقل الداخلية. فقد اتخذت من التشريعات والقوانين ما يجعلها تعتقد أنها في منأى عن أي تهديد ايديولوجي أو ديني.

فهناك عزل تام بين الدين والدولة فلا دخل للدين في سياسات الدولة ولا دخل للسياسة في أمور الدين. أما الحريات المدنية فقد جعلتها متاحة لجميع قاطنيها اعتقاداً منها أن ذلك سوف يكون مصدراً للعدالة الاجتماعية التي هي اساس الأمن ومبعثاً للتعايش بين جميع المواطنين.

وبينما أمنت أوروبا أمنها الداخلي تعاملت بمقياس آخر مع دول المشرق. فلم تتوان في تشجيع النزاعات السياسية والاثنية في دول المشرق ما دام ذلك يصب في مصالحها. ولكن الأمر سرعان ما ارتد اليها. فحينما فتحت حدودها للمهاجرين اليها اعتقاداً منها بأنها تمنحهم فرصة الولوج الى تلك الجنة التي يحلم بها كل إنسان كان ذلك الولوج خطيراً.

فكما تقول التقارير فقد اغتنم بعض المهاجرين الفرصة التي سنحت لهم ليسددوا ضربة الى عنق الدول التي استضافتهم، ولكن لم يضرب هؤلاء الإرهابيون اليد التي امتدت لهم بالمساعدة فقط وإنما أساؤوا الى الأديان السماوية جمعاء حينما ارتكبوا مجازرهم إما في داخل المساجد وإما في الكنائس وإما منتهزين المناسبات الدينية كمولد رسول الإنسانية أو الأعياد الدينية المسيحية الأمر الذي يجعلنا في حيرة من أمر هؤلاء الذين لا دين لهم ولا عقيدة وإنما ينفذون أجندات مشبوهة ويقبضون الثمن.

إن تسلل الإرهاب الى أوروبا يجعلها تشعر بعمق المأساة التي تعيشها بعض من دول المشرق لزمن طويل. فالإرهاب الذي يعيشه الفلسطينيون والذي عاشه العراق وليبيا إنما هو جزء بسيط مما تعيشه دول اوروبا اليوم.

والفرق بسيط. فالإرهاب في دول المشرق تمدد واتسعت رقعته نتيجة ارهاصات كثيرة بعضها كنتاج لسياسات الغرب الخاطئة ولكن الإرهاب في الغرب جاء كنتاج لغياب العدالة الاجتماعية والكيل بمكيالين تجاه دول المشرق.

إن العالم مقبل على مرحلة جديدة في السنوات القادمة وما لم تتكاتف الجهود وتعالج القضايا السياسية العربية من جذورها فإنها سوف تتسبب في تمدد رقعة الإرهاب واشتداد وتيرته ربما الى بلدان أخرى وحيثما تتواجد المصالح الغربية.