عثر على جثة الدبلوماسي القطري، السفير حسن المهندي، في أحد فنادق العاصمة المصرية، في توقيت شديد الحساسية لناحية تصاعد التوتر بين الدوحة والقاهرة، على خلفية تفجير الكنيسة البطرسية.
فقد اتهمت وزارة الداخلية المصرية قادة «الإخوان المسلمين» في قطر بتدريب وتمويل منفذي التفجير الذي أوقع الأحد الماضي، 25 قتيلاً، فيما رفضت الدوحة هذه الاتهامات، معتبرة إياها «ادعاءات» عارية عن الصحة.
المهندي (51 عاماً)، هو نائب رئيس اللجنة الوطنية لحوار الحضارات في دولة قطر، جاء إلى القاهرة لحضور أعمال اجتماع «لجنة نقاط اتصال الدول العربية لدى تحالف الحضارات التابع لمنظمة الأمم المتحدة» التي عقدت في مقر الأمانة العامة للجامعة العربية. وعثر على جثته في داخل أحد فنادق القاهرة.
وسارعت المواقع الإخبارية المقرّبة من النظام المصري إلى التأكيد أن أسباب وفاة الدبلوماسي القطري «طبيعية».
وحسب موقع « فيتو» فإن تحقيقات وكيل نيابة حوادث وسط القاهرة، طاهر رفيق، كشفت أن المهندي كان حضر إلى مصر لحضور مؤتمر جامعة الدول العربية. وتبين أنه تم العثور على جثته ولا توجد فيها أي إصابات، كما تبين من مناظرة الجثة أن الوفاة طبيعية نتيجة أزمة قلبية، وتم إخطار السفارة القطرية، وأكدت استغناءها عن التشريح، وسيتم تسليم جثمانه للدفن.
كذلك، كشفت التحقيقات، وفق المصدر أن سائق الدبلوماسي اكتشف الواقعة بعد اتصاله به عدة مرات، ولم يرد عليه فتوجه بعدها إلى غرفته وتبين وفاته. وأكد تقرير الطب الشرعي أن الوفاة طبيعية، وعدم وجود أي إصابات في الجثة.
عمال الفندق أكدوا، خلال استجوابهم أمام النيابة، عدم صعود أي شخص إلى غرفة المتوفى، بالإضافة إلى فحص كاميرات المراقبة، وتبين عدم دخول أي شخص إلى الغرفة.
ويأتي الحادث تزامناً مع تصاعد التوتر بين البلدين، على خلفية تفجير الكنيسة البطرسية، إذ أعلنت وزارة الداخلية المصرية أن المشتبه به مهاب مصطفى قاسم زار قطر في 2015، وأن قادة في الإخوان المسلمين فروا من مصر، قدموا له دعما لوجستيا وماليا لشن هجمات «إرهابية» في مصر.
في المقابل، نفت الدوحة أي ضلوع لها في الاعتداء، وأعربت وزارة الخارجية القطرية عن «شجبها واستنكارها الشديدين للعمل الإرهابي»، مؤكدة على «موقف دولة قطر الثابت قيادة وحكومة وشعبا على رفض هذه الأعمال الإرهابية مهما كانت دوافعها ومبرراتها». مجلس التعاون يعرب عن انزعاجه من الزج باسم قطر في تفجير الكنيسة البطرسية بالقاهرة.
كما أصدر مجلس التعاون الخليجي بيانا رفض فيه الاتهامات المصرية ومحذرا من أن ذلك يمس بالعلاقات بين مصر ودول الخليج كافة.
ولكن، يرى مراقبون أن الأجهزة المصرية الأمنية سبق أن نفت أية اتهامات بمقتل أو وفاة بعض الزائرين أو المقيمين في حين تؤكد التحقيقات كذب هذه الأجهزة. فالطالب الإيطالي ريجيني قتلته الأجهزة الأمنية بمعرفة السيسي بحسب اتهامات أوروبية ولا تزال ترفض القاهرة الاعتراف بمسؤولية الاغتيال، كما قتلت شقيق أحد قادة حماس بغزة كان يتلقى العلاج قبيل ثورة يناير.