أكد وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن سقوط حلب في أيدي النظام السوري لا يعني نهاية الحرب الدائرة هناك، وأن الشعب والمعارضة على استعداد للمقاومة من أجل تحقيق مطالبهم المشروعة، مشدداً على ضرورة التعامل مع الأزمة في سوريا فوراً.
وأضاف آل ثاني في مقابلة مع برنامج "تحدث مع الجزيرة"، على قناة "الجزيرة الإنجليزية"، الأربعاء(14|12)، أن "الوضع في حلب كارثي، وأن المجتمع الدولي يقف مكتوف الأيدي بصورة مخزية، وغير قادر على تقديم المساعدة الأساسية للمدنيين في حلب".
وشدد على أن مجلس الأمن الدولي فشل في توفير الحماية للسوريين، وأن الدبلوماسية القطرية تقوم بجهد آخر في الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشيراً إلى أن هناك قراراً تبنته كندا وحظي بموافقة 122 دولة ويمكن أن يكون مفيداً في الإعداد للخطوة التالية من أجل حماية المدنيين.
وأوضح الوزير القطري، أنه كانت هناك فرص لإقامة مناطق حظر طيران ومناطق آمنة "وهو ما طالبنا به مراراً، ولو تحققت ما كنا سنرى أزمة تدفق اللاجئين إلى أوروبا من السوريين الذين يفرون من ديارهم، كما سيكون عدد أقل من الضحايا المدنيين".
ودعا إلى "مجهود مشترك" من أجل التوصل إلى حل كلي للأزمة، منوهاً بأنه لا يمكن أن يكون هناك اتفاق دولي على الحرب ضد تنظيم "الدولة" أو القاعدة؛ "لأن هذه التنظيمات جاءت نتيجة للأعمال الوحشية والجرائم التي ارتكبها النظام السوري".
وحذر من أن استمرار الفوضى "ستوفر مناخاً مناسباً لنمو التطرف وستكون هناك جماعات أكثر تشدداً وأكثر وحشية".
وفيما يتعلق بإمكانية استئناف المفاوضات قريباً بين المعارضة والنظام السوري، قال آل ثاني: "نحن نضغط بشكل كبير على المعارضة، ولكن يجب على حلفاء النظام أن يضغطوا عليه من أجل الجلوس على طاولة المفاوضات والانخراط في مفاوضات جادة".
وتتعرض حلب لمجازر من قوات النظام السوري بدعم من غارات روسية، وحصار وقصف جوي مركز على المنطقة دام نحو 5 أشهر، وهو ما قلص مناطق سيطرة المعارضة إلى جزء صغير من المدينة تجمعت فيه قوات المعارضة ونحو 100 ألف نسمة من المدنيين.