يقول مسؤولون إسرائيليون إن بيع واشنطن مقاتلات متطورة لقطر والكويت والامارات تهديد فعلي لها، إلا إذا وصلت قيمة المساعدات الأميركية لإسرائيل إلى 50 مليار دولار على امتداد 10 سنوات، فبذلك تستطيع أن تزيد عدد مقاتلات أف-15 الجديدة في ترسانتها الجوية.
تهدد معارضة إسرائيل لبيع الولايات المتحدة قطر مقاتلات أف-15 أس إي "سايلنت ايغل" بتوقف انتاج هذه الطائرة المتطورة في معامل شركة بوينغ، ما لم تتحرك واشنطن ضد رغبات اقرب حليفاتها في الشرق الأوسط، أو توافق على منح إسرائيل مليارات إضافية من المساعدات لتمكينها من تقديم طلبياتها هي لشراء المزيد من هذه الطائرات.
خوف من قطر
وأسفر قلق إسرائيلي من إمكان توقيع الولايات المتحدة صفقة اسلحة مع قطر التي تريد بناء اسطول يضم نحو 72 طائرة مقاتلة عن عامين من التأخير الذي دفع الدوحة إلى التوجه نحو شراء طائرة رافال الفرنسية كبديل عن قسم من المقاتلات التي اعتزمت في البداية شراءها من الولايات المتحدة.
وقال مصدر رسمي إسرائيلي لمجلة "ديفينس نيوز"، بحسب الموقع الإخباري "إيلاف"، إن إسرائيل لا تريد أن تتحمل مسؤولية غلق خط الانتاج، "لكن اصدقاءنا الأميركيين يتفهمون في الوقت نفسه أن لدينا مشكلات جدية مع قطر"، علمًا أن الجميع يعرف أن دول الخليج العربية، وتحديدًا الكويت وقطر والإمارات، تعاني ضعفا في العامل البشري، وهي الدول الخليجية الثلاث التي تسعى إلى عقد صفقات تسليح مع الولايات المتحدة تعطلها واشنطن بمماطلتها.
وصرح هذا المسؤول ومسؤول آخر في مجلس الوزراء الإسرائيلي تقاعد أخيرًا طالبين عدم كشف اسميهما أن معارضة إسرائيل لبيع طائرات أميركية متطورة إلى الدوحة نابعة من "دعم قطر لجماعات اسلامية متطرفة".
قال المسؤول السابق في مجلس الوزراء الإسرائيلي إن "قطر تساعد حركة حماس بصورة مباشرة ولديها ايديولوجيا تدعم متطرفين مثل جماعة الاخوان المسلمين". كما أعربت إسرائيل عن مخاوفها من بيع طائرات حربية متطورة إلى دول خليجية أخرى.
وقال مسؤول إسرائيلي في هذا الشأن: "نحن قلقون من نوعية مقاتلات الخطوط الأمامية التي يجرى إدخالها في المنطقة وكمياتها الضخمة، وقلقون من تأثير هذه القدرات على تفوقنا العسكري النوعي".
وأضاف: "لا نستطيع أن نتجاهل الكمية الضخمة من المعدات العسكرية المتطورة التي تتدفق على منطقة ينتشر فيها عدم الاستقرار".
مماطلة أميركية
كانت مخاوف إسرائيل هذه تسببت في تأخير صفقة لبيع مقاتلات أميركية متطورة إلى الكويت. ونقلت مجلة "ديفينس نيويز" عن عبد الله الشايجي، استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت والمحاضر في كلية مبارك العبد الله للقيادة والأركان المشتركة، قوله إن التأخيرات الأميركية تثير قضايا خطيرة تتعلق بالثقة بالادارة الأميركية.
وأشار الشايجي إلى أن هناك إحساسًا في دول الخليج بأن الولايات المتحدة باعتها لصالح التقارب مع الإيرانيين، مشددًا على تنامي الشعور بعدم الثقة بين القادة الخليجيين والولايات المتحدة. وقال الشايجي إنه يأمل بأن ينتبه الأميركيون لمعالجة هذا النقص في الثقة الموجود منذ عامين.
وكان ثلاثة اعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي اعربوا عن امتعاضهم من تسويفات البيت الأبيض في اصدار موافقته على عقد المقاتلات مع الكويت.
وبحسب "إيلاف"، فمن صفقات الأسلحة الأخرى التي تعطلها واشنطن صفقة بيع 30 طائرة أف-16 للامارات وتحديث اسطولها الذي يضم 60 طائرة من هذه الطائرات. وقال وزير الدفاع الأميركي السابق وليام كوهين، الرئيس التنفيذي لمجموعة كوهن، إن دول الخليج محل ثقة في ما يتعلق بضوابط استخدام هذه الأسلحة ومراقبة نقل المعدات والتكنولوجيا الأميركية.
وأضاف أن صانعي السياسة أُحيطوا علمًا بأنهم إذا ارادوا الاستمرار في هذه العلاقة مع دول الخليج فيجب أن يدركوا أن الامارات والشركاء الخليجيين يستطعيون أن يذهبوا "إلى الروس والصينيين وغيرهم من المجهزين الآخرين".