شنت قوات بشار الأسد، اليوم الجمعة، قصفاً عنيفاً ومتواصلاً على شرقي حلب، ما أجبر السكان على البقاء في منازلهم بعد ليلة شهدت اشتباكات عنيفة في جنوب المدينة.
وأوردت وسائل إعلام محلية أن القصف العنيف أودى بحياة 25 مدنياً كما أدى إلى إصابة 150 آخرين، وذلك بعد سقوط أكثر من 110 قتلى في الـ48 ساعة السابقة.
وفي اليوم الرابع لاستئناف قوات الأسد قصفها على الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة، ظلت الطائرات في الأجواء، وفور غيابها يبدأ قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية، بحسب وكالة "فرانس برس".
واستهدف القصف صباحاً أحياء عدة، بينها مساكن هنانو والفردوس والهلك وبستان الباشا وبستان القصر وطريق الباب والصاخور، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفشلت فرق الإسعاف في التوجه إلى الأماكن التي تم استهدافها بسبب شدة القصف بالصواريخ والقذائف.
وأشار المرصد إلى أن سكاناً في مساكن هنانو يطلبون الإسعاف، لكن الفرق غير قادرة على الوصول إليهم.
وكان القصف عنيفاً الخميس أيضاً، واشتد مساء وحتى منتصف الليل، وكانت الأبنية ترتج نتيجة قوة الغارات.
وشهدت الليلة الماضية اشتباكات عنيفة في حي الشيخ سعيد الذي تسعى قوات النظام للتقدم فيه في جنوب الأحياء الشرقية.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن: "الاشتباكات عنيفة جداً، وترافقت مع قصف مدفعي متبادل"، مشيراً إلى أن قوات الأسد تقدمت لفترة قصيرة قبل أن تصدها الفصائل المعارضة.
وردت الفصائل المعارضة على التصعيد العسكري في شرق حلب بإطلاق "أكثر من 15 قذيفة صاروخية" بعد منتصف الليل على الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، وبينها الجميلية والإسماعيلية وبستان الزهرة وسليمان الحلبي.
واستأنفت قوات الأسد، الثلاثاء، قصف الأحياء الشرقية التي تحاصرها منذ نحو أربعة أشهر، وذلك بعد توقف القصف لنحو شهر، ووثق المرصد السوري مقتل 65 مدنياً على الأقل خلال أربعة أيام من القصف الجوي والمدفعي.
ويعيش أكثر من 250 ألف شخص في الأحياء الشرقية في ظروف مأساوية وحصار كامل من قبل قوات النظام، وفقاً للأمم المتحدة.
وتزامن التصعيد العسكري في مدينة حلب مع إعلان روسيا، حليفة الأسد، حملة واسعة النطاق في محافظتي إدلب (شمال غرب) وحمص (وسط).
و فيما كان مراسل "الجزيرة" عمرو حلبي، يعد تقريره من داخل مستشفى ميداني عن استهدف الطيران الحربي، الجمعة، لحي هنانو بحلب المحاصرة بقنابل غاز الكلور، تلقى المستشفى ذاته، الذي يضم قسماً لحاضنات الخدج، غارة أدى إلى خروجه عن العمل.
ووصلت عدة حالات اختناق إلى المستشفى الميداني جراء إلقاء مروحيات النظام السوري براميل متفجرة تحوي غاز الكلور على حي هنانو والأرض الحمرة في مدينة حلب المحاصرة، بحسب ما أظهر التقرير الذي بثته الجزيرة، منها أب وطفليه أحدهما رضيع.
وأثناء وجود الصحفيين، استهدف الطيران المستشفى ذاته بقنابل مظلية أدت إلى خروجه عن العمل جراء الدمار الذي لحق به، ما أحال المشفى المتواضع أصلاً إلى حالة الفوضى والدمار، وخلق زوبعة غبار يمكن أن تؤذي المرضى الخدج، وأولائك الذين يعانون الاختناق من غازات الكلور.
وسادت حالة من الهلع بين طاقم المستشفى ومرضاه، وأظهر التقرير المصور تمالك الطاقم لنفسه بغية إخراج المرضى، إلا أن ممرضتان كانتا تخرجان الخدج من الحاضنات انهارتا من البكاء.
ولم يجد طاقم المستشفى مكاناً لحضن الأطفال الخدج، إلا بطانيّات على أرضية في مكان آخر.