أحدث الأخبار
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

«تغربلنا!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 15-11-2016


لأنهم كانوا حمقى بشكل كافٍ فقد كانوا يضعون أضعف واحد في منتخب فريجهم حارساً للمرمى، ولأننا كنا على عكسهم فقد كان يكفي أن نغمز لـ«حسون سنافر» بأن يسقط نفسه في منطقة جزائهم ثم ينظر بتلك الطريقة إلى الحكم وهي الطريقة التي يسميها البعض «الأدب الإنجليزي»، أي إنها نظرة ظاهرها العتاب وباطنها يشي بأنه لن يعود إلى منزله سالماً إن لم يحتسب ضربة جزاء، ولأنني كنت صاحب الكرة فمن الطبيعي أن أقوم بالتسديد، كانوا يقولون لي حين تطيش ضربتي كما هي العادة: الله يغربلك ضيعتنا! ولكنني في ذلك اليوم الذي استقرت فيه كرتي بطريقة ما «في المقص»، لأنني قصدت أن أضربها في وجه حارسهم الضعيف فقد غيروا من دعوتهم لتصبح: الله يغربلك فنان!

تمر الأيام وتقف على بوابة المطار مودعاً أهلك وأصدقاءك رغبة منك في أن تكون أصواتهم هي زادك الأخير في رحلة الغربة التي ستستمر لسنوات، يحتضنك أحدهم بحب وهو يعتصر ما تبقى من روحك التي تركت الكثير منها هنا، ويقول: الله يغربلك بنشتاقلك!

«الله يغربلك وينك؟» هي أول كلمة تسمعها حين يفتقد أحدهم صوتك.

«الله يغربلك سويتها!» كانت بمثابة البديل عن «بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما على خير» في ليلة عرسك.

«الله يغربلك، ريال!» هي كل ما جاءك من ردود حين رزقت بأبنائك البكر.

«الله يغربلك كشيخ» هي بمثابة جملة للإعراب عن إعجاب المقابل بلبسك، أو لون شورتك الجديد، أو حلاقة اللحية والشنب بطريقة تواكب فيها موضة لم تعد تنتمي لجيلها.

وهكذا يعبر الجميع عن حبهم لك بدعوات بالغربلة، والغربلة كما هو واضح من لفظها هي أن يتم وضعك في «غربال» كالذي كان يستخدم في تنقية الحبوب وغيرها، ويتم خضك خضاً يزيل ما علق بك من شوائب، ولهذا فالدعاء في ظاهره محمود، ولكن المجتمع حوله على دعاء على من يطلق عليه، ألم أقل لكم بأنه «أدب إنجليزي».

ولهذا فلا تسألني عن سبب وجود كل تلك العراقيل في حياتك.

لا تسأل عن هذا العدد الغريب من المطبات في العمل والأسرة والفريق الذي تشجعه، وطبيعة الأحجار السبع التي تختارها في «الدومنه».

لا تسألني لماذا تبلغ فاتورة مخالفاتك المرورية في كل شهر ضعف فاتورة راتبك الوظيفي؟!

لا تسألني لماذا تسير الأمور كلها بشكل جيد إلى أن تصل للحظة التنوير فترى كل تلك الأمور وقد انهارت دفعة واحدة بلا سبب واضح؟! حتى في ما تقرأه من روايات؟! رواية بوليسية جميلة بنهاية مفتوحة مشوشة، إنك تتغربل يا صديقي! أنت رجل محفوف بدعوات التوفيق من مهدك إلى لحدك، فلا تستغرب إذا وصلت إحداها إلى أبواب السماء!