أحدث الأخبار
  • 10:03 . مظاهرات عالمية واسعة تطالب بإنهاء الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 06:18 . أكثر من 12 ألف عملية اختراق عبر شبكات "الواي فاي" في الإمارات منذ بداية العام... المزيد
  • 12:25 . محمد بن زايد يزور أنغولا لتعزيز التبادل الاقتصادي... المزيد
  • 12:06 . انسحاب فرق موسيقية من مهرجان في بريطانيا بعد إزالة علم فلسطين... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تعلن إدخال أكثر من 300 شاحنة مساعدات إلى غزة منذ فتح المعابر... المزيد
  • 11:31 . وزارة التربية تكشف عن التوقيت الرسمي المعتمد للمدارس الحكومية... المزيد
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد
  • 12:44 . جيش الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين في غزة... المزيد
  • 12:43 . استقالة وزير خارجية هولندا بسبب موقف حكومة بلاده من العدوان الصهيوني على غزة... المزيد
  • 12:11 . عبد الله بن زايد ورئيس وزراء مونتينيغرو يبحثان تعزيز العلاقات والتعاون المشترك... المزيد
  • 12:10 . "إيكاد" تفضح تلاعب الناشطة روضة الطنيجي بمصادر أمريكية لتشويه الجيش السوداني... المزيد
  • 11:29 . زيارة سرية لمساعد نتنياهو إلى أبوظبي لإصلاح العلاقات وسط مخاوف من هجمات محتملة... المزيد
  • 11:26 . الإمارات تسلّم مطلوبَين دوليين إلى فرنسا وبلجيكا في قضايا اتجار بالمخدرات... المزيد
  • 09:55 . واشنطن تستهدف شبكات وسفن مرتبطة بالنفط الإيراني بينها شركات في الإمارات... المزيد
  • 09:54 . حماس: إعلان المجاعة بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الحرب ورفع الحصار... المزيد

السعودية ونظام السيسي: إصلاح ما أفسد الدّهر؟

الكـاتب : أحمد بن راشد بن سعيد
تاريخ الخبر: 09-11-2016


العلاقات بين السعودية والنظام الحالي في مصر ليست على ما يُرام. والمتتبّع لخطابات رموز دعاية النظام يلحظ بجلاء مدى الهوّة التي وصلت إليها هذه العلاقات. شكّل تصويت مندوب النظام في مجلس الأمن تأييداً لقرار روسي بشأن حلب صدمة عميقة للرياض التي راهنت على موقف مصري يحدّ من وحشيّة العدوان على سوريا، ويعيد شيئاً من التوازن إلى الساحة التي يعربد فيها الحلف الإيراني الروسي. 
لكنّ التصويت لم يكن المشكلة الوحيدة. تشعر الرياض بخيبة أمل، لأنها تعتقد أنها استثمرت كثيراً في نظام عبد الفتاح السيسي، لكي يعينها على نوائب الدهر، فإذا هو يعضّ اليد التي أحسنت إليه، وكأنها تتمثّل بقول الشاعر: أعلّمه الرمايةَ كلّ يومٍ/فلمّا اشتدّ ساعدُهُ رماني. وقديماً قال زهير: ومن يجعل المعروفَ في غير أهلِهِ/يكنْ حمدُهُ ذمّاً عليه ويندمِ. وقال أبو الطيب: إذا أنت أكرمتَ الكريم ملكتَهُ/وإنْ أنت أكرمتَ اللئيمَ تمرّدا.
لا يبدو أنّ هذه العلاقات ستشهد تحسّناً، فضلاً عن تحالف، في المدى المنظور. وأقصى ما يُطمح إليه في هذا الصّدد هو استقرار يرضى فيه الطرفان بتعاون فيما يتفقان عليه، وتجاهل لما يختلفان بشأنه. وحتى هذا الاستقرار المنشود لن يكون «مريحا؛ فالرياض والقاهرة قطبا رحى وفرَسا رهان في المنطقة، وسيكون من الصعب، بل من المتعذّر، تناسي خلافات تشتعل تحت الرماد وتُؤذِن بالحريق. حاولت الرياض مراراً تغليب المصالح المشتركة على الخلافات البينيّة مراهنةً على يقظة في أوساط النظام في القاهرة، لكن المشكلة أنّ الثقافة التي يصدر عنها النظام تحتقر السعودية ودول الخليج وتنظر إليها بوصفها «أنصاف دول» و «ملكيّات رز»، أو «أبقار» لا تملك غير درّ الحليب، وتفتقد ما يؤهلها لقيادة المنطقة. 
هذه الثقافة لم تفصح عنها التسريبات الشهيرة وحدها، بل هي ثقافة العسكر في مصر منذ عام 1952، ويُعيد إنتاجها كل يوم أبواق النظام: إبراهيم عيسى، يوسف الحسيني، أحمد موسى، هم فقط أبرز الأسماء.
في الحقيقة، يبدو نظام السيسي منسجماً مع سبب وجوده وطبيعة ميلاده، فهو ثمرة لانقلاب انتقم من إرداة شعبية بطريقة دموية، ولهذا من الطبيعي أن يتماهى مع منظومة الاستبداد الكونية، وأن ينحاز إلى سفّاح الشام، ويغازل الدبّ الروسي، وربما يرتمي في أحضان ملالي طهران. لا مفاجأة هنا. لا يمكن أن ينضح إناء السيسي بغير ما فيه. الذي أثار النزاع بين الرياض ونظام السيسي هو أن النظام يريد «الرز» فقط، أما أمور السياسة، فهو أدرى بها، ولا شأن للسعودية بتحالفاته ولا باختياراته. بمعنى آخر: يلجأ السيسي إلى «الابتزاز»؛ ادفعوا أو سأسلّط ماكينة دعايتي عليكم. ماذا لو أوقفت السعودية شحنات الوقود في شهر تشرين الأول (أكتوبر)؟ حسناً، السيسي يمكن أن يلجأ إلى الحكومة الشيعية في العراق ليحصل على بديل. 
ماذا لو أوقفت السعودية الشحنات للشهر الثاني على التوالي؟ يمكن الإعلان عن سفر وزير البترول إلى طهران، ثم التراجع عن ذلك بسرعة، ليّاً للذراع السعودية. لا عبرة بالطبع لوسائط الدعاية الممجّدة للسيسي في الخليج، وعلى رأسها قناة العربية، التي تجاهلت تماماً خبر إعلان زيارة وزير البترول، طارق الملّا، لإيران، والذي بثّته رويترز، ثم أبرزت بحماس نفي الوزير له في أبو ظبي، بعد أن قدّم له مسؤولون خليجيون وعوداً نفطية مقابل التخلّي عن زيارة إيران.
لا تريد الرياض التصعيد في الملف المصري، وتصرّ حتى الآن على تفادي المواجهة، ولا أدلّ على ذلك من اختيارها النأي عن موقف مواطنها إياد مدني، أمين منظمة التعاون الإسلامي، الذي تهكّم بحديث السيسي عن ثلاجته الخالية إلا من الماء. لكن ما ينبغي أن تدركه الرياض أن كل «المسكّنات» لن تفلح في تأهيل نظام خرج من رحم الاستبداد، ويقتات عليه. وكما قال البحتري: إذا ما الجرحُ رُمَّ على فسادٍ/تبيّن فيه إهمالُ الطبيبِ!;