أحدث الأخبار
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:24 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد

السعودية ونظام السيسي: إصلاح ما أفسد الدّهر؟

الكـاتب : أحمد بن راشد بن سعيد
تاريخ الخبر: 09-11-2016


العلاقات بين السعودية والنظام الحالي في مصر ليست على ما يُرام. والمتتبّع لخطابات رموز دعاية النظام يلحظ بجلاء مدى الهوّة التي وصلت إليها هذه العلاقات. شكّل تصويت مندوب النظام في مجلس الأمن تأييداً لقرار روسي بشأن حلب صدمة عميقة للرياض التي راهنت على موقف مصري يحدّ من وحشيّة العدوان على سوريا، ويعيد شيئاً من التوازن إلى الساحة التي يعربد فيها الحلف الإيراني الروسي. 
لكنّ التصويت لم يكن المشكلة الوحيدة. تشعر الرياض بخيبة أمل، لأنها تعتقد أنها استثمرت كثيراً في نظام عبد الفتاح السيسي، لكي يعينها على نوائب الدهر، فإذا هو يعضّ اليد التي أحسنت إليه، وكأنها تتمثّل بقول الشاعر: أعلّمه الرمايةَ كلّ يومٍ/فلمّا اشتدّ ساعدُهُ رماني. وقديماً قال زهير: ومن يجعل المعروفَ في غير أهلِهِ/يكنْ حمدُهُ ذمّاً عليه ويندمِ. وقال أبو الطيب: إذا أنت أكرمتَ الكريم ملكتَهُ/وإنْ أنت أكرمتَ اللئيمَ تمرّدا.
لا يبدو أنّ هذه العلاقات ستشهد تحسّناً، فضلاً عن تحالف، في المدى المنظور. وأقصى ما يُطمح إليه في هذا الصّدد هو استقرار يرضى فيه الطرفان بتعاون فيما يتفقان عليه، وتجاهل لما يختلفان بشأنه. وحتى هذا الاستقرار المنشود لن يكون «مريحا؛ فالرياض والقاهرة قطبا رحى وفرَسا رهان في المنطقة، وسيكون من الصعب، بل من المتعذّر، تناسي خلافات تشتعل تحت الرماد وتُؤذِن بالحريق. حاولت الرياض مراراً تغليب المصالح المشتركة على الخلافات البينيّة مراهنةً على يقظة في أوساط النظام في القاهرة، لكن المشكلة أنّ الثقافة التي يصدر عنها النظام تحتقر السعودية ودول الخليج وتنظر إليها بوصفها «أنصاف دول» و «ملكيّات رز»، أو «أبقار» لا تملك غير درّ الحليب، وتفتقد ما يؤهلها لقيادة المنطقة. 
هذه الثقافة لم تفصح عنها التسريبات الشهيرة وحدها، بل هي ثقافة العسكر في مصر منذ عام 1952، ويُعيد إنتاجها كل يوم أبواق النظام: إبراهيم عيسى، يوسف الحسيني، أحمد موسى، هم فقط أبرز الأسماء.
في الحقيقة، يبدو نظام السيسي منسجماً مع سبب وجوده وطبيعة ميلاده، فهو ثمرة لانقلاب انتقم من إرداة شعبية بطريقة دموية، ولهذا من الطبيعي أن يتماهى مع منظومة الاستبداد الكونية، وأن ينحاز إلى سفّاح الشام، ويغازل الدبّ الروسي، وربما يرتمي في أحضان ملالي طهران. لا مفاجأة هنا. لا يمكن أن ينضح إناء السيسي بغير ما فيه. الذي أثار النزاع بين الرياض ونظام السيسي هو أن النظام يريد «الرز» فقط، أما أمور السياسة، فهو أدرى بها، ولا شأن للسعودية بتحالفاته ولا باختياراته. بمعنى آخر: يلجأ السيسي إلى «الابتزاز»؛ ادفعوا أو سأسلّط ماكينة دعايتي عليكم. ماذا لو أوقفت السعودية شحنات الوقود في شهر تشرين الأول (أكتوبر)؟ حسناً، السيسي يمكن أن يلجأ إلى الحكومة الشيعية في العراق ليحصل على بديل. 
ماذا لو أوقفت السعودية الشحنات للشهر الثاني على التوالي؟ يمكن الإعلان عن سفر وزير البترول إلى طهران، ثم التراجع عن ذلك بسرعة، ليّاً للذراع السعودية. لا عبرة بالطبع لوسائط الدعاية الممجّدة للسيسي في الخليج، وعلى رأسها قناة العربية، التي تجاهلت تماماً خبر إعلان زيارة وزير البترول، طارق الملّا، لإيران، والذي بثّته رويترز، ثم أبرزت بحماس نفي الوزير له في أبو ظبي، بعد أن قدّم له مسؤولون خليجيون وعوداً نفطية مقابل التخلّي عن زيارة إيران.
لا تريد الرياض التصعيد في الملف المصري، وتصرّ حتى الآن على تفادي المواجهة، ولا أدلّ على ذلك من اختيارها النأي عن موقف مواطنها إياد مدني، أمين منظمة التعاون الإسلامي، الذي تهكّم بحديث السيسي عن ثلاجته الخالية إلا من الماء. لكن ما ينبغي أن تدركه الرياض أن كل «المسكّنات» لن تفلح في تأهيل نظام خرج من رحم الاستبداد، ويقتات عليه. وكما قال البحتري: إذا ما الجرحُ رُمَّ على فسادٍ/تبيّن فيه إهمالُ الطبيبِ!;