أثنى أحمد الطيب، شيخ الأزهر، خلال كلمته خلال افتتاح الجولة الرابعة من الحوار بين حكماء الشرق والغرب بأبوظبي على دولة الإمارات.
وقال الطيب إن هذا الاجتماع، هو الأوَّلُ من نوعهِ في الشَّرقِ العربيِّ، وتحديدًا في دولةِ الإمارات، نموذجًا يُقتدى به في الانفتاح المتوازن والتطوُّر المحسوب بدقَّةٍ، والجمع بين القديم والجديد، والأصالة والمعاصرة، والتُّراث والحداثة" على حد قوله.
وأضاف، "وما أظنُّ أنَّ تاريخَنا العربي المُعاصر سبق أن سجَّل لقاءً بين حُكَمَاء المسلمين وحكماء المسيحيين من أتباع الكنيسة الإنجيليَّة، وفي ظِلِّ اجتماعٍ مُحَدَّدِ الأهدافِ والغاياتِ، كاجتماعِ اليوم الذي نعوِّلُ عليه كثيرًا –بعد الله تعالى – في اتخاذِ خُطوةٍ جديدةٍ على طريقِ بناءِ عالَمٍ متكامِلٍ ومتفاهِمٍ، للعملِ من أجلِ تخفيفِ ما يُعانيه الناسُ –اليوم-من رُعبٍ وألم ودماء وحروب".
وقال إنَّ "أكثرَ المآسي التي تُعاني منها البشريةُ اليوم مرَدُّها إلى شيوعِ الفكرِ المادي، وفلسفات الإلحاد، والسياسات الجائرة التي أدارت ظهرَها للأديان الإلهية، وسَخِرَت منها ومن تعاليمها، ثم أخْفقَت إخفاقًا كبيرًا في توفير بدائل أخرى غير الدِّين، تُحقِّق للإنسان قَدْرًا من السعادة، أو أملًا في حياةٍ ذات مغزى وهدف، أو تضمَن له حقوقًا كالتي تضْمنُها له الأديان الإلهيَّة".
وترأس الطيب الأربعاء، الجولة الرابعة من الحوار بين حكماء الشرق والغرب، بحضور جاستن ويلبي، رئيس أساقفة كانتربري، رئيس الطائفة الأسقفية الإنجليكانية، وممثلي الطائفة الأسقفية الإنجليكانية، وأعضاء مجلس حكماء المسلمين، بالإمارات.
يذكر أن الحوار بين حكماء الشرق والغرب انطلق في يونيو قبل الماضي، بمدينة فلورنسا الإيطالية بمبادرة من مجلس حكماء المسلمين بهدف نشر التعايش والسلام، فيما احتضنت باريس الجولة الثانية من هذا الحوار الذي انعقدت ثالث جولاته في مدينة جنيف بسويسرا مطلع أكتوبر الماضي.
وفي نهاية نوفمبر ستقام الجولة الخامسة في مصر في منتصف 2017 وسيحضره البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان.
يشار إلى أنه في الوقت الذي يطوف فيه شيخ الأزهر للبحث عن انسجام وتنوع ديني لا تزال مصر تعاني من انتهاكات حقوقية خطيرة للغاية سواء في ملف المسلمين أنفسهم حيث يسمح لتيارات دينية معينة بالظهور والعمل وتقمع تيارات أخرى.
وتعاني مصر اضطهادا دينيا واسع النطاق يشمل عموم الشعب المصري بغالبيته المسلمة السنية وذلك لأسباب سياسية تتعلق بالانقلاب، إضافة إلى الأقباط المصريين الذين يشتكون التمييز الديني وتقع بينهم وبين المسلمين قتال طائفي عنيف لا يكون للأزهر فيه سوى إصدار البيانات دون رعاية حوار حقيقي بين الأقباط والمصريين، وهو الأمر الذي يدفع المراقبين للتشكيك بأهداف هذه المؤتمرات في الوقت الذي تعاني فيه دولة كمصر عنفا طائفيا متكررا من جهة، وغياب التسامح في دولة الإمارات مع قطاعات واسعة من الشعب الإماراتي من جهة ثانية، على ما يفيد ناشطون إماراتيون.