أحدث الأخبار
  • 09:21 . الإمارات تُدين بشدة إطلاق الاحتلال النار على الدبلوماسيين في جنين... المزيد
  • 07:20 . وسط الأزمة مع الجزائر.. أبوظبي تتوسع في المغرب بصفقة تتجاوز 14 مليار دولار... المزيد
  • 07:09 . إيران: علاقتنا مع السعودية في "وضع ممتاز" وتعاون اقتصادي يلوح في الأفق... المزيد
  • 11:20 . البنتاغون يقبل رسميا الطائرة الفاخرة التي أهدتها قطر للرئيس ترامب... المزيد
  • 11:10 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره الأذربيجاني تعزيز فرص التعاون... المزيد
  • 11:03 . مقتل جنديين في هجوم على قاعدة جوية روسية في سوريا... المزيد
  • 10:57 . طالب إماراتي يحصد المركز الأول في الكيمياء بمعرض "ISEF"الدولي... المزيد
  • 10:54 . أمريكا: مقتل موظفيْن بسفارة الاحتلال الإسرائيلي في إطلاق نار أمام المتحف اليهودي بواشنطن... المزيد
  • 10:16 . صحوة متأخرة للضمير الأوروبي... المزيد
  • 10:05 . "فلاي دبي" تستأنف رحلاتها إلى دمشق بعد 12 عاماً من التوقف... المزيد
  • 07:36 . قوات الاحتلال تطلق النار على دبلوماسيين في جنين.. وإدانات دولية واسعة... المزيد
  • 07:17 . بجوائز تبلغ 12 مليون درهم.. إطلاق الدورة الـ28 من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم... المزيد
  • 06:50 . لماذا تُبقي الشركات على المدير السيئ؟... المزيد
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد

ثلاجة السيسي.. وكلب أم كلثوم!

الكـاتب : أحمد بن راشد بن سعيد
تاريخ الخبر: 02-11-2016


حدّث سهم بن كنانة، قال:
حصل في سنة 1438 للهجرة أن خطب والي مصر في مؤتمر للشباب، فأشعرهم بالخوف والارتياب، بل أقفل في وجوههم الأبواب، ليتلقّوا البؤس بالتّرحاب، ويرضوا من الغنيمة بالإياب، وكان ذلك الرجل من أغرب الحكّام، إذ لم يكن يُحسن حتى الكلام، فكان إذا خطب أتى بالعجائب، وتسبّب في النوائب، وربما بالغ وأساء، وخبط خبط عشواء، واسترسل خارج النّص، فأصبح مادّةً للقَص، وتلفّظ بما يصعب تفسيرُه، ويتعذّر على حاشيته تبريرُه.
قال سهم بن كنانة: وبدا الوالي مُتوتّر الأعصاب، وهو يتحدث عن نفسه إلى الشباب، فزعم أنه عانى من الفقر في صباه، ولم يستمتع بحلاوة الحياة، فاتّخذ الصّبر جُنّة، ليتغلّب على تلك المحنة، ومن طريف ما قال، أنه كان ذا مال، ولكنّه كان فقير الحال، لا يملك شيئاً من الحطام، ولا يعبأ به أحدٌ من الأنام، وأقسم بالله أنه مرّت به عشرٌ عِجَاف، لا يأكل فيها حتى الخبز الجاف، فكانت معدتُه خاوية، لأنّ ثلّاجتَه كانت خالية، تصفِرُ فيها الرّيحْ، وتخبو حولها المصابيح، كأنها زهرة تحتاج إلى تلقيح، ولم يكن فيها غير الماء، فسبحان من صبّره على اللأواء.
قال سهم بن كنانة: وسارت بقصّة الثلّاجة الركبان، ولم يصدّقها إنسٌ ولا جان، إذ كيف يكون عند امرىءٍ ثلّاجة، ثم لا يملكُ فيها حتى دجاجة، وأصبحت ثلاجة الوالي فاكهة المجالس، وحديث القائم والجالس، وكانت الثلّاجة مستودعاً للزاد، وبلاغاً للحاضر والباد، فأصبحت رمزاً للاضطهاد، والسنين الشّداد، وتغنّى الشعراء بثلاجة الوالي في قصائدهم، فقال أحدهم:
من أجل عينيكِ صار الشّعرُ أغنيةً
للحبِّ يُلهمُها صدقُ الأحاسيسِ.
قلبي عُبابٌ من الأشواق مُلتطمٌ
وقلبُ فاتنتي ثلّاجةُ السيسي
قال سهم بن كنانة: وتردّدت في العالم الأصداء، وانتشرت تعليقاتُ الظرفاء، وعرّض أمين منظمة «التعاون الإسلامي» بخلوّ ثلاجة الوالي من الماء، فقذفه حاشيته بالسّباب، ونبزوه بالألقاب، وجرّعوه الويل، ونالوا منه كلّ النّيْل، فهاله ما أصابه، واعتذر بأنه إنما أراد الدُّعابة، وامتدح الوالي ومناقبه، وأكّد أن رؤيته ثاقبة، وقد صدق في كلامه، إذ «ثقبه» الوالي بإعلامه، وما هي إلا ساعات حتى طار من منصبه، استجابةً كما قيل لطلبه، وهكذا صنعت الثلاجة ما تصنع القنبلة، فمن ذا يستطيع الاقتراب منها قيد أنملة؟
قال سهم بن كنانة: وقد أخبرني أبي أن هذه ليست المرة الأولى في مصر، فقبل عقود من واقعة الثلاجة، كان طالب يتجوّل في حيّ الزمالك، متجنّباً أسباب المهالك، وما هي إلا لحظات حتى انقض عليه كلب غشوم، قيل إنّه كلب الستّ أم كلثوم، فمزّق ساقه، وشتّت أوراقه، فحملوه، ويا للهول، إلى الشرطة، واتّهموه بالتسبّب في تلك الورطة، وحرموه من النوم، وألقوا عليه باللّوم، وقد حاول الفتى أن يقنعهم بأنّه كاد يلقى المنيّة، وأنّ الكلب هو الجاني وليس الضحيّة، فلم يأبهوا لما قال، وظلّ رهن الاعتقال، ثم حكم القاضي بحفظ القضية، وطيّ صفحتها بالكليّة، قائلاً بصوت رقيق، إن الخدمات التي أسدتها المغنيّة أم كلثوم لمصر تعفيها وكلبها من المسؤولية وتحتّم حفظ التحقيق، وقد قال وقتها الشاعر أحمد فؤاد نجم عن قصة هذا الفتى الذي سمّاه إسماعيل:
هِيصْ يا كلب الستّ هِيصْ
لك مقامك في البوليسْ
بكرة تتولى في وزارة
للكلاب ياخدوك رئيسْ
عض خلق الله وقطّعْ
لحمهم وامشي وبرطعْ
إسماعيل وزفت مين
ده انتا عند الدولة أجدعْ
طب ده كلب الست يا ابني
أنت تطلع ابن مين!

قال سهم بن كنانة: وكان الوالي صاحب الثلاجة قد قال لرعيّته عشيّة انقلابه على الوالي الذي قبله إنهم لا يحتاجون إلى ديموقراطية، بل إلى كشري وطعمية، ثمّ قتل وسجَن، وقلب للشعب ظهر المِجَن، فعمّ الجوعُ الآفاق، ولم يظفر الناس ببلح الشام ولا تمر العراق.;