كشفت منظمة العفو الدولية أن قوات التحالف الدولي والقوات العراقية استخدموا الفسفور الأبيض في معركة الموصل المستمرة منذ قرابة أسبوعين.
وقالت المنظمة في بيان صحفي،: "إن استخدام الفسفور الأبيض يمكن أن يشكل خطراً مميتاً على المدنيين الفارين من مناطق القتال في الأيام أو الأسابيع المقبلة".
وأكدت المنظمة أنها تلقت أدلة مصورة على استخدام قذائف الفسفور الأبيض المتفجرة في الهواء، فوق قرية كرمليش الواقعة على بعد 20 كيلومتر من الموصل.
وكانت صور لصحيفة نيويورك تايمز قد أظهرت استخدام الفسفور الأبيض فوق قرية كرمليش، وأيضاً فوق منطقة قره قوش القريبة منها.
وليس من الواضح من أطلق تلك القنابل؛ أهي قوات التحالف الدولي، أم القوات العراقية؟
وقال دوناتيلا روفيرا، المستشار في منظمة العفو الدولية: "إن الفسفور الأبيض يمكن أن يتسبب بإصابات مروّعة، وحروق في العضلات والعظام، ومن الممكن أن يتسبب بعضُهُ بحروق، كما أن تأثيره يمكن أن يستمر لعدة أسابيع".
وأضاف: "إن ذلك يعني أن المدنيين الذين يفرون من مناطق القتال حول الموصل سيكونون عرضة لخطر جسيم، خاصة أن تأثير هذا النوع من الأسلحة يمكن أن يستمر لعدة أسابيع".
وحث روفيرا القوات العراقية وقوات التحالف الدولي على عدم استخدام الفسفور الأبيض في المناطق القريبة من المدنيين؛ بسبب المخاطر الكبيرة التي تبقى في المكان بعد استخدام هذا النوع من الأسلحة.
والفسفور الأبيض عبارة عن مادة شمعية شفافة وبيضاء ومائلة للاصفرار، وله رائحة تشبه رائحة الثوم، ويصنع من الفوسفات، وهو يتفاعل مع الأوكسجين بسرعة كبيرة، منتجاً ناراً ودخاناً أبيض كثيفاً.
وفي حال تعرض منطقة ما للتلوث بالفسفور الأبيض فإنه يترسب في التربة أو قاع الأنهار والبحار، وعند تعرض جسم الإنسان له يحترق الجلد واللحم، فلا يبقى إلا العظم، كما أن استنشاق الغاز الناتج عنه يؤدي إلى ذوبان القصبة الهوائية، والرئتين، فضلاً عن أن القذيفة الواحدة تقتل كل كائن حي حولها بقطر 150 متراً.