وفي حديث أدلى به أندريه كيلين رئيس دائرة وزارة الخارجية الروسية لشؤون التعاون الأوروبي قال: قلق الناتو حيال احتمال إشراك مجموعة سفننا الحربية المتوجهة إلى سوريا في عملية تحرير حلب من الجماعات الإرهابية، لا يستند إلى أي أساس، حيث أن طائراتنا الحربية لم تحلق في أجواء حلب طيلة تسعة أيام.
وأعاد كيلين إلى الأذهان في هذه المناسبة استمرار مناوبات الأسطول الروسي في المتوسط قبل عملية وحلب وإبانها، معتبرا أنه من العبث بمكان وضع توقعات ضبابية من هذا القبيل وإصدار التوصيات السياسية بناء عليها.
وجاء تصريح الدبلوماسي الروسي هذا، في تعليق على حديث أدلى به السكرتير العام للناتو ينس ستولتينبيرغ اعتبر فيه أن "موسكو من وراء تسيير مجموعة سفنها الحربية إلى سواحل سوريا، إنما تريد تعزيز قواتها المنخرطة في الأعمال القتالية في جميع الأراضي السورية، وتكثيف الضربات الجوية على حلب".
وعلى صعيد التطورات التي تشهدها حلب، أكد الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف في حديث للصحفيين الخميس أنه، ورغم تعليق تحليق الطيران السوري والروسي في سماء حلب، يستمر المسلحون في قصف الأحياء السكنية في المناطق القريبة من سيطرتهم بقذائف يدوية الصنع، كما يمنعون المدنيين من استغلال الممرات الإنسانية ومغادرة مناطق القتال.
وذكر كوناشينكوف أن مجموعة من العسكريين الروس والسوريين، أخفقوا الليلة الماضية في إجلاء زهاء 40 مدنيا عن أحياء حلب الشرقية، نتيجة لقصف المسلحين العنيف الذي استهدف الممرات.
هذا، وعلقت موسكو ودمشق تحليق طائراتهما الحربية فوق حلب منذ الـ18 من الشهر الجاري، في إطار هدنة إنسانية تتضمن إجلاء المدنيين عن شرق المدينة وإيصال المساعدات الإنسانية لمحتاجيها.
يشار إلى أن أسطول الشمال الروسي كان قد أعلن السبت (15|10) عن انطلاق مجموعة سفن تتقدمها حاملة "الأميرال كوزنيتسوف" قاصدة الساحل السوري وتضم طراد "بطرس الأكبر" الصاروخي الذري الثقيل، وسفينتي "سيفيرومورسك" و"الأميرال كولاكوف" الكبيرتين المضادتين للغواصات، إضافة إلى عدد من سفن الإمداد.
وبين الأصداء التي تتردد حول وجهة مجموعة السفن الروسية وغايتها، تناقلت وسائل الإعلام مؤخرا أنباء مفادها أن إسبانيا "رفضت استقبال حاملة "كوزنيتسوف" للتزود بالوقود، وذلك في إطار الضغوط الغربية على موسكو لثنيها عن عمليتها في سوريا.
وزارة الدفاع الروسية، وفي بيان علقت فيه على هذه "الشائعات" الأربعاء (26|10)، أعلنت أن برنامج سير مجموعة السفن الحربية الروسية عبر المتوسط إلى السواحل السورية كان يتضمن زيارة ودية تقوم بها بعض سفن المجموعة إلى مرفأ سبتة الإسباني، ونفت صحة الأنباء التي تحدثت عن احتمال دخول حاملة "الأميرال كوزنيتسوف" المرفأ الإسباني المذكور للتزود بالوقود.
وكشفت وزارة الدفاع الروسية عن أن الجانب الإسباني أفصح لموسكو عن الضغوط التي تعرض لها من قبل واشنطن والناتو للتنصل من استقبال السفن الروسية، وأن موسكو تفهّمت هذه الضغوط وألغت زيارة سفنها إلى سبتة.