أحدث الأخبار
  • 10:03 . مظاهرات عالمية واسعة تطالب بإنهاء الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 06:18 . أكثر من 12 ألف عملية اختراق عبر شبكات "الواي فاي" في الإمارات منذ بداية العام... المزيد
  • 12:25 . محمد بن زايد يزور أنغولا لتعزيز التبادل الاقتصادي... المزيد
  • 12:06 . انسحاب فرق موسيقية من مهرجان في بريطانيا بعد إزالة علم فلسطين... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تعلن إدخال أكثر من 300 شاحنة مساعدات إلى غزة منذ فتح المعابر... المزيد
  • 11:31 . وزارة التربية تكشف عن التوقيت الرسمي المعتمد للمدارس الحكومية... المزيد
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد
  • 12:44 . جيش الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين في غزة... المزيد
  • 12:43 . استقالة وزير خارجية هولندا بسبب موقف حكومة بلاده من العدوان الصهيوني على غزة... المزيد
  • 12:11 . عبد الله بن زايد ورئيس وزراء مونتينيغرو يبحثان تعزيز العلاقات والتعاون المشترك... المزيد
  • 12:10 . "إيكاد" تفضح تلاعب الناشطة روضة الطنيجي بمصادر أمريكية لتشويه الجيش السوداني... المزيد
  • 11:29 . زيارة سرية لمساعد نتنياهو إلى أبوظبي لإصلاح العلاقات وسط مخاوف من هجمات محتملة... المزيد
  • 11:26 . الإمارات تسلّم مطلوبَين دوليين إلى فرنسا وبلجيكا في قضايا اتجار بالمخدرات... المزيد
  • 09:55 . واشنطن تستهدف شبكات وسفن مرتبطة بالنفط الإيراني بينها شركات في الإمارات... المزيد
  • 09:54 . حماس: إعلان المجاعة بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الحرب ورفع الحصار... المزيد

ما وراء معركة الموصل

الكـاتب : أحمد بن راشد بن سعيد
تاريخ الخبر: 26-10-2016


أصبح الواحد منا يضع يديه على قلبه وهو يستمع إلى مفردات «تحرير» و «تطهير» و «إنقاذ»، في سياق الحرب على المدن العراقية التي يسيطر عليها تنظيم الدولة (داعش). تفقد اللغة معناها، يصبح «التحرّر» كابوساً، يستوي الإنقاذ من الأسر والبقاء فيه، وقد يتعذّر القول بوجود «أهون الشرّين». يجري العبث في الحدود على الأرض جنباً إلى جنب مع العبث بخرائط اللغة. الذئاب هم الذين أتوا لنجدة الحُملان. على الموصل ستنزل موائد المنّ والسلوى، وسيدخلها الفاتحون بالحلوى والورود. لكن، في اللغة الحقيقية لا اللغة المخاتلة المرادفة لها، يكون «التحرير» صنو القصف العشوائي وإحراق القرى وهدم البيوت والتغيير الديموغرافي والاقتلاع من الأرض. ما الفرق بين سيوف الخلافة المزعومة وسكاكين المهدويّة الخرافية؟ من هم «الأبطال» في معركة الموصل؟ الكاوبوي ومستشاروه، وكسرى وميليشياته. كيف «نهلّل» لمعركة نعرف أنها كسابقاتها، «أخيارها» أحقر من أشرارها، و «أبرارها» أعنف من «فجّارها»، وقد شُنّت لتجعل السيء أسوأ؟
الضحية في هذا المشهد السوريالي المعجون بالفوضى والدم هي حريّة المواطن في هذا المشرق المنكوب. ستسقط الموصل أو ستتحرر، ولن يكون هناك فرق يُذكر بين الغازي والمغزو، لكن الضحية هو مواطن هذه الأرض بأحلامه وآماله. ثمّة مدن «تتحرر» الآن بتجويع أهلها حتى الموت كما في مضايا الشامية، وثمّة مدن «تتحرر» بإفراغها من أهلها (ويا للهول، بإشراف أممي) كما في داريّا الشامية أيضاً، وثمّة مدن «تتحرّر» بإبادة أهلها بالقنابل الفوسفورية والعنقودية والفراغية، كما هي حال مدينة حلب الآن. إنها حرب على إنسان هذا المشرق بكل ما يكتنزه في أعماقه من تاريخ وحضارة وقدرة كامنة. إنها رد العالم «المتحضر» على هبّة هذا الإنسان لانتزاع حريّته من أشداق الذئاب، فإما أن يعود عن «غيّه»، ويتخلّى عن حقه في الكرامة، وإما الطوفان الذي لا يُبقي ولا يذر (القاعدة، داعش، الحشد الشعبي، الميليشيات الشيعية العابرة للحدود، أميركا بخيلها ورجِلِها، والدبّ الروسي القادم من بحر قزوين). أيها العرب! استعيذوا بالرب من شيطان الحريّة الذي أغواكم، وعودوا إلى حظيرة أنظمتكـم، فهي خير لكم من المسالخ والسّجون وحصار المدن والشتات في المنافي والموت غرقاً في المتوسط! ما نزل بلاء إلا بذنب، وذنبكم نُشدان الحريّة، وما رُفع إلا بتوبة، فهلمّوا إلى بيت الطاعة، وارضوا من الغنيمة بالإياب. أيها العرب، لقد اجتمعت عليكم كلّ الملل والنّحَل، وأعدّت لكم ما استطاعت من «ميليشيات»، من أجل خلط الحابل بالنابل، وتحويل معركتكم التحرّرية إلى معركة ضدّ «الإرهاب».
معركة الموصل فصل آخر من فصول الصراع على مستقبل المنطقة، ولن يكون الأخير. لقد سبقت الموصل مدن في العراق وسوريا كالرمادي والفلوجة وديالى وحمص والزبداني وداريا. إنها منطقة تتعرّض لمخاض، وتجري إعادة رسم حدودها بالدم. اتّفاقية»سايكس بيكو» أخرى تتشكّل، وهذا يفسّر جزئياً موقف تركيا الرافض لاستفراد طهران وواشنطن بتقرير مصير الموصل. نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان كورتولموش، صرّح قبل أيّام أن تركيا تسعى إلى منع حدوث «سايكس بيكو» جديدة تكرّر ما جرى قبل 100 عام عندما قُسّمت الدولة العثمانية، مشيراً إلى أن تلك الاتفاقية قسّمت العقول والأفكار كما قسّمت الأوطان «وعلينا أن نزيل كلّ هذه الحدود».
لكن الذين يقومون الآن بتغيير خرائط المنطقة لا يدركون أن شعوبها لن تقبل أن تكون حطباً لهذه اللعبة القذرة. ستستمر المعركة، لأن الشعوب استيقظت ولن تعود إلى مخدعها مرة أخرى. ستستمر لأن الشعوب أقدر على المقاومة، وأكثر استعصاءً وخلوداً من الغزاة. إن ما سُمّي «الربيع العربي» ليس سوى حركة تاريخية، ولن تملك «الثورات المضادّة»، رغم المكر الكُبّار، إجهاضها إلى الأبد.;