كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف طلب من نظيره الأميركي جون كيري إشراك مصر في مفاوضات لوزان حول سوريا التي جرت الأسبوع الماضي.
وقالت الصحيفة إنها اطلعت على رسائل بريد إلكتروني احتوت محادثة يطلب فيها كيري من نظيره الإيراني التنسيق لعقد مفاوضات بين 6 دول بشأن الأزمة السورية، فرد ظريف قائلا: "ولماذا لا نشرك مصر أيضا؟".
واشترطت إيران، بحسب الصحيفة البريطانية، حضور كل من مصر والعراق حتى توافق على المشاركة في المفاوضات التي شملت أيضا، بالإضافة إلى روسيا والولايات المتحدة، السعودية وتركيا وقطر والأردن، وانتهت من دون التوصل إلى نتائج ملموسة.
وأوضحت "الغارديان" أن إيران كانت تسعى إلى إشراك مصر في المفاوضات لمنع تفوق المعسكر المناهض للرئيس السوري بشار الأسد، الذي يضم كلا من السعودية وقطر وتركيا والولايات المتحدة، في مفاوضات لوزان.
وتشير الصحيفة إلى أن المساعي الإيرانية جاءت على خلفية أول خلاف دبلوماسي علني كبير بين مصر والسعودية منذ السنوات الـ3 الماضية بسبب تصويت القاهرة، في (8|10)، لصالح مشروع القرار الروسي بشأن سوريا في مجلس الأمن الدولي في خطوة شكلت صدمة بالنسبة للرياض، الداعم المالي الأساسي لمصر.
وتقول الصحيفة أنه في هذه الظروف تهدف طهران إلى استخدام مصر أكبر دولة في الشرق الأوسط من حيث عدد السكان، في مواجهتها مع السعودية.
العلاقات الدبلوماسية الثنائية بين مصر وإيران شهدت برودا منذ عام 1980، بعد استضافة مصر شاه إيران محمد رضا بهلوي بعد الثورة الإسلامية التي مرت بها إيران عام 1979، لكن الموقف الداعم لبشار الأسد وحكومته وكذلك العملية الروسية ضد الإرهاب في سوريا أدى إلى تقارب ملموس بين القاهرة وطهران.
وفي إشارة إلى هذه العملية قال الصحفي الإيراني صادق غرباني في حسابه على موقع "تويتر" إنه "من المهم متابعة كيفية تحول مصر برئاسة السيسي من محور الولايات المتحدة – السعودية نحو روسيا-إيران"، مضيفا أن "السؤال حول انبعاث العلاقات بين طهران والقاهرة هو متى وليس سيحدث هذا أم لا".
لكن بعض الخبراء يعتقدون أن الخطوات السياسية الأخيرة لمصر تشكل مجرد مناورات تكتيكية وليس تحولا كبيرا، حيث قال البروفيسور H.A. Hellyer، عضو المركز الأبحاث "المجلس الأطلسي" والبروفيسور المساعد في "المعهد الملكي الموحد للأبحاث الدفاعية والأمنية": "إن لمصر رأيها للقضية السورية الذي يبدو أنه يتقارب مع الموقف الإيراني، وترغب القاهرة في أن تكون سوريا دولة قابلة للحياة، لا سيما أنها تخشى التهديد النابع عن الحركات الإسلامية، وهناك مصلحة حقيقية لمصر في ما يتعلق بالمتطرفين، لكن من جهة أخرى كانت مصر تغازل روسيا كثيرا في وقت سابق، وذلك من أجل أن تظهر للغرب أن لديها خيارات مختلفة".