09:21 . الإمارات تُدين بشدة إطلاق الاحتلال النار على الدبلوماسيين في جنين... المزيد |
07:20 . وسط الأزمة مع الجزائر.. أبوظبي تتوسع في المغرب بصفقة تتجاوز 14 مليار دولار... المزيد |
07:09 . إيران: علاقتنا مع السعودية في "وضع ممتاز" وتعاون اقتصادي يلوح في الأفق... المزيد |
11:20 . البنتاغون يقبل رسميا الطائرة الفاخرة التي أهدتها قطر للرئيس ترامب... المزيد |
11:10 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره الأذربيجاني تعزيز فرص التعاون... المزيد |
11:03 . مقتل جنديين في هجوم على قاعدة جوية روسية في سوريا... المزيد |
10:57 . طالب إماراتي يحصد المركز الأول في الكيمياء بمعرض "ISEF"الدولي... المزيد |
10:54 . أمريكا: مقتل موظفيْن بسفارة الاحتلال الإسرائيلي في إطلاق نار أمام المتحف اليهودي بواشنطن... المزيد |
10:16 . صحوة متأخرة للضمير الأوروبي... المزيد |
10:05 . "فلاي دبي" تستأنف رحلاتها إلى دمشق بعد 12 عاماً من التوقف... المزيد |
07:36 . قوات الاحتلال تطلق النار على دبلوماسيين في جنين.. وإدانات دولية واسعة... المزيد |
07:17 . بجوائز تبلغ 12 مليون درهم.. إطلاق الدورة الـ28 من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم... المزيد |
06:50 . لماذا تُبقي الشركات على المدير السيئ؟... المزيد |
12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد |
11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد |
11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد |
للمعلم كل أيام السنة، والاحتفاء بمكانته وقدره واحترامه ودوره في نشر النور، ومحاربة الجهل والظلام يجب أن يكون أسلوب حياة، فهو قيمة أدركتها الشعوب المتقدمة فارتقت، وهو إنسان بجّلته المجتمعات فانتقلت إلى مراحل تحتل فيها المعايير الإنسانية مراتب عالية، هو محور العملية التعليمية والتربوية، ولا فصل بينهما، التعليم يكمل التربية وبالعكس، التعليم يقدم المعلومة والتربية تربي الأخلاق، وعلمٌ بلا أخلاق كشجرة جميلة خضراء بلا ثمر، ولا عطر، ولا زهر.
الإمارات احتفلت بيوم المعلم الذي صادف يوم الخامس من الشهر الجاري، مواكبة لاحتفال الأمم المتحدة في هذا التاريخ من كل عام، إحياء لذكرى توقيع التوصية المشتركة الصادرة عن منظمة العمل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) في عام 1966 المتعلقة بأوضاع المعلمين.
القيادة الرشيدة في الإمارات تولي عناية ورعاية خاصتين للمعلم، بدأت بمؤسس الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله، ثراه، واستمرت مع القادة الذين ساروا على النهج ذاته في نشر العلم العام والجامعي، فحققت الإمارات انتصاراً على الأمية، وتكاد تكون نسبة الأمية الأقل بين الدول العربية. تم ذلك خلال أربعة عقود ونصف العقد من عمر الدولة، وهي مدة زمنية تُعد قليلة إذا ما قيست بمراحل بناء الدول، وتطور الشعوب وارتقاء الأمم.
من أقوال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، «إن على المعلم مسؤولية كبرى في إعداد جيل مبتكر ومبدع، قادر على التفاعل مع مستجدات العصر وتلبية احتياجات المستقبل. المعلم الذي نريد هو قائد في غرفة الصف، ومصدر إلهام وتنوير لطلابه. نحن نريد معلماً يتعاطى مع أسمى المهن بالتزام وتفانٍ واقتدار، ونحن نريد تحقيق الرفاه والتقدير للمعلم.. نحن نريد أيضاً بيئة محفزة على الابتكار والإبداع والأداء المتميز، بما يحقق أهداف أجندتنا الوطنية ومحاور رؤية الإمارات 2021، وأهمها بناء تعليم عصري يواكب تطورات التحول إلى الحكومة الذكية، ويفتح أبواب الفرص أمام أبنائنا الطلبة، ويتعهد احتياجاتهم ومتطلباتهم، ويحقق مخرجات عالية المستوى للعملية التعليمية».
ومن أقوال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، «إن يوم المعلم والاحتفاء به يعبر عن إيمان راسخ بقيمة المعلم ودوره الأساسي في نهضة الأمم، إن رهان الدولة في السنوات المقبلة الاستثمار في التعليم النوعي، لأنه القاعدة الصلبة للانطلاق في مرحلة ما بعد النفط.. نتطلع إلى دور أكبر وأكثر مواكبة وفعالية للمعلم في ظل التطلعات التنموية والطموحات الوطنية».
وقد نظمت وزارة التربية والتعليم ومجلس أبوظبي للتعليم، منتدى «قدوة» للاحتفاء بالمعلم بالتزامن مع يوم المعلم، وتضمن تكريم المعلمين الذين أظهروا دوراً استثنائياً خلال مسيرتهم التعليمية، وناقش المنتدى مستقبل العملية التعليمية في العصر الرقمي في إطار رؤية الوزارة والمجلس الرامية إلى النهوض بقطاع التعليم في ظل عالم سريع ومتغير.
المكتب الإعلامي لحكومة دبي قام بإعداد فيديو مصور بعوان «شكراً معلمي.. شكراً معلمتي.. يا من تبنون وتنشئون أنفساً وعقولاً».
جائزة خليفة التربوية تكرم المعلمين المتميزين في كل عام، وقد توسعت الجائزة في حقولها وشملت الدراسات والبحوث، ولم تعد تقتصر على الإمارات فقط، وإنما أصبحت عربية بامتياز.
المجال يضيق هنا للإتيان بأدلة تؤكد اهتمام الدولة بالتعليم وتعزيز قيمة المعلم، ويكفي أن الدستور ينص على توفير التعليم المجاني لكل مواطن ومواطنة، وتتم ترجمة الدستور منذ قيام الدولة قبل خمسة وأربعين عاماً.
في هذه المناسبة، وخلال تصفحي لبعض المواقع الإلكترونية والمجلات العربية، وقعت على خبر حول دراسة مقارنة قامت بها «مؤسسة جواهر فاركي» البريطانية، لقياس احترام المعلمين في البلدان المختلفة، وشملت: البرازيل، الصين، جمهورية التشيك، مصر، فنلندا، فرنسا، ألمانيا، اليونان، «إسرائيل»، إيطاليا، اليابان، هولندا، نيوزيلندا، البرتغال، تركيا، سنغافورة، كوريا الجنوبية، إسبانيا، سويسرا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة الأمريكية. ونشرت نتائج هذه الدراسة في العام 2013، ولفت انتباهي في النتائج أن في دولة الصين فقط يضعون المعلمين في مكانة مساوية لمكانة الأطباء. وعلى النقيض من ذلك، تبين أن أقل من 5% فقط من المواطنين في المملكة المتحدة يعتقدون أن المعلمين يتساوون مع الأطباء في المكانة والأهمية. بينما أظهرت النتائج أن ثلثي البلدان المبحوثة ينظرون إلى الوضع الاجتماعي للمعلمين على أنه يشبه غالباً وضع موظفي الخدمات الاجتماعية. أما أقرب الوظائف منزلة لمهنة المعلم فهي وظيفة أمين المكتبة، وذلك في كل من الولايات المتحدة والبرازيل وفرنسا وتركيا. أما في اليابان التي تتميز بمكانة المعلم العالية والاستثنائية، فننقل هنا واقعة، حيث سُئل إمبراطور اليابان ذات يوم، عن أسباب تقدم دولته في هذا الوقت القصير، فأجاب: «بدأنا من حيث انتهى الآخرون، وتعلمنا من أخطائهم، ومنحنا المعلم حصانة الدبلوماسي، وراتب الوزير». ويقال إنه عندما يدخل المعلم إلى الفصل في اليابان، يقف الطلبة وينحنون احتراماً له، ويرددون عبارة «يا معلمنا نرجو أن تتفضل علينا وتعلمنا».
ترى من يزرع هذا السلوك في الطلبة: الحكومة، أم النظام التعليمي، أم الأسرة أم القانون؟ وهذا السلوك يعكس قيمة المعلم التي كرسها النظام العام.
وفي اليابان، يخصصون السنوات الست الأولى ويغرسون في الطلاب هذه القيم، أي يركزون على التربية. إن قيمنا وأخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا العربية والإسلامية يجب أن تقودنا إلى مثل هذا التقدير للمعلم.
التربية، إذن، قبل التعليم، والسلوك قبل التلقين، وهذا ما تحتاجه المجتمعات العربية حتى تنهض بالأجيال التي تعتمد عليها في رسم المستقبل، وتأتي على سلم الأولويات تعزيز عناصر الهوية، التي يتمحور حولها الإحساس بالاعتزاز الذي يؤدي إلى الانتماء، وتعظيم الولاء للوطن والقيادة والشعب، وهذه مفردات تحمل في طياتها فلسفات يمكن البناء عليها في الحصول على مخرجات قادرة على تحمل المسؤولية وتحقيق خصوصية الهوية الوطنية، في عالم يعج بالمؤثرات التي إن نجحت، تؤدي إلى فقدان تلك العناصر، أو إضعافها.. وكل عام والمعلم بخير.