حذرت المملكة العربية السعودية من وقوع "كوارث" طائفية في حال مشاركة قوات الحشد الشعبي في معارك استعادة مدينة الموصل العراقية من تنظيم الدولة.
وتتألف قوات الحشد الشعبي من فصائل ومليشيات شيعية، في حين يمثل المسلمون السنة غالبية سكان الموصل.
وقال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في الرياض، "فيما يتعلق بالحشد الشعبي، هذه مؤسسة ميليشيا طائفية انتماؤها لإيران، سببت مشاكل وارتكبت جرائم في أماكن مختلفة في العراق، وإذا ما دخلت الموصل قد تحدث كوارث".
وأضاف الجبير: "من الأفضل لحكومة العراق أن تركز وتستخدم جيشها الوطني وأبناء المناطق وعناصر ليست محسوبة على إيران ومعروفة بالطائفية المتشددة". وتابع: "هذا إذا أرادت الحكومة العراقية أن تواجه إرهاب داعش وإذا أرادت أن تتفادى سفك الدماء والطائفية بين أبناء العراق الأشقاء".
وأكد الوزير السعودي: "عندما دخلت هذه الميليشيات الفلوجة (غرب العراق)، ارتكبت جرائم هائلة"، مضيفاً: "ثمة قبور جماعية، هناك اعتداءات على حرمة المنازل، حرمة العوائل، هناك قتل للأبرياء. هذا زاد من التأزم الطائفي في العراق".
وتتواصل الاستعدادات على نطاق واسع لبدء عملية استعادة الموصل، كبرى مدن شمال العراق وثاني كبرى مدن البلاد، من تنظيم الدولة الذي سيطر عليها في يونيو 2014.
وحمل عشرات الآلاف من العراقيين الشيعة السلاح إلى جانب القوات الأمنية إثر فتوى أصدرها المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني.
وعرفت هذه التشكيلات باسم "الحشد الشعبي"، وأصدرت رئاسة الوزراء قراراً يضمها إلى القوات الحكومية، إلا أن أبرز فصائله تحظى بدعم مباشر من إيران.
ولاقت مشاركة الحشد في معارك استعادة المناطق التي سيطر عليها التنظيم، وغالبيتها ذات أكثرية سنية، انتقادات من قبل منظمات حقوقية وأطراف سياسية سنية.
ووجهت اتهامات لبعض فصائل الحشد، بارتكاب انتهاكات بحق السكان والممتلكات.
أما البيان الختامي الصادر عن الاجتماعي التركي، فقد أعرب وزراء خارجية الدول المشاركة عن قلقهم حيال خطط إشراك قوات الميليشيات الطائفية في عملية تحرير الموصل الوشيكة، مما قد يؤثر سلباً على استمرارية نجاح العملية ويؤدي إلى صراعات طائفية.وشدد الوزراء على رفضهم التام لاستخدام أراضي العراق ملاذاً آمناً للجماعات الإرهابية كمنطلق لتنفيذ العمليات الإرهابية، معبرين عن التزامهم بالحفاظ على وحدة واستقرار العراق وسلامته الإقليمية.