أحدث الأخبار
  • 01:37 . حصة يومية للغة العربية لرياض الأطفال في أبوظبي... المزيد
  • 01:36 . الحوثيون: 4 قتلى و67 جريحاً في غارات إسرائيلية على صنعاء... المزيد
  • 01:34 . السودان.. البرهان يتوعد بإسقاط التمرد والجيش يحبط هجمات للدعم السريع في الفاشر... المزيد
  • 01:01 . فرنسا تستدعي سفير أمريكا لانتقاده تقاعسها بمكافحة معاداة السامية... المزيد
  • 12:57 . مجلس الأمن يصوّت على تمديد مهمة اليونيفيل بجنوب لبنان... المزيد
  • 12:55 . أبو شباب.. خيوط تمتد من غزة إلى أبوظبي في مشروع يستهدف المقاومة... المزيد
  • 10:38 . حملة مقاطعة "شلة دبي" تتحول إلى صرخة ضد التفاهة وصمت المشاهير عن غزة... المزيد
  • 10:03 . مظاهرات عالمية واسعة تطالب بإنهاء الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 06:18 . أكثر من 12 ألف عملية اختراق عبر شبكات "الواي فاي" في الإمارات منذ بداية العام... المزيد
  • 12:25 . محمد بن زايد يزور أنغولا لتعزيز التبادل الاقتصادي... المزيد
  • 12:06 . انسحاب فرق موسيقية من مهرجان في بريطانيا بعد إزالة علم فلسطين... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تعلن إدخال أكثر من 300 شاحنة مساعدات إلى غزة منذ فتح المعابر... المزيد
  • 11:31 . وزارة التربية تكشف عن التوقيت الرسمي المعتمد للمدارس الحكومية... المزيد
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد
  • 12:44 . جيش الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين في غزة... المزيد

لنتحدث عن الكتب « -2 2»

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 09-10-2016


بسبب قصة الحب الطويلة والمستمرة بيننا، سيبدو غريباً إن أنا قلت الآن بأنني صرت لا أحب الاصطدام بهذه الكتب، فحين تقع عيناي على المجموعات التي اشتريتها من معارض العام الماضي والذي قبله أشعر بالأسى، فأتجنب الاقتراب منها، ومن تلك التي أرسلها لي صديقي بائع الكتب الجميل من القاهرة أخيراً، مانعة نفسي من متعة الجلوس على الأرض كي لا تلتهمني الفتنة، وأنا مستغرقة في تقليب الصفحات وقراءة الفهارس والتعرف على المؤلفين ورسامي الأغلفة، أنسى مرور الوقت واقعة في الحلم، فأحلم وأحلم بما يكفي لكتابة عشر روايات دفعة واحدة!

لذلك أتجنبها حين لا أجد الوقت لقراءتها، لأنها جميلة إلى هذه الدرجة، وواثقة وشهية ومكتنزة بالمتعة، أعرف ذلك من عناوينها وأسماء مؤلفيها وبعض الأسطر التي أختلسها من تحت الأغطية آخر الليل، حين أوقن أن كل القراء قد ناموا، وأطفأت كل مكتبات الدنيا أضواءها.

أفكر كيف انتصرت الانشغالات التافهة على جيوش الكتب؟ كيف لم أقرأ سوى كتابين هذا الشهر، كيف التهمتْ الأوجاع عشب الروح فلم تترك لهذه الكتب الشبيهة بالفقمات اللامعة والأرانب الناعمة شيئاً أتقاسمه معها، فلم يعد لدي وقت لاستكمال موسوعة جورج جرداق عن الإمام علي بن أبي طالب التي أهداها لي صديق عزيز منذ عدة سنوات، أو كتاب المثقفون لسيمون دي بوفوار من ألف صفحة، أو بقية روايات إبراهيم الكوني أو ميلان كونديرا، أو حتى الجزء الثاني من رائعة ديستويفسكي «الإخوة كرامازوف» الذي لم أقرأه!

في أوقات كثيرة لا يوجد فيها انشغالات لكنني أفقد شهية القراءة، وهذا يشعرني بالعجز ويجعلني أكره الكتب لأنها لا تبذل جهداً كافياً لإغرائي، أشيح بوجهي عنها وأهرب كشخص بترت ساقاه فصار يكره الطرقات كما يتحاشى الوقوع في الحب!

مر زمان فقدت فيه إرادة إنهاء رواية حتى النقطة الأخيرة، لأن معظم الروايات لا تكتب للقراءة، ولكن لتصل إلى لجان تحكيم الجوائز، فاللغة مملة، الأحداث بطيئة، كما أنها فوق ذلك مليئة بالثرثرة والأخطاء المطبعية وبلادة الترجمة.

المعارض مواسم حصاد، وفي كل موسم حصاد، تنتعش فينا غريزة التباهي بمحاصيلنا الجديدة، فنمعن في اقتناء مئات العناوين والعودة بعشرات الأكياس المنتفخة، مدفوعين بحب نحسبه لم يخبُ ولم تنل منه عواصف التحولات، ونتوهم أن المؤلفين لا يزالون يسيرون على طريق تولستوي ونيرودا ومحفوظ ودرويش ويوسا وساراماغو واورويل وأننا ما زلنا في عنفوان الشغف وبمقدورنا ممارسة القراءة كل لحظة!