أحدث الأخبار
  • 01:37 . حصة يومية للغة العربية لرياض الأطفال في أبوظبي... المزيد
  • 01:36 . الحوثيون: 4 قتلى و67 جريحاً في غارات إسرائيلية على صنعاء... المزيد
  • 01:34 . السودان.. البرهان يتوعد بإسقاط التمرد والجيش يحبط هجمات للدعم السريع في الفاشر... المزيد
  • 01:01 . فرنسا تستدعي سفير أمريكا لانتقاده تقاعسها بمكافحة معاداة السامية... المزيد
  • 12:57 . مجلس الأمن يصوّت على تمديد مهمة اليونيفيل بجنوب لبنان... المزيد
  • 12:55 . أبو شباب.. خيوط تمتد من غزة إلى أبوظبي في مشروع يستهدف المقاومة... المزيد
  • 10:38 . حملة مقاطعة "شلة دبي" تتحول إلى صرخة ضد التفاهة وصمت المشاهير عن غزة... المزيد
  • 10:03 . مظاهرات عالمية واسعة تطالب بإنهاء الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 06:18 . أكثر من 12 ألف عملية اختراق عبر شبكات "الواي فاي" في الإمارات منذ بداية العام... المزيد
  • 12:25 . محمد بن زايد يزور أنغولا لتعزيز التبادل الاقتصادي... المزيد
  • 12:06 . انسحاب فرق موسيقية من مهرجان في بريطانيا بعد إزالة علم فلسطين... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تعلن إدخال أكثر من 300 شاحنة مساعدات إلى غزة منذ فتح المعابر... المزيد
  • 11:31 . وزارة التربية تكشف عن التوقيت الرسمي المعتمد للمدارس الحكومية... المزيد
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد
  • 12:44 . جيش الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين في غزة... المزيد

«عدسة متسخة..!!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 09-10-2016


كنت أقرأ في أحد المواقع العلمية العربية خلافاً بين اثنين من المهتمين بالبصريات حول أول من قام بصنع العدسة، وهل هو العالم العربي ابن الهيثم أم عالم إنجليزي لا يحضرني اسمه، وعلى الرغم من لطافة أن تقرأ حواراً بين عربي وآخر يتعلق بموضوع علمي، وإن كان من الوجه التاريخي فقد اعتدنا النقاش في ثلاثة أمور لا رابع لها.. الدين والسياسة و«اللي بالي بالك»! كما اعتدنا ألا تكون حواراتنا إلا بادئة بمسبة ومنتهية ببحور من الدم، ورغم أنها موجودة في أعين البشر منذ الأزل، ولكن الشكر لمن أخرجها وجعلها أداة متنقلة ومستقلة فقد نقلت الحضارة البشرية إلى مصافات لم تكن تخطر على بال، انظر إلى جميل الصور من حول العالم التي تُنقل لك، انظر إلى التوثيق الحقيقي للتاريخ الذي أصبح يجري لحظة بلحظة، لن تكون هناك في المستقبل روايات تاريخية عدة يفسرها من يشاء كمن يرغب، فكل شيء موثق بالصورة، المجرم قتل هنا، المجرم قصف الأطفال هنا، الشخص المخلص بنى هذه المدينة، المبدع أسس هذه الحضارة، لا للتصورات والاعتقادات والجمل الفضفاضة، وسمعت رجلاً غريباً جاء في يوم مظلم وقال كذا وكذا.

على أنني أجد نفسي أقرب إلى الرأي الذي يقول بأن صانع العدسة لم يكن عربياً، بل لم يكن يحبنا على الإطلاق، لماذا ظهرت هذه العدسات وانتشرت وأصبحت تملأ الدنيا في السنوات التي تحولت فيها بلاد العرب إلى خرائب وأطلال تأكلها النيران وتتكالب عليها الأمم؟ لماذا أيتها العدسة لم تكوني هناك لتنقلي لي عصورنا الذهبية: في دمشق وبغداد والقيروان؟ لماذا تسجلين لي الآن حالتنا الممجوجة بقطع الرؤوس وهتك الأعراض والمباني المهدمة فوق الأطفال، ولم تسجلي لي لحظات دخول الملوك على العلماء ولطائف التاريخ وجمال المعمار؟ كم لقطة سجلت لي لهدم دمشق وما حولها؟ بينما لم توثقي لي لحظة من تاريخ الأمويين فيها، لم توثقي لحظات بناء المسجد الأموي، ولا صلاة الخلفاء فيه، ولا جمال الشعراء والباعة حوله؟ أين كنت حين كانت بغداد حاضرة الدنيا؟ لماذا لم تسجلي شوارعنا النظيفة وأحياءنا الآمنة ورحالتنا الذين كانوا ينتقلون من عُمان إلى الأندلس دونما خوفٍ إلا من نفاد الحبر أو القراطيس، منافسيك التقليديين.

تآمرت علينا العدسات كما تآمر علينا التاريخ والجغرافيا والسياسة، فظهرت في غير زمانها وغيرت أثوابها وأوجعتنا، ووثقت تاريخنا الذي نخجل منه لا تاريخنا الذي نفخر به.

يبقى عزاؤنا في أن صناعة العدسات تتطور، وأن لدينا جيوباً في الوطن الجريح تسير بعكس التيار، وستبقى هذه العدسات توثق بإذن الله، وستوثق انطلاقة حضارتنا مرة أخرى من هذه الجيوب الصغيرة، وستوثق عملية البناء وعودة الإخضرار إلى كل الصحارى التي أتعبتها الصراعات المجنونة والتكالب على آبار النفط، وعندها ربما أصدق بأن العرب هم أول من صنع العدسات..