أكد مدع سابق بالمحكمة الجنائية الدولية يرأس حالياً
مشروع "المحاسبة في سوريا" أن الرئيس بشار الأسد يتصدر قائمة تضم 20 لائحة اتهام لمسؤولين
حكوميين ومقاتلين من المعارضة أعدها خبراء لمحاكمتهم في يوم من الأيام عن "جرائم حرب"،
مبيناً أن القائمة سلمت إلى المحكمة الجنائية الدولية واستندت في كل واقعة إلى انتهاك
محدد لاتفاقية روما التي يمكن بموجبها توجيه الاتهام إلى مشتبه به.
كما اعتبر مدعون
دوليون سابقون في جنيف أنه يمكن ملاحقة مرتكبي الجرائم في النزاع السوري رغم إجهاض
موسكو وبكين أي قرار دولي يرمي لإحالة الانتهاكات السورية إلى المحكمة الجنائية الدولية
في لاهاي، مشددين بقولهم «ليس لأنه يوجد فيتو في مجلس الأمن يجب أن يحول هذا الأمر
دون مواصلة التحرك والبحث عن العدالة للشعب السوري» لاحقاً.
من جهته، قال الأسد في تصريحات نقلتها صحيفة «الأخبار»
اللبنانية المرتبطة بـ«حزب الله»، إن مرحلة ما بعد «الانتخابات الرئاسية» التي أعيد
انتخابه فيها الأسبوع الماضي لولاية ثالثة تختلف عما قبلها، معتبراً أن عملية جنيف
التي جمعت وفدين من الحكومة والمعارضة للمرة الأولى إلى طاولة التفاوض في يناير وفبراير
الماضيين، بهدف الوصول إلى حل سلمي للأزمة «انتهت»، مضيفاً بقوله إن الولايات المتحدة
والغرب بدأوا بارسال «إشارات تغيير» في موقفهم من نظامه بعد أن شعروا بخطر «الإرهاب»
الذي وصل إليهم. بدوره، تباحث نائب وزير الخارجية فيصل المقداد مع سيجريد كاغ رئيسة
البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة إلى سوريا أمس، المستجدات
المتعلقة بالملف الكيماوي، محملاً الدول الغربية مسؤولية «أي تأخير» في موعد إغلاق
هذا الملف المقرر بنهاية يونيو الجاري، بسبب ما وصفه بـ«تسييس» العملية ودعم المعارضة،
مكرراً التزام دمشق بتنفيذ التزاماتها «بأسرع وقت ممكن».
في الأثناء، جددت السعودية
مطالبتها بتحميل نظام الأسد مسؤولية الإرهاب الذي يمارسه ضد شعبه وامتداده إلى المنطقة
والعالم، وذلك وفق ما اتفق عليه في مؤتمر «أصدقاء الشعب السوري» مؤخراً.
وأعد فريق من محققي الأمم المتحدة 4 قوائم سرية بالمشتبه
بهم في جرائم الحرب من كل الأطراف في سوريا لكنه امتنع عن الكشف عن أي أسماء. وكشف
ديفيد كرين كبير الادعاء السابق بالمحكمة الدولية الخاصة بسيراليون والذي يرأس الآن
مشروع المحاسبة في سوريا، أن قائمة بأسماء ضالعين في الانتهاكات بسوريا، سلمت للمحكمة
الجنائية الدولية واستندت في كل واقعة إلى انتهاك محدد لاتفاقية روما التي يمكن بموجبها
توجيه الاتهام الى مشتبه به.
وقال كرين إن القائمة التي وضعتها مجموعته من الخبراء
ضمت أعضاء بالجيش السوري النظامي ومن النخبة السياسية، إضافة إلى جماعة «الدولة الإسلامية
في العراق والشام» المعروفة بـ«داعش» و«جبهة النصرة» ذراع «القاعدة» في سوريا، لكنه
لم يذكر أسماء غير الأسد.
وأضاف كرين لرويترز «لدينا حوالي 20 لائحة اتهام لمن يتحملون
المسؤولية الأكبر. هذا جهد محايد. نحن لا نلاحق فقط الأسد والمقربين منه وإنما نوثق
فعلياً كل الحوادث على الجانبين». وكان كرين يتحدث في جنيف بعدما شارك أمس الأول، في
لجنة لمناقشة التعذيب والجرائم الأخرى التي ارتكبت في مراكز الاحتجاز أثناء الحرب الأهلية
السورية والتي بدأت باحتجاجات سلمية على حكم عائلة الأسد في مارس 2011.