بعد نحو أسبوع من انطلاق عملية درع الفرات التي أطلقتها الحكومة التركية ضد داعش والأكراد الانفصاليين في شمال سوريا، عبرت طهران عن قلقها من التواجد التركي في الأراضي السورية.
وكانت طهران التزمت الصمت أول أيام العملية ثم اكتفت فيما بعد بدعوة أنقرة لتنسيق المواقف مع نظام الأسد.
ولكن بعد مرور أسبوع على الحملة التركية ونجاحها في إبعاد داعش والأكراد عن الحدود التركية وفيما يبدو أنه نجاح لم تتوقعه إيران إذ كانت تتوقع أن يغرق الجيش التركي في المستنقع السوري لذلك لم تعارض الحملة، ويرى مراقبون أن طهران عندما تيقنت من نجاح الحملة بتكلفة معقولة على الجانب التركي عبرت حينها عن قلقها، خاصة أن الرئيس الفرنسي هولاند ظل صامتا طوال العملية العسكرية حتى صرح بأن التدخل التركي من شأنه "تصعيد الموقف" في سوريا، وكذلك أبدت واشنطن تراجعا في دعم العملية التركية بزعم أن انقرة تحارب الأكراد حلفاء الولايات المتحدة.
وأعرب المتحدث باسم وزارة الخارجیة الإیرانیة، بهرام قاسمي، عن "قلقه من استمرار التواجد التركي ومواصلة العملیات العسکریة الترکیة في الأراضي السوریة".
وجدد بهرام قاسمي تأکیده علی "ضرورة احترام جمیع الدول لحق السیادة ووحدة الأراضي السوریة".
وقال المتحدث باسم الخارجیة الإیرانیة إنه ورغم الثبات على مبدأ مكافحة الإرهاب وبذل الجهد للحفاظ علی الاستقرار والأمن الإقلیمي، إلا أن هذا الموضوع لایمكن أن یبرر انتهاك وحدة الأراضي والقیام بعملیات عسكریة دون تنسیق مع الحكومة المرکزیة وتجاهل حق السیادة الوطنیة لذلك البلد.
وأضاف قاسمي أن أي "لجوء إلی أسالیب تمس السیادة السیاسیة والهیبة للحكومة المرکزیة أمر مرفوض لا یمكن القبول به بتاتا".
وأشار الناطق باسم الخارجية إلی أن استمرار التواجد العسكري الترکي في الأراضي السوریة یؤدي إلی "مزید من تعقید الأوضاع في المنطقة، مشددا على أن توسیع رقعة المعارك شمال سوریا سیسفر عن مقتل مزید من الأبریاء والمدنیین"، على حد زعمه..
وصرح المسؤول الإيراني أن من الضروري أن یوقف الجیش التركي فورا عملیاته العسکریة في سوریا.