أحدث الأخبار
  • 11:35 . الاحتلال يواصل اغتيال صحفيي غزة وسط إدانات دولية واسعة... المزيد
  • 01:37 . حصة يومية للغة العربية لرياض الأطفال في أبوظبي... المزيد
  • 01:36 . الحوثيون: 4 قتلى و67 جريحاً في غارات إسرائيلية على صنعاء... المزيد
  • 01:34 . السودان.. البرهان يتوعد بإسقاط التمرد والجيش يحبط هجمات للدعم السريع في الفاشر... المزيد
  • 01:01 . فرنسا تستدعي سفير أمريكا لانتقاده تقاعسها بمكافحة معاداة السامية... المزيد
  • 12:57 . مجلس الأمن يصوّت على تمديد مهمة اليونيفيل بجنوب لبنان... المزيد
  • 12:55 . أبو شباب.. خيوط تمتد من غزة إلى أبوظبي في مشروع يستهدف المقاومة... المزيد
  • 10:38 . حملة مقاطعة "شلة دبي" تتحول إلى صرخة ضد التفاهة وصمت المشاهير عن غزة... المزيد
  • 10:03 . مظاهرات عالمية واسعة تطالب بإنهاء الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 06:18 . أكثر من 12 ألف عملية اختراق عبر شبكات "الواي فاي" في الإمارات منذ بداية العام... المزيد
  • 12:25 . محمد بن زايد يزور أنغولا لتعزيز التبادل الاقتصادي... المزيد
  • 12:06 . انسحاب فرق موسيقية من مهرجان في بريطانيا بعد إزالة علم فلسطين... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تعلن إدخال أكثر من 300 شاحنة مساعدات إلى غزة منذ فتح المعابر... المزيد
  • 11:31 . وزارة التربية تكشف عن التوقيت الرسمي المعتمد للمدارس الحكومية... المزيد
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد

عن وزير خارجية مصر والإرهاب الإسرائيلي

الكـاتب : عبد الوهاب بدرخان
تاريخ الخبر: 29-08-2016


لم يكن سامح شكري مضطرا للاختباء وراء القانون الدولي، ولا مضطرا لمسايرة المشاعر الشعبية في تبرئته إسرائيل من تهمة الإرهاب، كان عليه أن يتذكر أن إسرائيل لا تشير إلى الشعب الفلسطيني الذي تضطهده منذ سبعة عقود إلا بصفتي «المخربين» و»الإرهابيين». ولو فعل لأمكنه أن يكون أكثر حصافة في الإجابة عن سؤال أمام طلاب بدا حريصا على استقطابهم إلى نهج تطبيعي متهافت أكثر من حرصه على إظهار رزانة دبلوماسية بلاده واتزانها. وما «التشكرات» التي وجهها إليه رجل «مافيا» مثل أفيغدور ليبرمان سوى دليل إلى أن شكري خلع على إسرائيل ميزة مجانية لا تستحقها، علما بأنها لم يسبق أن أعطت شيئا لمصر أو لغير مصر من دون مقابل.
أما التفسير الذي اعتمده للتملص من ربط إسرائيل بالإرهاب فجعله أشبه بأكاديمي متزمت في بلد بعيد لا يعرف عن أزمات العالم إلا ما يقرؤه في الكتب. فالاحتلال عنده حال «غير شرعية» بمنظور القانون الدولي، لا أكثر ولا أقل، ومثلها الممارسات الإجرامية التي ترتكبها سلطة الاحتلال. وهو لم يسمع ولم ير أن قوى دولية مثل أميركا أو روسيا يمكن أن تمنع تطبيق هذا القانون أو تحرفه عن مقاصده وفقا لمصالحها ولتأمين حماية للدول المرتكبة. لكن حتى في أميركا وفي دول غربية أخرى هناك أكاديميون يعتبرون إسرائيل دولة خارجة على القانون، وبلغ ازدراؤهم لسلوكياتها حد اعتبارها أقرب إلى عصابة يقودها أناس ملطخة أيديهم بدماء الفلسطينيين ويقدمون على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وكأنها مجرد تفاصيل في حياتهم اليومية.
عبر التاريخ كان هناك إرهاب وإرهابيون، وقبل اختلاف المجتمع الدولي الراهن على تعريفه، لكن ظهور هذا التوصيف كان تعبيرا عما عانته الشعوب والمجتمعات تحت الاحتلال. ومنه استمدت علوم السياسة مصطلح «إرهاب الدولة» الذي يصح على الدول التي تستخدم وسائل العنف لديها لا كـ «دولة» بل كعصابة. والاحتلال ليس مسألة فيها نظر وإنما حال شاذة وممقوتة تصح فيها كل التوصيفات وأقلها الإرهاب. لكن من الواضح أن وزير الخارجية المصري يجهل الإرهاب بنموذجه الإسرائيلي، ولو ذهب في منطقه وتحليله إلى أقصاهما لخرج بنتيجة مفادها أن الإرهاب هو بالأحرى في الجانب الفلسطيني. والدليل أن القانون الدولي لم يعاقب إسرائيل بل يبدو كأنه يعاقب الفلسطينيين إذ «يشرعن» جرائم إسرائيل.
لائحة طويلة من المجازر وليس آخرها حروب الإبادة ضد غزة، سلسلة لا نهاية لها من السرقة العلنية للأراضي الفلسطينية ومن الاجتياحات التي تدمر العمران وتستهدف المدارس والمشافي، خطط معلنة وسرية لمنع الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره وإحباط جهده لتنمية مناطقه وبناء اقتصاده، تحويل المستوطنين إلى عصابات «هاجاناه» مستحدثة لاقتحام المسجد الأقصى وسائر المقدسات، ولترهيب الفلسطينيين بإحراق أطفالهم وقتل شبانهم وإتلاف أشجارهم وأرزاقهم، فضلا عن سياسة ممنهجة للإذلال والتنكيل وملء السجون بالأسرى بلا اتهامات ولا محاكمات.. هذه مجرد عناوين للإرهاب الإسرائيلي كان ولا يزال مفترضا ألا ينساها سامح شكري، ولأنه وزير للخارجية فعليه أن يتمتع أولا بحس تاريخي وسياسي ليدرك أن إسرائيل هي التي أسست ظاهرة الإرهاب وإرهاب الدولة في الشرق الأوسط. ولا شك أن تصريحاته تطرح التساؤل: بأي عقلية تريد الدبلوماسية المصرية هندسة «إحياء المفاوضات»؟;