أحدث الأخبار
  • 09:23 . وزير خارجية عُمان: مباحثات واشنطن وطهران في روما تحرز "بعض التقدم"... المزيد
  • 08:01 . قرقاش عقب العقوبات الأمريكية: لا حل في السودان إلا بوقف الحرب وتشكيل حكومة مدنية... المزيد
  • 06:45 . فرنسا تستضيف وزراء خارجية السعودية والأردن ومصر تحضيرا لمؤتمر حول حل الدولتين... المزيد
  • 06:36 . جيش الاحتلال يعلن اعتراض ثلاثة صواريخ قادمة من اليمن خلال 24 ساعة... المزيد
  • 06:35 . "المعاشات" تحدد الثلاثاء موعداً لصرف معاشات مايو بزيادة في عدد المستفيدين والقيمة الإجمالية... المزيد
  • 11:28 . واشنطن تفرض عقوبات على السودان بتهمة استخدام أسلحة كيميائية والخرطوم تتهمها بالابتزاز... المزيد
  • 11:08 . رئيس الوزراء الباكستاني: السعودية مكان محايد لاستضافة حوار مباشر مع الهند لحل القضايا العالقة... المزيد
  • 11:07 . "سرايا القدس" تعلن سقوط قتلى وجرحى بكمين لجنود الاحتلال شمالي قطاع غزة... المزيد
  • 11:06 . أبوظبي تدين مقتل موظفين في سفارة الاحتلال بواشنطن وتعرب عن تضامنها مع الشعب الصهيوني... المزيد
  • 11:04 . "التربية": 10 يونيو بدء امتحانات نهاية العام في المدارس الحكومية والخاصة... المزيد
  • 10:10 . الكويت تُسقط الجنسية عن 1292 شخصًا لأسباب قانونية مختلفة... المزيد
  • 09:21 . الإمارات تُدين بشدة إطلاق الاحتلال النار على الدبلوماسيين في جنين... المزيد
  • 07:20 . وسط الأزمة مع الجزائر.. أبوظبي تتوسع في المغرب بصفقة تتجاوز 14 مليار دولار... المزيد
  • 07:09 . إيران: علاقتنا مع السعودية في "وضع ممتاز" وتعاون اقتصادي يلوح في الأفق... المزيد
  • 11:20 . البنتاغون يقبل رسميا الطائرة الفاخرة التي أهدتها قطر للرئيس ترامب... المزيد
  • 11:10 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره الأذربيجاني تعزيز فرص التعاون... المزيد

الكتاب لا يعجبون ببعضهم

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 05-07-2016


تحكي الروائية التركية الشهيرة (ألف شفاق) عن لقاء جمعها لأول مرة بروائية قديرة وصفتها بأنها تجاوزت الحادية والثمانين من العمر لكنها لاتزال تحتفظ بشغف الكتابة كما هي في أيام الصبا، تسكن منزلاً غارقاً في هدوء غزير في أحد أحياء اسطنبول العريقة، كانت تلك الروائية هي من بادرت للاتصال وطلب المقابلة، بينما

لاتزال شفاق شابة في مقتبل عمر الكتابة والشهرة والتألق وكانت تحلم بذلك اللقاء!

في الصفحة 47 من رواية (حليب أسود) أتت شفاق على ذكر اللقاء وهي بصدد سرد تجربة اكتئاب عاشتها بعد الولادة ما أدى إلى توقف قدرتها على الكتابة، الأمر الذي وضعها أمام تساؤلات كبيرة حول الانوثة والأمومة والنسوية والإبداع والزواج، بالنسبة للمرأة الكاتبة التي تجد نفسها فجأة في وضع لا تحسد عليه مرتعبة وخائفة من فكرة نهايتها كذات مبدعة ناجحة لا يمكنها العيش دون الكتابة، في سبيل تنامي وازدهار المرأة الأنثى والأم في داخلها، لقد تصارعت هاتين الفكرتين كما يتصارع جبلان في داخل شفاق بعد الولادة وهي تنظر للطفل ككائن تريده أكثر من أي شيء آخر وللكتابة كمعنى مرادف للحياة !

قبل ذلك الاكتئاب تلقت شفاق اتصال الروائية التي دعتها فيها لمقابلة على كوب شاي ستغير أشياء كثيرة في حياتها لاحقاً، وهنا نتوقف ككتاب وبإجلال كبير أمام هذا المفهوم المتحضر الذي بات مفتقداً في حياتنا الثقافية، مفهوم تواصل الأجيال الأدبية من الكتاب والقاصين والروائيين، التواصل المنتج والمثمر والنابع من الحرص البعيد النظر على التجارب الجديدة وعلى نقل التجربة والانصات للأصوات الجديدة.

لا نقصد أي معنى من معاني الوصاية أو الأبوة هنا ولكننا نستذكر معا تلك المجالس التي أثرت الحياة الأدبية والثقافية زمن الأدباء الكبار أمثال العقاد وتوفيق الحكيم وغيرهما من خلال لقاء جيلين من الكاتبات كما أشارت (ألف شفاق) في أول كتابها !

قالت الروائية العجوز لشفاق بعد أن استقرت السيدتان في صالون المنزل الرائق (الكاتبات لا يظهرن عادة إعجابهن ببعضهن، إنهن غير جيدات في القيام بذلك، إلا أنني أردت مقابلتك أنت شخصياً) وذاك صحيح بنسبة عالية جداً، إلا أن سعي كاتب مرموق لكاتب آخر بهذا الحرص الذي أبدته العجوز له دلالات عميقة وموضوعية لتجربة شفاق الإبداعية وتقييمها بما تستحق، هذا التقييم يتطلب الكثير من الحكمة والحيادية والتعقل والاشباع والخلاص من منطق الغيرة وشبح المنافسة، هؤلاء هم من نحتاج إليهم اليوم كموجهين أدبيين يضيئون الحياة الثقافية والأدبية بعيداً عن أساليب المتاجرة ومزايدات المهرجانات والحكي الفارغ !