أحدث الأخبار
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

الكتاب لا يعجبون ببعضهم

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 05-07-2016


تحكي الروائية التركية الشهيرة (ألف شفاق) عن لقاء جمعها لأول مرة بروائية قديرة وصفتها بأنها تجاوزت الحادية والثمانين من العمر لكنها لاتزال تحتفظ بشغف الكتابة كما هي في أيام الصبا، تسكن منزلاً غارقاً في هدوء غزير في أحد أحياء اسطنبول العريقة، كانت تلك الروائية هي من بادرت للاتصال وطلب المقابلة، بينما

لاتزال شفاق شابة في مقتبل عمر الكتابة والشهرة والتألق وكانت تحلم بذلك اللقاء!

في الصفحة 47 من رواية (حليب أسود) أتت شفاق على ذكر اللقاء وهي بصدد سرد تجربة اكتئاب عاشتها بعد الولادة ما أدى إلى توقف قدرتها على الكتابة، الأمر الذي وضعها أمام تساؤلات كبيرة حول الانوثة والأمومة والنسوية والإبداع والزواج، بالنسبة للمرأة الكاتبة التي تجد نفسها فجأة في وضع لا تحسد عليه مرتعبة وخائفة من فكرة نهايتها كذات مبدعة ناجحة لا يمكنها العيش دون الكتابة، في سبيل تنامي وازدهار المرأة الأنثى والأم في داخلها، لقد تصارعت هاتين الفكرتين كما يتصارع جبلان في داخل شفاق بعد الولادة وهي تنظر للطفل ككائن تريده أكثر من أي شيء آخر وللكتابة كمعنى مرادف للحياة !

قبل ذلك الاكتئاب تلقت شفاق اتصال الروائية التي دعتها فيها لمقابلة على كوب شاي ستغير أشياء كثيرة في حياتها لاحقاً، وهنا نتوقف ككتاب وبإجلال كبير أمام هذا المفهوم المتحضر الذي بات مفتقداً في حياتنا الثقافية، مفهوم تواصل الأجيال الأدبية من الكتاب والقاصين والروائيين، التواصل المنتج والمثمر والنابع من الحرص البعيد النظر على التجارب الجديدة وعلى نقل التجربة والانصات للأصوات الجديدة.

لا نقصد أي معنى من معاني الوصاية أو الأبوة هنا ولكننا نستذكر معا تلك المجالس التي أثرت الحياة الأدبية والثقافية زمن الأدباء الكبار أمثال العقاد وتوفيق الحكيم وغيرهما من خلال لقاء جيلين من الكاتبات كما أشارت (ألف شفاق) في أول كتابها !

قالت الروائية العجوز لشفاق بعد أن استقرت السيدتان في صالون المنزل الرائق (الكاتبات لا يظهرن عادة إعجابهن ببعضهن، إنهن غير جيدات في القيام بذلك، إلا أنني أردت مقابلتك أنت شخصياً) وذاك صحيح بنسبة عالية جداً، إلا أن سعي كاتب مرموق لكاتب آخر بهذا الحرص الذي أبدته العجوز له دلالات عميقة وموضوعية لتجربة شفاق الإبداعية وتقييمها بما تستحق، هذا التقييم يتطلب الكثير من الحكمة والحيادية والتعقل والاشباع والخلاص من منطق الغيرة وشبح المنافسة، هؤلاء هم من نحتاج إليهم اليوم كموجهين أدبيين يضيئون الحياة الثقافية والأدبية بعيداً عن أساليب المتاجرة ومزايدات المهرجانات والحكي الفارغ !