أحدث الأخبار
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:24 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد

«فلترفعها من اليمين قليلاً!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 26-06-2016


أعتقد أنك مثلي لاشك في أنك قد مررت بمشهد مشابه! يكون وجهك ملاصقاً للجدار بينما تقف على كرسي رأيت الكثير من الصور لجدك أو والده وهو يجلس عليه، لذا فإن قضية لحاقه بصاحبه أو صاحبيه، هي قضية وقت فقط، ما يجعل وقفتك غير المتزنة أصلاً على الكرسي أمراً مقلقاً، ولإكمال المشهد العبثي فإن يديك تكونان ممدودتين على أقصاهما إلى الأعلى، وأنت تحمل ساعة ما توقفت منذ زمن، وقررت في لحظة احترام للوقت أن تستبدل بطاريتها التي يسميها البعض بالـ«جافة»، نظراً إلى تركيبها الكيميائي لا إلى أخلاقها، هناك مسمار ما في الحائط علاه الصدأ منذ عقود، حتى إنك تذكره كلما سمعت عن مسمار شهير كمسمار جحا، على سبيل المثال، وأنت تحاول في الوقت نفسه الحفاظ على توازنك والحفاظ على وجود المسمار في داخل ثقب الساعة التي تحملها، وتنتظر الأوامر التي تصدر إليك من شخص يقف بعيداً في الجانب الآخر من الغرفة.

فلترفعها من اليمين قليلاً.. ليس إلى هذه الدرجة أيها الأحمق.. ارفع إذاً من اليسار.. لا.. لا.. من اليمين قليلاً مرة أخرى.. في تلك اللحظات الفارقة قبل سقوطك على الأرض تتذكر لماذا تفقد لحيتك دائماً حين تحلقها لنفسك.. بسبب التردد نفسه من اليمين قليلاً من اليسار قليلاً.. تنتزع نفسك من أفكارك وتعود للتركيز مع «الموجّه» الذي يقول لك أخيراً «أيوا هكذا.. ممتاز.. خلاص»، ودائماً ما تكون هذه هي اللحظة التي يقرر فيها الكرسي أن ينبهك إلى أن تهتم بما تأخذ من سعرات حرارية لا تستطيع عمليات الأيض في جسدك أن تهضمها.. فيتهاوى قطعاً إلى جانبك.. وتحمد الله أن عمودك الفقري لديه ما يحميه على عكس أضلاع الكرسي.. ينظر الموجّه إلى الساعة التي استوى طرفاها الأعلى والأسفل بخطين متوازيين تماماً مع الحد الأعلى للغرفة.. ثم ينظر لك مبتسماً وهو يقول: أي خدمة!

بامتنان تنظر له، بينما تمنعك أوجاع الظهر من التفوه بكلمة شكر واحدة.. ولكنك تفكر في مدى الجهد المضاعف الذي كنت ستبذله لتثبيت الساعة أو اللوحة إن لم يكن هناك من يقف على البعد ويوجهك..

هكذا هو كل أمرٍ قريب! لا تستطيع أن ترى كل سلبياته واعوجاجاته لأن قرب المسافة منه لا يمكنك من أن تنظر إلى وجوده في الوسط الذي يكون فيه بشكل منصف وكامل.. وتحتاج دائماً إلى من يقف بشكل بعيد نسبياً لكي يرى الصورة واضحة ويراك في داخلها، ويعطيك بعض التوجيهات التي تجعل خطوط عملك واضحة ومتناسقة.. فيكتمل مشهدك الجميل!

أستغرب من كل هجوم قوي وردود فعل متشنجة تجاه أي نصيحة تأتي من زائر أو إعلامي لا يقيم في حدود الوطن، أو محب يعطي وجهة نظره في قضية ما، يقول لي أحد الزملاء الإعلاميين العرب: لقد أصبحنا نخشى إعطاء رأينا في قضية معينة اجتماعية أو سياحية أو لفت النظر إلى سلبية ما، لأننا نتعرض فوراً لردود أفعال تشكك في النيات؛ بينما نحن نقول وجهة النظر من باب أننا أصحاب منزل!

في زمن الانفتاح الإعلامي، وسهولة وصول المعلومة، على كل مسؤولي الدوائر والإعلام وغيرهم أن يتمتعوا بسعة صدر أكبر، ويستوعبوا وجهة النظر البعيدة، فهي في كثير من حالاتها أدق رؤية لتفاصيل قد لا نراها من مكاننا، وهو خير لنا من لوحة مائلة، لا نعرف أنها تشوه المنظر حتى نبتعد عنها!