أحدث الأخبار
  • 11:35 . الاحتلال يواصل اغتيال صحفيي غزة وسط إدانات دولية واسعة... المزيد
  • 01:37 . حصة يومية للغة العربية لرياض الأطفال في أبوظبي... المزيد
  • 01:36 . الحوثيون: 4 قتلى و67 جريحاً في غارات إسرائيلية على صنعاء... المزيد
  • 01:34 . السودان.. البرهان يتوعد بإسقاط التمرد والجيش يحبط هجمات للدعم السريع في الفاشر... المزيد
  • 01:01 . فرنسا تستدعي سفير أمريكا لانتقاده تقاعسها بمكافحة معاداة السامية... المزيد
  • 12:57 . مجلس الأمن يصوّت على تمديد مهمة اليونيفيل بجنوب لبنان... المزيد
  • 12:55 . أبو شباب.. خيوط تمتد من غزة إلى أبوظبي في مشروع يستهدف المقاومة... المزيد
  • 10:38 . حملة مقاطعة "شلة دبي" تتحول إلى صرخة ضد التفاهة وصمت المشاهير عن غزة... المزيد
  • 10:03 . مظاهرات عالمية واسعة تطالب بإنهاء الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 06:18 . أكثر من 12 ألف عملية اختراق عبر شبكات "الواي فاي" في الإمارات منذ بداية العام... المزيد
  • 12:25 . محمد بن زايد يزور أنغولا لتعزيز التبادل الاقتصادي... المزيد
  • 12:06 . انسحاب فرق موسيقية من مهرجان في بريطانيا بعد إزالة علم فلسطين... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تعلن إدخال أكثر من 300 شاحنة مساعدات إلى غزة منذ فتح المعابر... المزيد
  • 11:31 . وزارة التربية تكشف عن التوقيت الرسمي المعتمد للمدارس الحكومية... المزيد
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد

«فلترفعها من اليمين قليلاً!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 26-06-2016


أعتقد أنك مثلي لاشك في أنك قد مررت بمشهد مشابه! يكون وجهك ملاصقاً للجدار بينما تقف على كرسي رأيت الكثير من الصور لجدك أو والده وهو يجلس عليه، لذا فإن قضية لحاقه بصاحبه أو صاحبيه، هي قضية وقت فقط، ما يجعل وقفتك غير المتزنة أصلاً على الكرسي أمراً مقلقاً، ولإكمال المشهد العبثي فإن يديك تكونان ممدودتين على أقصاهما إلى الأعلى، وأنت تحمل ساعة ما توقفت منذ زمن، وقررت في لحظة احترام للوقت أن تستبدل بطاريتها التي يسميها البعض بالـ«جافة»، نظراً إلى تركيبها الكيميائي لا إلى أخلاقها، هناك مسمار ما في الحائط علاه الصدأ منذ عقود، حتى إنك تذكره كلما سمعت عن مسمار شهير كمسمار جحا، على سبيل المثال، وأنت تحاول في الوقت نفسه الحفاظ على توازنك والحفاظ على وجود المسمار في داخل ثقب الساعة التي تحملها، وتنتظر الأوامر التي تصدر إليك من شخص يقف بعيداً في الجانب الآخر من الغرفة.

فلترفعها من اليمين قليلاً.. ليس إلى هذه الدرجة أيها الأحمق.. ارفع إذاً من اليسار.. لا.. لا.. من اليمين قليلاً مرة أخرى.. في تلك اللحظات الفارقة قبل سقوطك على الأرض تتذكر لماذا تفقد لحيتك دائماً حين تحلقها لنفسك.. بسبب التردد نفسه من اليمين قليلاً من اليسار قليلاً.. تنتزع نفسك من أفكارك وتعود للتركيز مع «الموجّه» الذي يقول لك أخيراً «أيوا هكذا.. ممتاز.. خلاص»، ودائماً ما تكون هذه هي اللحظة التي يقرر فيها الكرسي أن ينبهك إلى أن تهتم بما تأخذ من سعرات حرارية لا تستطيع عمليات الأيض في جسدك أن تهضمها.. فيتهاوى قطعاً إلى جانبك.. وتحمد الله أن عمودك الفقري لديه ما يحميه على عكس أضلاع الكرسي.. ينظر الموجّه إلى الساعة التي استوى طرفاها الأعلى والأسفل بخطين متوازيين تماماً مع الحد الأعلى للغرفة.. ثم ينظر لك مبتسماً وهو يقول: أي خدمة!

بامتنان تنظر له، بينما تمنعك أوجاع الظهر من التفوه بكلمة شكر واحدة.. ولكنك تفكر في مدى الجهد المضاعف الذي كنت ستبذله لتثبيت الساعة أو اللوحة إن لم يكن هناك من يقف على البعد ويوجهك..

هكذا هو كل أمرٍ قريب! لا تستطيع أن ترى كل سلبياته واعوجاجاته لأن قرب المسافة منه لا يمكنك من أن تنظر إلى وجوده في الوسط الذي يكون فيه بشكل منصف وكامل.. وتحتاج دائماً إلى من يقف بشكل بعيد نسبياً لكي يرى الصورة واضحة ويراك في داخلها، ويعطيك بعض التوجيهات التي تجعل خطوط عملك واضحة ومتناسقة.. فيكتمل مشهدك الجميل!

أستغرب من كل هجوم قوي وردود فعل متشنجة تجاه أي نصيحة تأتي من زائر أو إعلامي لا يقيم في حدود الوطن، أو محب يعطي وجهة نظره في قضية ما، يقول لي أحد الزملاء الإعلاميين العرب: لقد أصبحنا نخشى إعطاء رأينا في قضية معينة اجتماعية أو سياحية أو لفت النظر إلى سلبية ما، لأننا نتعرض فوراً لردود أفعال تشكك في النيات؛ بينما نحن نقول وجهة النظر من باب أننا أصحاب منزل!

في زمن الانفتاح الإعلامي، وسهولة وصول المعلومة، على كل مسؤولي الدوائر والإعلام وغيرهم أن يتمتعوا بسعة صدر أكبر، ويستوعبوا وجهة النظر البعيدة، فهي في كثير من حالاتها أدق رؤية لتفاصيل قد لا نراها من مكاننا، وهو خير لنا من لوحة مائلة، لا نعرف أنها تشوه المنظر حتى نبتعد عنها!