أحدث الأخبار
  • 11:35 . الاحتلال يواصل اغتيال صحفيي غزة وسط إدانات دولية واسعة... المزيد
  • 01:37 . حصة يومية للغة العربية لرياض الأطفال في أبوظبي... المزيد
  • 01:36 . الحوثيون: 4 قتلى و67 جريحاً في غارات إسرائيلية على صنعاء... المزيد
  • 01:34 . السودان.. البرهان يتوعد بإسقاط التمرد والجيش يحبط هجمات للدعم السريع في الفاشر... المزيد
  • 01:01 . فرنسا تستدعي سفير أمريكا لانتقاده تقاعسها بمكافحة معاداة السامية... المزيد
  • 12:57 . مجلس الأمن يصوّت على تمديد مهمة اليونيفيل بجنوب لبنان... المزيد
  • 12:55 . أبو شباب.. خيوط تمتد من غزة إلى أبوظبي في مشروع يستهدف المقاومة... المزيد
  • 10:38 . حملة مقاطعة "شلة دبي" تتحول إلى صرخة ضد التفاهة وصمت المشاهير عن غزة... المزيد
  • 10:03 . مظاهرات عالمية واسعة تطالب بإنهاء الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 06:18 . أكثر من 12 ألف عملية اختراق عبر شبكات "الواي فاي" في الإمارات منذ بداية العام... المزيد
  • 12:25 . محمد بن زايد يزور أنغولا لتعزيز التبادل الاقتصادي... المزيد
  • 12:06 . انسحاب فرق موسيقية من مهرجان في بريطانيا بعد إزالة علم فلسطين... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تعلن إدخال أكثر من 300 شاحنة مساعدات إلى غزة منذ فتح المعابر... المزيد
  • 11:31 . وزارة التربية تكشف عن التوقيت الرسمي المعتمد للمدارس الحكومية... المزيد
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد

معطف الكتابة لا يناسب الجميع !

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 19-06-2016


لم أستغرب خلال الأسبوع الماضي إلا من كاتب استنكر كتابتي حول قضية الكتابة والكتبة والكتاب، الحقيقيين والمزيفين والذين لا علاقة لهم بالكتابة لكنهم متعلقون بأهدابها، كل لغاية في نفسه، كما كان يعقوب النبي حين أمر بنيه بأن يدخلوا مصر من أبواب متفرقة وليس من باب واحد، المشكلة أن الذين دخلوا عالم الكتابة بطريق الخطأ أو الادعاء دخلوه من باب واحد، لأنهم لم يقرأوا نصيحة يعقوب، لذلك أصبحوا معروفين، ولهذا نقول إن القراءة هي الفأس التي تكسر جمود جهلنا وتحررنا، فإن لم تجعلك القراءة كاتباً فستعينك على أن تحتاط وتحذر وتستعد!

أن يدخل كل هذا الجمع من باب واحد، مع وجود أبواب أخرى متفرقة، أمر يثير الاستغراب ويطرح بعض التساؤلات، مرة سألت أحد هؤلاء وكان قد صدق نفسه أنه يكتب هذا الذي يظهر في الجرائد كل أسبوع، سألته ما رأيك فيما تكتب؟ فقال جميل والله أحس أنني فيلسوف أحياناً فأبتهج من داخلي، أشعر أنني شخص عظيم، قلت له، أسألك عن الكتابة وليس عنك! هو صمت وأنا غيرت الموضوع!.

لقد قدم لي دون أن ينتبه الإجابة الدقيقة على سؤال لم أطرحه أصلاً هو: لماذا يلجأ البعض لفكرة طرح نفسه ككاتب تحديداً مستعيناً بأشخاص آخرين يكتبون له، في حين أن بإمكانه الاكتفاء بوظيفته الحكومية الجيدة ذات الدخل المرتفع والذي لا ينافسه الكتّاب عليه في المقابل! إنه هذا الإحساس الذي شرحه بدقة كبيرة، الشعور بالعظمة والابتهاج والتمخطر أمام الناس على أنه فيلسوف ومثقف ومحلل وعالم ببواطن الأمور!

لماذا يظن بعض الأشخاص أنه من البساطة أن يكون كاتباً، ودون أدنى تعب أو جهد وكأن الكتابة مهنة من لا مهنة له، أو المهنة اللقيطة، أو المهنة الشليهة بمعطف معلق خلف أي باب نلتقطه بسهولة، لنواجه به الخارج متدثرين ومتجملين ومندسين فيه؟ في حين أن الكتابة واحدة من أصعب وأنبل المهن وأكثرها خطورة.

تقتضي الكتابة من الكاتب أن يفني حياته بين الكتب والصحف والناس والأمكنة، وفي المنتديات والمؤتمرات، وفي قلب الأحداث والتحولات متأرجحاً بين احتياجات لا يستطيع توفير نصفها ورغبات هي من حقه، لكن تنازعه الكتابة عليها فيتجنبها ليكون كاتباً حقيقيا، كاتباً يمتلك الخزين والتجربة وقاموس اللغة والشغف والقلق والشك وموهبة التلصص على عقول الناس والإحساس بمشاعرهم وهمومهم لينقلها فيما بعد عبر مقالاته وكتبه ورواياته، ليكون صوتهم ولسانهم ومنبرهم وجريدتهم وصديقهم الذي يحتسي القهوة معهم منذ الصباح الباكر!.