أحدث الأخبار
  • 11:35 . الاحتلال يواصل اغتيال صحفيي غزة وسط إدانات دولية واسعة... المزيد
  • 01:37 . حصة يومية للغة العربية لرياض الأطفال في أبوظبي... المزيد
  • 01:36 . الحوثيون: 4 قتلى و67 جريحاً في غارات إسرائيلية على صنعاء... المزيد
  • 01:34 . السودان.. البرهان يتوعد بإسقاط التمرد والجيش يحبط هجمات للدعم السريع في الفاشر... المزيد
  • 01:01 . فرنسا تستدعي سفير أمريكا لانتقاده تقاعسها بمكافحة معاداة السامية... المزيد
  • 12:57 . مجلس الأمن يصوّت على تمديد مهمة اليونيفيل بجنوب لبنان... المزيد
  • 12:55 . أبو شباب.. خيوط تمتد من غزة إلى أبوظبي في مشروع يستهدف المقاومة... المزيد
  • 10:38 . حملة مقاطعة "شلة دبي" تتحول إلى صرخة ضد التفاهة وصمت المشاهير عن غزة... المزيد
  • 10:03 . مظاهرات عالمية واسعة تطالب بإنهاء الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 06:18 . أكثر من 12 ألف عملية اختراق عبر شبكات "الواي فاي" في الإمارات منذ بداية العام... المزيد
  • 12:25 . محمد بن زايد يزور أنغولا لتعزيز التبادل الاقتصادي... المزيد
  • 12:06 . انسحاب فرق موسيقية من مهرجان في بريطانيا بعد إزالة علم فلسطين... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تعلن إدخال أكثر من 300 شاحنة مساعدات إلى غزة منذ فتح المعابر... المزيد
  • 11:31 . وزارة التربية تكشف عن التوقيت الرسمي المعتمد للمدارس الحكومية... المزيد
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد

الكاتب الفاشل

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 18-06-2016


مثلما هناك كاتب حقيقي فهناك كاتب فاشل، وقد يحدث أن يصاب كاتب مبتدئ بالغرور بعد أول مقال تنشره له صحيفة عادية جداً، يقرؤها عدد بسيط من الناس، منهم 10 قراء ألقوا نظرة سريعة على مقاله، 8 منهم أصدقاؤه وأقرباؤه، لا بأس فبعض الناس لديهم هاجس الشهرة وحين يسمعون أحداً يناديهم يتخيلون أنفسهم يؤدون القسم الرسمي تحت قبة البرلمان، لكن ماذا عن شخص كل رأسماله الإبداعي كتاب واحد وعمره في الكتابة سنتان يجلس واضعاً ساقاً على ساق لينظر في الأدب، ويتحدث عن مشروعه الثقافي، ويعد بأعمال روائية كثيرة قادمة؟

لا تفكروا فيمن يكون هذا الشخص، إنه مجرد تصور كاريكاتيري أو تخيلي، جمعت فيه نتفاً مختلفة لشخصيات كثيرة قابلت بعضها وسمعت عن بعضها الآخر، شخصيات تتحرك على أرض الثقافة عندنا وفي أماكن مختلفة، بذهنية من صدق نفسه أنه نجيب محفوظ أو غارسيا ماركيز، معظم هؤلاء يمتلكون ذهنيات مشتركة وميزات لا تدري من أين اكتسبوها بالضبط، أهم تلك الميزات: تصديق نفسه والثقة المطلقة بالاكتفاء بالموهبة، هاتان الصفتان هما الأشد دلالة على فشل أي كاتب!

الموهبة أمر لا غنى عنه، لا جدال في أنه ركيزة ومبتدأ الذات المبدعة، لكنه ليس كل الجملة، وهو قابل للاضمحلال إن لم يتم الاشتغال عليه بإحدى أكثر الأدوات فاعلية وأهمية «القراءة»، يقدم لنا الكاتب محمد أبو زيد مجموعة من النصائح التي لو اتبعناها لأصبحنا فاشلين بامتياز كامل، وأول هذه النصائح ألا نقرأ!

يستعين أبو زيد بقول للأديب التشيكي الشهير فرانز كافكا خلاصته (أعتقد أنه يجب علينا قراءة الكتب التي تدمينا، بل وتغرس خناجرها فينا، نحن بحاجة للكتب التي لها وقع الكارثة، الكتب التي تحزننا كما يحزننا موت عزيز علينا أو نفينا في غابة بعيدة، الكتب هي الفأس التي تكسر جمودنا وتحررنا..).

الذين لا يقرؤون هم من يمشون بثقة مطلقة في موهبتهم بجوار جدار يعلو كل لحظة، في النهاية سيكتشف هؤلاء وجوقة المداحين أنهم خارج المعادلة، وأن الكتابة سبقتهم وعلت فوقهم، وأنهم صاروا في الأسفل تماماً! هذا فيما يخص الاتكاء على الموهبة فقط، أما تصديق النفس فتلك كارثة أخرى، لأن العالمين بحقيقة الإبداع ينصحونك بألا تقترب من هذه الأرض السيئة حتى لا تغوص في رمالها!

الكاتب الجيد لا يملك هذا اليقين الذي يباهي به البعض، حتى لو نشر عشرات الكتب ، كما يقول محمد أبو زيد، إنه يظل يكتب ويعيد الكتابة شاكاً في استحقاق ما يكتبه للنشر أو الاطلاع عليه، لأنه يدرك أن الشك نعمة الكتابة الجيدة، بينما اليقين والتصديق نقمة الكتابة والكاتب الفاشل!