انتقد الرئيس التونسي السابق، منصف المرزوقي، ما اعتبره تغيير حركة "النهضة" لخياراتها الأساسية؛ وذلك بتحالفها مع النظام القديم بدلاً من التحالف مع الإسلاميين المعتدلين والعلمانيين المعتدلين.
وكشف المرزوقي في حوار بُثّ على قناة "فرانس 24"، عن سبب غيابه عن المؤتمر العاشر للنهضة، والذي حضره الرئيس التونسي الحالي، القايد الباجي السبسي، وقال: "حضوري في مؤتمر النهضة كان سيكون نفاقاً والنفاق ليس من طبعي ولن يكون".
وأضاف المرزوقي أنه من حق الأحزاب أن تغيّر خياراتها، ولكن طبيعة العلاقة المتينة التي كانت تجمعه بالإسلاميين على امتداد ثلاثة عقود من الزمن، كانت تفترض من حليفه أن يعلمه بتغيير خياراته وبرامجه، مشدداً على أنه حمى البلاد والترويكا من انقلاب أكيد كان يعد لها في تلك الفترة.
وأكد المرزوقي أن مسألة الفصل بين الدعوي والسياسي التي أقرتها "النهضة" في مؤتمرها الأخير، ليست اكتشافاً خارقاً، وأن الطبيعي هو أن يكون العمل السياسي بعيداً عن "الأخلاق" التي هي ملك للجميع، سواء كانوا علمانيين أو إسلاميين، على ما نقل موقع "العربي الجديد".
واعتبر رئيس حزب حراك تونس الإرادة، أنه أدى واجبه كما ينبغي، بحيث انتهت فترة ولايته بكتابة الدستور والوصول إلى انتخابات اعتبر أنها كانت حرة، ولكنها لم تكن نزيهة، إذ كانت عملية غش للناخبين الذين صوتوا للسبسي على أساس اختلافه مع "النهضة"، والناخبين الذين صوتوا لحركة "النهضة" على أساس أنها مواصلة لخط الثورة.
وشدٰد المرزوقي على أن تراجع الأمل وتراكم الخيبات لدى التونسيين هو الذي أعاده إلى هذه المعركة من جديد، معتبراً أن الشعب التونسي يمر بديناميكية بحث عن بديل سياسي، وأنه يريد أن ينجح ويعود للحياة، برغم الخيبات، معتبراً أنه جزء من هذه الديناميكية.
وعلى صعيد متصل، كشف الرئيس التونس السابق، عن محاولة للانقلاب على السلطة الشرعية في تونس عام 2013.
وشدد المرزوقي على أنه حمى البلاد والترويكا من انقلاب أكيد كان يُعد له، مشيراً إلى علمه بأطراف "المؤامرة" ودلل على كلامه بمجموعة من الشواهد؛ منها محاصرة المجلس التأسيسي، ونداءات متكررة للجيش بالتدخل، وعدم اعتراف بعض الأطراف بشرعية رئيس الجمهورية وأنه يجب أن يتنحى، ودعوات عبر وسائل الإعلام للتمرد وعدم دفع الفواتير والدعوة للتمرد يوم 6 سبتمبر/أيلول 2013 واحتلال مقرات سيادية في البلاد، وتساءل "ماذا تعني كل هذه الأمور؟".
وقال المرزوقي إنه يراهن على الزمن ليكشف للجميع إذا ما كانت الثورة انتهت أم لا، وإنه واثق من مساره، وإن الانتخابات المقبلة إما أن تدفع تونس إلى الديمقراطية أو تعود بها نصف قرن إلى الوراء.
وجدد المرزوقي تضامنه مع الرئيس المصري، محمد مرسي، مؤكدا أن عبد الفتاح السيسي، وصل للحكم عن طريق انقلاب، وأنه سيتحاشاه كما فعل مرات عديدة، إذا دعي لتونس.
واعتبر أن حزب "نداء تونس" "لا برنامج له، وأن كل وعوده كاذبة"، مشيراً إلى أن ما وصفه بـ"لوبيات المال الفاسد والإعلام الفاسد" هي من تقود الثورة المضادة، وكانت هناك غرفة عمليات بهدف تشويهه "وكانت لها قدرات غريبة، ولكن لم تكن له إمكانية محاربتهم بأسلحتهم، وإذا لم تحاربهم انتصروا عليك".
وكان المرزوقي اتهم دولة الإمارات بضرب الربيع العربي بثورات مضادة وتمويلها، وأن إسرائيل هي التي خططت للثورات المضادة، فشنت وسائل إعلام إماراتية وتونسية ومصرية هجوما على الرجل.
ونفى راشد الغنوشي قبيل المؤتمر الذي عقد الجمعة الماضية أن يكون تقارب مع رموز النظام القديم مؤكدا أن حركته تواصل مكافحة الفساد بالتوازي مع مراعاة مصلحة الدولة التونسية، التي كشفت التجربة أن الدولة العميقة لا تزال متجذرة والتعامل معها يتطلب "مرونة" وفق رؤية الحزب.