أعلن حزب "جبهة العمل الإسلامي"، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، أنه سيتشح بالسواد، وسيغلق أبوابه، غداً الاثنين، ليوم واحد، كما يعتزم مقاضاة الحكومة؛ احتجاجاً على تردي الحريات والنهج الإقصائي.
جاء ذلك في تصريحات على لسان الأمين العام للحزب، محمد الزيود، خلال مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الأردنية عمان، حمل عنوان "المضايقات والإقصاء الممنهج الذي تمارسه الحكومة تجاه الحزب".
وأوضح أن الحزب سيقوم بالخطوات السابقة؛ احتجاجاً على "النهج الإقصائي والتصعيد غير المسبوق الذي تمارسه السلطات ضد الحزب، فضلاً عن تراجع أوضاع الحريات العامة في البلاد".
وأضاف الزيود: إن "جبهة العمل الإسلامي لن يتخلى عن دوره الإصلاحي ومحاربة الفاسدين الذين عبثوا بمقدرات الوطن ومؤسساته".
واستذكر الزيود بعض المواقف الحكومية التي قال إنها تستهدف حزبه؛ ومنها منع الحكومة انعقاد المؤتمر العام للحزب في أي قاعة رسمية أو خاصة (العام الماضي)؛ ما دفع الأخير إلى عقد مؤتمره العام في خيمة في العراء.
وتابع أن السلطات الأردنية قامت بـ"اعتقالات بحق قيادات بالحزب كاعتقال الأمين العام الأسبق للحزب، زكي بني ارشيد (نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين)، وتوقيف خالد الجهني، رئيس فرع الحزب في مدينة العقبة (جنوب)".
وانتقد الزيود ما وصفه بحملة "الشيطنة الإعلامية" ضد الحزب وعناصره، وما جرى من إغلاق لمقار فروعه في محافظات العقبة والكرك (جنوبي البلاد)، والمفرق (شمال شرق) ولواء سحاب (جنوبي العاصمة)، ومنع بعض أعضاء الحزب من السفر خارج البلاد، وحجز جوازات سفر البعض الآخر.
وناشد، الزيود، العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، التدخل لوقف ما وصفه بـ"الحملة الممنهجة" ضد الحزب وقياداته وعناصره وأنشطته.
وخلال الشهر الماضي أغلقت السلطات الأردنية بعض مقرات الجماعة في البلاد.
ومنذ مارس 2015، تشهد "جماعة الإخوان المسلمين" في الأردن خلافات مع أعضاء قياديين سابقين فيها، وعلى إثرها قام هؤلاء الأعضاء المنشقون بتأسيس جمعية جديدة باسم "جمعية الإخوان المسلمين". ويدعم جهاز المخابرات الأردني بدعم عواصم خليجية والقاهرة حركة الانشقاق هذه.
وكشفت صحيفة القدس العربي السبت(28|5) في تقرير لها أن السلطات الأردنية تبرر استهداف الجماعة الآن كسياسة انتقامية جراء دورها في قيادة الشارع الأردني إبان ذروة الربيع العربي عام 2011 و2012 وقبل انقلاب السيسي على الرئيس محمد مرسي. وتتهم السلطات الجماعة بأنها "استقوت" على الدولة في تلك المرحلة، زاعمة أنها تواصلت مع التنظيم الدولي للإخوان وأنها تلقت رسالة خطية من الرئيس التركي أردوغان، وكان وقتها رئيس وزراء تركيا.