قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن موسكو لم تلاحظ حتى الآن استعدادا من جانب الاتحاد الأوروبي لاستئناف حوار الشراكة، وحذر من أن العلاقات الروسية-الأوروبية وصلت إلى مفترق طرق.
وتابع بوتين في مقابلة مع صحيفة "كاتيميريني" اليونانية، نشرت اليوم الخميس قبيل بدئه زيارته المقررة إلى اليونان غدا الجمعة: "تنطلق روسيا من ضرورة إقامة حوار شراكة متكافئ فعلا بينها وبين الاتحاد الأوروبي حول دائرة واسعة من المسائل، بدءا من تسهيل نظام منح تأشيرات الدخول، وصولا إلى تشكيل تحالف طاقة. لكننا لم نلاحظ حتى الآن أن شركاءنا الأوروبيين يبدون استعدادا للسير في هذا الطريق الواعد والمتبادل المنفعة".
وفي الوقت نفسه اعتبر الرئيس أن العلاقات الروسية-الأوروبية لا تواجه أي مشاكل لا يمكن تجاوزها، ودعا بروكسل إلى العودة لطريق الشراكة متعددة الجوانب والشروع في أخذ الآراء والمصالح للطرف الآخر بعين الاعتبار.
وشدد الرئيس الروسي قائلا: "اليوم وصلت روسيا والاتحاد الأوروبي إلى مفترق، ويتعين عليهما أن يجيبا عن سؤال: كيف نرى مستقبل علاقاتنا وفي أي اتجاه نخطط أن نسير؟"
كما ناشد الرئيس الروسي الشركاء الأوروبيين استخلاص العبر من الأحداث في أوكرانيا والشروع في إقامة منطقة تعاون اقتصادي وإنساني تمتد من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ وتعتمد على هيكلية أمن متكافئ وغير قابل للتجزئة.
ومن الخطوات اللازمة لتحقيق هذا الهدف، أشار بوتين إلى مهمة تحقيق الانسجام بين عمليتي التكامل الأوروبية واليورو- آسيوية. وأشار إلى زيادة أهمية هذه الخطوة، نظرا لظهور مراكز نفوذ جديدة بالعالم باتت تنافس مع المراكز القديمة، ومنها أوروبا. واستطرد قائلا: "من الواضح أنه لا يمكن ضمان مكان مستحق للقارة العجوز في الظروف الدولية الجديدة، إلا بتوحيد قدرات كافة الدول الأوروبية، ومنها روسيا".
وتابع بوتين أن التراجع في العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي يؤثر سلبا على العلاقات الثنائية بين موسكو وأثينا، ولا سيما على مستوى التبادل التجاري الذي تراجع هذا العام بنسبة الثلث بالمقارنة مع بيانات العام الماضي، ووصل إلى 2.75 مليار دولار. وأوضح بوتين أن حظر استيراد المنتجات الزراعية من دول الاتحاد الأوروبي والذي فرضته روسيا ردا على العقوبات الأوروبية ضدها، يضر بقدر كبير بمنتجي هذه البضائع في اليونان.
وتشهد العلاقات الروسية الأوروبية توترا متزايدا منذ سيطرة بوتين على القرم في مارس 2014 ما دفع الناتو وأوروبا على اتخاذ خطوات دفاعية في أوكرانيا والمضي قدما بالدرع الصاروخي الأمريكية في مواجهة التمدد الروسي على الحدود الأوروبية. كما أن أوروبا رأت في العدوان الروسي على سوريا المستمر منذ سبتمبر الماضي بأنه تهديد لها ولمصالحها كونه يزيد من انتشار الإرهاب ويزيد من موجات اللاجئين.