أحدث الأخبار
  • 09:21 . الإمارات تُدين بشدة إطلاق الاحتلال النار على الدبلوماسيين في جنين... المزيد
  • 07:20 . وسط الأزمة مع الجزائر.. أبوظبي تتوسع في المغرب بصفقة تتجاوز 14 مليار دولار... المزيد
  • 07:09 . إيران: علاقتنا مع السعودية في "وضع ممتاز" وتعاون اقتصادي يلوح في الأفق... المزيد
  • 11:20 . البنتاغون يقبل رسميا الطائرة الفاخرة التي أهدتها قطر للرئيس ترامب... المزيد
  • 11:10 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره الأذربيجاني تعزيز فرص التعاون... المزيد
  • 11:03 . مقتل جنديين في هجوم على قاعدة جوية روسية في سوريا... المزيد
  • 10:57 . طالب إماراتي يحصد المركز الأول في الكيمياء بمعرض "ISEF"الدولي... المزيد
  • 10:54 . أمريكا: مقتل موظفيْن بسفارة الاحتلال الإسرائيلي في إطلاق نار أمام المتحف اليهودي بواشنطن... المزيد
  • 10:16 . صحوة متأخرة للضمير الأوروبي... المزيد
  • 10:05 . "فلاي دبي" تستأنف رحلاتها إلى دمشق بعد 12 عاماً من التوقف... المزيد
  • 07:36 . قوات الاحتلال تطلق النار على دبلوماسيين في جنين.. وإدانات دولية واسعة... المزيد
  • 07:17 . بجوائز تبلغ 12 مليون درهم.. إطلاق الدورة الـ28 من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم... المزيد
  • 06:50 . لماذا تُبقي الشركات على المدير السيئ؟... المزيد
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد

تاريخ المهمشين

الكـاتب : عبد العزيز الحيص
تاريخ الخبر: 16-05-2016


التاريخ صنعة حساسة، فبجانب كونه نقلا لما اختفى وذهب، فهو الصانع المؤثر في معرفة اليوم، وجالب مادتها الأولى. الحياة الفكرية والثقافية اليوم مستمدة من امتداداتها السابقة.
ولكن لن يتأثر الناس كثيرا بالتاريخ إن كان يأتي بصورة معرفية تقليدية وباردة، وكسرد للأحداث اللافتة فقط. سيقترب الناس من التاريخ إن اقترب تدوينه من التنوير عن طبيعة مماثلة لطبيعة علاقاتهم نفسها، وإن اقترب أيضا من زمانهم.
أكثر كتب التاريخ ندرة هي تلك التي تدون تاريخنا الحديث وتقترب منه. وتشتد الصعوبة كلما اقترب المؤرخ من فترة الحاضر. علي الوردي مثلا كان مستاء في حياته لأنه منع من طباعة الجزء السابع من تاريخه «لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث»، والسبب أنه اقترب من تأريخ فترات معاصرة (وهذا ما كان يخيف النخب السلطوية وقتها)، ويقال إن الجبرتي أيضا كان لديه جزء آخر في تاريخه اختفى لأنه اقترب أيضا من التاريخ المعاصر.
إن المؤرخ في تاريخنا هو نفسه مثقف اليوم، مكبل بالسلطة، ويمضي في سياق إيدولوجيتها. اهتمام المؤرخ بالسلطة والسياسة، واستحقاره للناس واستخدامه وصف العوام والرعاع، يجعلنا لا نفاجأ بموقف المثقف اليوم، فهو وليد هذا السياق المعرفي.
إن التاريخ يغذي كل الأفواه، ويبرر كل الخطايا، وحمال أوجه، الكل يجد فيه ما يريد، ولذا هو انعكاس لواقع الناس وما يريدوه، وحين تتحسن المعرفة لدينا ستتحسن قراءتنا للتاريخ، وإن حضر الإنسان لدينا سنجده في التاريخ، ولذا لا عجب أن التاريخ الجديد، إنما هو في صلب نظريته تاريخ اجتماعي، وتاريخ الناس العاديين في مظاهرهم البسيطة، والمهمشين الذين غيبهم التاريخ.
علم الاجتماع نفسه لا تتكون مادته الحقيقة من تلك النظريات والأطر العلمية الضخمة فمادته الحقيقية هي الشارع، والإنسان العادي في مظاهره البسيطة. يقول عالم الاجتماع العراقي علي الوردي في مقدمة كتابه «دراسة في طبيعة المجتمع العراقي»: «علم الاجتماع بطبيعته متواضع، يستمد أكثر معلوماته من السوقة، ومن السفلة، والمجرمين، والغوغاء. فهؤلاء بمنابزاتهم ومفاخراتهم، وبتعاونهم وتنازعهم، يمثلون القيم الاجتماعية السائدة أصدق تمثيل».
علينا أن نتواضع، فنحن اليوم نشهد أخبارا جسيمة، ونشاهدها في الأخبار، ومع ذلك نحتار ولا نجزم في الرأي، فما بالنا نجزم ونختصم بما وصلنا في قراطيس تم تدوينها في أزمان مظلمة!
التفكير في التاريخ يجعلنا في جدلية معه دوما، ولا يوجد مانع من أن نتخلص من تسعة أعشاره، والعشر الأخير نتفاصل معه بدقة، فنأخذ ونترك. لن ينطلق الإنسان في حياة حرة، إن كان مكبلا بالتاريخ، خصوصا هذا النوع من التاريخ، الذي كتب للنخب لا للإنسان.;