برعاية الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ينطلق غداً مؤتمر «الجيل الرابع من الحروب» الذي ينظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين في القضايا الأمنية والاستراتيجية والعسكرية، وذلك في قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بمقر المركز في أبوظبي.
ويتناول المؤتمر «الجيل الرابع من الحروب»، باعتباره أحد المفاهيم النظرية الإشكالية التي أصبحت تشغل بال الباحثين والمهتمين في الوقت الحالي، وتثير الكثير من الجدل حول جدية المفهوم وصرامته العلمية، فهناك الكثير من الدوائر العسكرية لا تعترف بالمفهوم وتعتبره مجرد مقاربة قد تنجح وقد تفشل في تقديم إجابات وتفسيرات عقلانية عن تغيير نمط الحروب وطبيعتها، فقد تم تناقل الحديث عن هذا الإطار المفاهيمي في الدوائر العسكرية الأميركية منذ ثمانينيات القرن الماضي، لكن ما كُتب في نقده وبيان قصوره أكثر بكثير مما كُتب في دعم قدرته على تفسير الواقعين السياسي والعسكري في العالم.
ويتضمن المؤتمر أربع جلسات، تتناول أربعة محاور تتعلق بـ«الجيل الرابع من الحروب»، هي: «حروب الجيل الرابع: استكشاف الوجه المتغير للحرب»، و«الاعتبارات الاستراتيجية لحروب الجيل الرابع»، و«التهديدات المحتملة لحروب الجيل الرابع»، و«مسارات الجيل الرابع من الحروب ومستقبلها». ويأتي تنظيم المركز للمؤتمر، انطلاقاً من إيمانه بأهمية إلقاء الضوء على كل المفاهيم والأساليب الجديدة للصراعات والحروب، في إطار مفهوم «الجيل الرابع من الحروب»، الذي أصبح يتميز بعدم المركزية بين أسس أو عناصر الدول المحارَبة من قِبل دول أخرى، ما يعني تجاوز المفهوم العسكري الضيق للحروب إلى المفهوم الواسع، حيث تُستخدم في هذه الحروب «القوى الناعمة» إلى جانب «قوى السلاح».