أدانت هيئات وشخصيات إسلامية بارزة الهجمة الشرسة التي تتعرض لها مدينة حلب، وخلفت عدداً من المجازر المروعة المتتالية، مطالبين باتخاذ "الخطوات الفاعلة لوضع حد لهذه المآسي الإنسانية، وإعادة الحق إلى مساره".
وجددت المقاتلات الحربية التابعة لنظام الأسد وحليفه الروسي، الجمعة، وهو اليوم العاشر على التوالي للهجمة الشرسة على المدينة، قصفها أحياء سكنية عدة في حلب، وأسفرت غارات اليوم عن مقتل 11 مدنياً على الأقل، وإصابة 35 آخرين، بينهم أطفال ونساء.
ويتناوب الطيران الحربي الروسي السوري على قصف المناطق السكنية التي تسيطر عليها المعارضة في حلب منذ الـ 19 من الشهر الجاري، ما تسبب في مقتل أكثر من 170 مدنياً، وإصابة أكثر من 200 آخرين.
وتستهدف الغارات بشكل خاص البنية التحية من مستشفيات ومدارس ومساجد وآبار مياه، كما منعت اليوم، لأول مرة في التاريخ، صلاة الجمعة في حلب؛ خوفاً من الغارات العنيفة.
ومن جانبها استنكرت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في السعودية بشدة المجزرة التي ارتكبها النظام السوري وحلفاؤه في حلب، وقالت في بيان أصدرته، الجمعة: "إن استهداف المستشفى - الذي لم يكن الأول من نوعه - جريمة متكاملة في أدواتها ووسائلها وخططها وتنفيذها، في حين أن العدالة الدولية لا تتخذ أي خطوة حقيقية لمحاسبة المجرم الذي يصدر العنف والإرهاب، ويشرد الملايين من البشر إلى أنحاء العالم."
ودعت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء دول العالم الإسلامي "إلى أن تتبنى الخطوات الفاعلة لوضع حد لهذه المآسي الإنسانية، وإعادة الحق إلى مساره، ودفع المجتمع الدولي إلى أن يتعامل مع قضايانا بجدية ومسؤولية وعدالة."
بدوره دعا الشيخ علي القره داغي، أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، العرب والمسلمين حكاماً وشعوباً؛ للتحرك الفوري والعاجل لنصرة حلب التي تباد بقصف النظام.
وفي حين جاءت تغريدات بقية العلماء والدعاة باردة وضعيفة الأثر، كانت تغريدات القره داغي الأكثر حدة والتزاماً.
وقال الأمين العالم للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: إن "نصرة إخواننا في حلب خاصة، وسوريا عامة؛ واجبةٌ على كل العرب والمسلمين، وخاصةً الحكام وصنّاع القرار (..) وكلُّ من يتخاذل عن نصرتهم وهو قادرٌ فهو آثم!".
ودعا القره داغي دول التحالف الإسلامي للتدخل الفوري ودحر العدوان عن سوريا، وأضاف في تغريداته على حسابه على تويتر: "كان لدينا بصيصٌ من الأمل بالتحالف الإسلامي لدحر العدوان عن إخواننا في سوريا، لكن إذا لم يتدخل هذا التحالف الآن في حلب فمتى سيتدخل؟".
وتساءل قائلاً: "هل شُكِّل هذا التحالف لحماية دول معينة دون غيرها؟ إذا كان كذلك فسيأتي اليوم الذي يقولون فيه: إنما أُكِلتُ يوم أُكِل الثور الأبيض!" على حد تعبيره.
وجدد طيران النظام قصف حلب باستهداف مستوصف طبي مجددا ما أدى إلى وقوع 20 ضحية من المدنيين، فيما نفى النظام شمول حلب الهدنة المتفق عليها بين واشنطن وموسكو.