أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان أن بلاده مستعدة لمساعدة حكومة الوفاق الوطني في ليبيا على ضمان أمنها البحري، في انتظار أن يحدد رئيس الوزراء فايز السراج الإجراءات الأمنية التي يعتزم اتخاذها والطلبات التي ينوي تقديمها إلى الأسرة الدولية من أجل ضمان الأمن البحري للبلاد المضطربة، في وقت نفت وزارة الدفاع الإيطالية وجود خطط لإرسال 900 جندي إلى الأراضي الليبية غداة طلب السراج توفير حماية دولية لحقول النفط.
من جهة أخرى، قال معز السيناوي المتحدث باسم الرئاسة التونسية إن بلاده مستمرة في رفض التدخل العسكري في ليبيا ومع أي حل سلمي وتفاوضي ينهي الأزمات الحالية، لكنها تؤيد ضربة محددة ضد «داعش» في هذا البلد ، في حين طالبت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا ناتاليا ابوستولوفا خلال زيارة لطرابلس أمس، حكومة الوفاق المدعومة من المجتمع الدولي والأمم المتحدة، بتولي مهامها التنفيذية «في أسرع وقت ممكن»، ولم تستبعد رفع العقوبات عن معرقلي الاتفاق السياسي «إذا ما غيروا سلوكهم».
وأبلغ لودريان إذاعة «أوروبا 1» استعداد بلاده لضمان الأمن البحري لليبيا، قائلاً «يجب أن ننتظر حتى يقول لنا السراج ما هي الإجراءات الأمنية التي يعتزم اتخاذها والطلبات التي ينوي تقديمها للأسرة الدولية بهذا الصدد».
وأضاف «نحن من جهتنا مستعدون»، في إشارة إلى المساهمة التي يمكن لفرنسا تقديمها لا سيما ضمن العملية البحرية التي يقوم بها الاتحاد الأوروبي ضد مهربي المهاجرين قبالة السواحل الليبية. وأعلن الاتحاد الأوروبي أنه يعمل على «مشاريع ملموسة» لدعم حكومة الوفاق الوطني على الصعيد الأمني، وذلك خلال اجتماع مشترك لوزراء الدفاع والخارجية الأوروبيين في لوكسمبورج (18|4) الحالي.
ويعول الغربيون على حكومة الوفاق لمحاربة تنظيم «داعش» في مدينة سرت الساحلية ووقف تدفق المهاجرين من السواحل الليبية. ويعتزم الأوروبيون تعديل تفويض مهمة «صوفيا» الأوروبية البحرية التي بدأت صيف 2015 لوقف دخول مهربي المهاجرين إلى المياه الليبية. وتقتصر مهمة صوفيا حالياً على المياه الدولية.
وعقب اجتماع مع حكومة الوفاق الوطني في قاعدة طرابلس البحرية حيث مقر حكومة السراج، قالت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا إنها بحثت «الإجراءات الأمنية على الأرض... وكيف يمكننا أن نساعد الحكومة... على بناء وتدريب جيش ليبي حقيقي وشرطة وقوات عسكرية». ويضم الوفد بجانب ابوستولوفا، والسفير الألماني كرستيان فالتر موخ والمبعوث الخاص الإيطالي ديميتري سجون والوزير المفوض جورجيو ستاراتشي. وأكدت ابوستولوفا أن حكومات الاتحاد الأوروبي «تدعم بشكل كامل» هذه الخطوة.
وطالبت ابوستولوفا البرلمان بعقد جلسة لمنح الثقة للحكومة «في أسرع وقت ممكن»، لكنها أكدت أن الاتحاد الأوروبي «سبق أن اعترف بهذه الحكومة التي يعمل معها، الا أننا نود أن نرى هذا المسار السياسي مكتملاً».
وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على شخصيات ليبية بينها رئيس برلمان طبرق الانقلابي عقيلة صالح بسبب عرقلتهم الحل السياسي، لكن ابوستولوفا شددت على إمكان التراجع عن هذه العقوبات إذا تغير سلوك هؤلاء الأشخاص.
وتركزت زيارة الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي إلى القاهرة الأسبوع الماضي ولقائه بقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي حول الشأن الليبي وفق ما أفادت مصادر مصرية مطلعة، أكدت أن المباحثات بين الجانبين تناولت دعم اللواء المنشق خليفة حفتر في المرحلة القادمة مواصلة لدعمه منذ قيامه بقيادة الثورة المضادة.