يتوجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، اليوم إلى المملكة العربية السعودية، ليترأس وفد الدولة إلى القمة الخليجية الأمريكية.
وعلى عكس القمم السابقة التي كان يمثل الدولة فيها الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة، فقد حرص بن زايد على المشاركة في هذه القمة خصوصا مع استضافتها لرئيس الولايات المتحدة باراك أوباما.
ويبدو أن المديح الذي كاله أوباما لمحمد بن زايد، ونقله عنه الصحفي الأمريكي جيفري غولدبيرغ، قد جعل ولي عهد أبوظبي أكثر حرصا للحضور.
حيث نقل غولدبيرغ ف مقالة له بمجلة "ذي اتلانتيك" الشهر الماضي، إعجاب الطرفين ببعضهما البعض، رغم تحفظ بن زايد على خطوة أوباما بتخليه عن الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك إبان ثورة يناير2011، والذي شدد حينها أوباما عى رحيله.
وقال غولدبيرغ إن أوباما يرى بأن محمد بن زايد واحداً من القادة العرب الذين يتمتعون بالموضوعية والفكر الاستراتيجي، وينظر له بأنه الزعيم الأكثر إثارة للإعجاب في الخليج العربي، وإن كان هذا وفق معايير منخفضة.
وأكد غولدبيرغ بأن عدداً من المسؤولين العاملين في إدارة أوباما يعتبرون بشكل متزايد أن الإمارات تعد لاعباً حاسماً في مجلس التعاون الخليجي، الذي يوصف بأنه مجلس غير فعال وغير مؤثر بشكل حقيقي.
ويبدو أن لهذه النظرة التي يمتلكها أوباما نحو محمد بن زايد، دور كبير في إطلاق يده من أجل تنفيذ أجنداته الخاصة، والتي في أغلبها تتوافق مع توجهات واشنطن.
ضمانات للقمة
ويحمل أوباما إلى السعودية رسالة مألوفة فحواها أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن حلفائها في منطقة الخليج في صراعهم مع إيران.
وربما لا تكون الرياض وعواصم أخرى في منطقة الخليج على استعداد لتقبل كلمات فحسب في هذا الصدد بعد ما شهدته من تقلص الالتزام تجاه حلفاء قدامى للولايات المتحدة.
وبعد أن قوبلت فكرة إبرام معاهدة دفاعية رسمية بالرفض قبل قمة سابقة بين الجانبين تأمل الرياض وحلفاؤها الخروج من الاجتماع بأنظمة صواريخ دفاعية جديدة. ويريد أوباما إيجاد وسيلة تتوصل بها دول الخليج العربية وإيران إلى "سلام بارد" يطفئ نار التوترات الطائفية في المنطقة ويحد من انتشار التطرف.
ومن الأسباب التي جعلت العلاقات بين واشنطن ودول المنطقة تمر بأصعب فتراتها منذ عشرات السنين خلافات حول تقييم ما تصفها دول الخليج والولايات المتحدة بأنها أنشطة تعمل على زعزعة استقرار الشرق الأوسط من جانب إيران وكيفية معالجتها.
ويساور دول الخليج خوف أن يكون الاتفاق النووي الذي أبرمته واشنطن والقوى العالمية الأخرى مع إيران وكذلك رفض أوباما الانغماس في نزاعات الشرق الأوسط المعقدة قد أتاحا لطهران حرية التصرف دون رادع.