ليس هناك أدنى شك أن ما صرح به المرشح الرئاسي الخاسر في انتخابات 2012 أحمد شفيق بشأن إعادة نظام السيسي جزيرة "تيران" و "صنافير" لم يكن ليجرؤ على البوح به بدون ضوء أخضر من جانب أبوظبي.
وبدأت علامات تراجع السيسي في ترسيم الحدود مع الرياض فور مغادرة الملك سلمان، ويبدو أن هذه التراجعات مبعثها انتقادات أبوظبي لهذه الزيارة حتى وإن رحبت بها رسميا. ولكن ترك مواقع إخبارية مثل "ميدل إيست أونلاين" محسوبة على جهاز أمن الدولة تشن هجوما على طريقة استقبال القاهرة للملك سلمان ثم تصريحات أحمد شفيق، وصراخ إعلاميين مصريين موالين لأبوظبي يعني أن الإمارات غير راضية عن مجريات وتداعيات هذه الزيارة التي ترى أنها تخسر فيها موقع قدمها في القاهرة بعد أن خسرت في اليمن بإزاحة خالد بحاح من منصبه مؤخرا.
فقد انتقد أحمد شفيق، المرشح الرئاسي الأسبق، ومؤسس حزب الحركة الوطنية، إدارة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، لعدد من الملفات والأحداث، ومنها قضية جزيرتي تيران وصنافير والأزمة مع إيطاليا بعد مقتل الباحث جوليو ريجيني وملف مياه النيل، وطالب بالعودة الى الشعب للبت في هذه القضايا.
وأصدر شفيق، المتواجد حاليا في الإمارات، بيانا عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي “تويتر”، تحت عنوان “بياني إلى شعب مصر العظيم، بخصوص عدد من الأحداث التي واجهتها بلادنا مؤخرا”.
وعبر شفيق، في بداية البيان، عن ترحيبه بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبزيارته إلى مصر التي اختتمها مساء الإثنين، مؤكدا “أن ترحيبي وسعادتي هو شأن كل المصريين، الذين أجمعوا دائما على حب وتقدير المملكة العربية السعودية وقادتها العظام مرحبا بالزعيم العربي الكبير، وأطيب تمنايتنا ودعواتنا بموفور الصحة إلى جلالته”.
وقال معلقا على تراكم الأزمات،“بحثت كثيرا عن أسباب أعزو إليها تلك النتائج السيئة، التي تصل إليها جهودنا في مواجهة هذه الأزمات: هل هي نقص الخبرة وضعف الإدارة؟ هل هي الاختيار غير المناسب لمن يناط بهم معالجة الأزمات؟ هل هي التلكؤ والبطء في اتخاذ القرار المناسب في التوقيت المناسب ناسين بذلك أن جزءا من القرار توقيته؟ أو هي الانفراد المرفوض باتخاذ القرارات المصيرية، التي يلتزم الرجوع بشأنها للشعب صاحب المصلحة بكامله وليس بمن ينوبوه”.
وقال للمصريين “أبنائي.. إن ما أوردته في بدء حديثي بشأن مسلسل الأزمات التي تجتاحنا ومسلسل الإخفاقات التي في التوصل إلى حلول لها، ثم حديثي عما تم في إنجاز بشأن طابا كلاهما يدفعني إلى الإلحاح على أهمية اللجوء إلى أكثر أبنائنا خبرة وقدرة على استنباط حقائق الأمور ودقائقها في كل ما يعان من مشكلات كما ألح على ضرورة عرض ما تصل إليه هذه النخب من أبناء مصر على الشعب بأكمله، للتعرف على ما يراه وما يرغبه وما يرغب عنه.
وبشأن أزمة جزيرتي صنافير وتيران، قال شفيق “البعض يتفق فيما جرى من ترسيم للحدود المائية أدى إلى ضم الجزيرتين إلى السعودية، فيما رفض البعض الآخر هذا الإجراء”، مضيفا “ما كان أجدر بنا أن يتم هذا الإجراء من خلال دراسات عميقة متخصصة وبناء على نتائجها، أسوة بما تم من إجراءات في ترسيم حدود طابا”.
وتابع شفيق “إذا كانت الآراء مؤيدة أو معارضة لابد من المسؤولين أن نجد لديهم إجابات لتساؤلات عدة، منها”:
1ـ أين الوثيقة التاريخية التي تشير إلى ملكية الجزيرتين سواء لمصر أو السعودية؟
2 ـ أين الوثيقة التي فوضت المملكة مصر في استخدام الجزيرتين وإدارتهما؟
3 ـ ما هي أسباب هذا التفويض إن كان قد حدث؟
4 ـ هل انتهت الأسباب التي صدر من أجلها التفويض، إن كان صحيحا؟
5 ـ إذا كانت أسباب التفويض ما زالت قائمة فلماذا ينهى الآن وبعد أكثر من مائة عام؟
في حين طرح الجمهور السؤال السادس: هل بيان شفيق بعلم وموافقة أبوظبي أم بدون علمها متجاوزا أخلاق الضيافة واستغلال الدولة لممارسة السياسة وانتقاد دولتين عربيتين شقيقتين وصديقتين لأبوظبي على الأقل؟