كشفت مصادر قريبة من المعارضة السورية عن وثيقة تشير إلى خطة أردنية تقضي ببناء 50 ألف منزل في جنوب سوريا، على أن التمويل سيكون من دولة الإمارات.
وقالت المصادر إن المشروع يهدف على الأرجح إلى تهدئة الجبهة الجنوبية في سوريا والسيطرة عليها، بما يضمن التخفيف عن نظام بشار الأسد وحماية المصالح الأردنية والإسرائيلية بالمنطقة في آن واحد، بحسب ما ذكرت صحيفة "عربي21".
وستكون الوحدات السكنية والأموال التي سيتم إغداقها على مناطق الجنوب السوري مقابل حل الفصائل العسكرية والتعهد لعناصرها برواتب شهرية ثابتة ستدفعها دولة الإمارات، إضافة إلى تسكين المشردين من أهالي تلك المناطق والمتضررين من القتال وتسكين عائلات المقاتلين.
وتشير المصادر إلى أنه "قد يتم الإبقاء على فصيل عسكري واحد مرتبط بالأردن، على أن يتولى هذا الفصيل حماية المصالح الأردنية والإماراتية وتنفيذ أجندة البلدين، مع ضمان حماية الحدود مع إسرائيل أيضا، فيما يتم حل كافة الفصائل المسلحة التي تقاوم نظام الأسد في المنطقة.
وتقول المصادر إن "رجال أعمال كبار في جنوب سوريا يؤيدون هذا المشروع"، حيث يبدو أن لعابهم يسيل على عقود بملايين الدولارات في حال تم البدء بالتنفيذ فعلا.
موافقة إسرائيلية
وتؤكد أن إسرائيل لا تعارض على الأرجح المشروع الذي سيمثل حماية مجانية لحدودها مع سوريا، حيث سيقوم الفصيل السوري المرتبط بالأردن والإمارات بالحفاظ على الاستقرار في المنطقة، وسيتحول إلى جهاز أمني يضمن الاستقرار في المناطق الجنوبية، وهو ما يمثل مصلحة مشتركة لكل من الأردن وإسرائيل.
وبحسب الوثيقة التي تكشف المشروع، والتي يقول المصدر السوري الذي تحدث إنه اطلع عليها، فإن عمليات بناء المساكن لن تقترب من الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة لمسافة معينة سيتم إبلاغ الإسرائيليين بها، وهو ما يدفع إلى الاعتقاد بأن ثمة احتمالا أن يكون المشروع أصلاً بالتنسيق مع إسرائيل، أو أنه مشروع أردني إماراتي إسرائيلي مشترك.
يشار إلى أن تفاصيل سربتها الصحافة البريطانية مؤخرا عن اجتماع خاص بين الملك الأردني عبد الله الثاني وأعضاء كبار في الكونغرس الأمريكي، أظهر أن الملك أبلغ الأمريكيين بأن قوات خاصة من بلاده تتدخل في سوريا، وهي التي قامت بالقتال ضد تنظيم الدولة، ومنعته من السيطرة على نقطة الوليد الحدودية بين سوريا والعراق.
وتلعب الإمارات دورا غامضا في سوريا، ففي حين رفضت جميع دول مجلس التعاون الخليجي التدخل العسكري الروسي في سوريا، وصفته أبوظبي بأنه قصف لعدو مشترك أي تنظيم الدولة.
وتداولت العديد من وسائل الإعلام أخبارا تفيد بأن مصر والإمارات والأردن اتفقوا بشكل سري مع روسيا على دعم عملياتها في الداخل السوري.